بكل الحب

السد المشئوم

نجوى عويس
نجوى عويس

لم أندهش كثيرا من موقف إثيوبيا تجاه مصر بعدم حضور الجلسة الختامية بواشطن للتوقيع على الوثيقة التى تمت الموافقة على بنودها من الأطراف الثلاثة.. ولكن فى موقف غير مستغرب على إثيوبيا التى منذ المفاوضات فى 2011 وهى تتلاعب بمصر فبعد أن كانت سعة السد 14 مليار متر مكعب انتهزت فرصة الأحداث فى مصر فى وقت الإخوان وزادت سعة السد إلى 74 ألف متر مكعب وهذا على حساب حصة مصر.. وبالرغم من تصريحاتها بأن السد لن ينتقص من مصر شيئا، وهى مجرد تصريحات تخدير لمشاعر المصريين.. وتعاملت مصر مع الموقف سياسيا وإنسانيا وفكرت فى مصلحة الشعوب الثلاثة.. والشهر الماضى وبعد سفر الوفد المصرى إلى واشنطن للتوقيع على الاتفاق النهائى.. أصدرت إثيوبيا بيانها التآمرى الذى اكتسبت فيه القوة المفرطة التى بدت عليها ، والذى أعلنت فيه أنها لا تقبل تدخل أمريكا فى شئونها الداخلية ، ولم تسافر وطلبت مهلة أخرى للدراسة..
أما المفاجأة المفجعة فهى موقف السودان الشقيقة التى تقف مصر إلى جانبها فى كل أزماتها وتمدها بالمساعادات.. لم تسافر ودعمت موقف إثيوبيا.. اندهش الجميع فالإخوة السودانيون يعيشون بيننا كالأشقاء، فشعبنا مضياف بطبعه.. ونعود إلى موقف إثيوبيا الذى بدأ يتكشف شيئا فشيئا فلقد وعدت اسرائيل بتوصيل مياه النيل اليها وهذا ما اعلنه نتنياهو.. اما وكالة الأنباء القطرية فأعلنت بأن تميم «بن موزة» أرسل برقية تهديد إلى اثيوبيا قبل سفرها إلى واشنطن وهددها بأنه فى حالة التوقيع لصالح مصر سيتم سحب الـ3 مليارات دولار التى وضعتها كاستثمارات لاستكمال السد.. كذلك تركيا، أما الجماعات الإرهابية فى ليبيا فطالبت البنك المركزى الليبى بإرسال برقية تهديد بسحب مليار دولار استثماراتها فى سد النهضة.. وهذا يوضح سبب البيان التآمرى لإثيوبيا، ونحن نعلم جيدا سبب تكالب تلك الدول للنيل من مصر، فهم يعلمون مدى أهمية الماء لها ولشعبها.. ومازال الرئيس يستخدم أسلوب النفَس الطويل للحل السياسى.. وإن شاء الله يوفقه المولى حتى يقضى الله أمرا كان مفعولا..