مجرد سؤال

مواجهة كورونا بالثقة والشفافية

صفاء نوار
صفاء نوار

أتفق مع وزيرة التضامن الاجتماعى د.نيفين القباج، أن الوعى المصرى فى أزمة كبيرة.. وأننا بحاجة إلى مبادرتها الجديدة «وعى» والتى أطلقتها الأسبوع الماضى لتنمية الوعى والقضاء على العادات السلبية بأشكالها المتعددة فى المجتمع كما نحتاج إلى إعادة تشكيل الوعى الثقافى فهو لا يقل أهمية عن الاقتصاد والبنية التحتية.. فما يحدث فى أزمة فيروس كورونا يحتاج إلى وقفة ودراسة وبحث.. فهناك أزمة ثقة بين المواطن والحكومة وهى سبب كل الأزمات.. المواطن لم يعد ينتظر الشائعات بل يبحث عنها ويروج لها.. فأصبحنا كل يوم نسمع عن مدى انتشار الفيروس وتغلغله وإغلاق مستشفيات وحجر صحى لأطباء وممرضات وكلها أمور منافية للعقل والمنطق، وهى تطاردنا فى رسائل صوتية على السوشيال ميديا من سيدات منهن من تؤكد أنها ولى أمر طالب وهناك إصابات فى مدرسة ابنها أو جامعته.. أو أنها زوجة لطبيب وأنها عالمة ببواطن الأمور وأنه قد تم إغلاق دور كامل واستدعاء أهالى المرضى والأطباء والممرضات للاشتباه فى إصابات.. ولا أدرى كيف يصدقها من تصله الرسالة وكيف يعيد نشرها ليبث الذعر والرعب فى القلوب وهل يمكن التعتيم على فيروس منتشر فى القصر العينى وهو أكبر مستشفى فى مصر ويقصده الآلاف يوميا وكيف ينتشر الفيروس فى القاهرة التى يسكنها الملايين ولا نجد مصابا واحدا.. من وجهة نظرى هذه الشائعات أخطر من الفيروس نفسه الذى انتشر فى معظم دول العالم ولم تجد أى دولة غضاضة فى الإعلان عنه.. حتى فى مصر عندما ظهرت حالتان تم الإعلان عنهما بكل شفافية واتخاذ الإجراءات اللازمة، ولكن المشكلة فى عدم الثقة بين المواطن والحكومة، فهو يعتقد أنها لن تكشف عن الحقيقة خاصة وهو لم يرها تعلن حالة الطوارئ ولم يجدها تشكل لجنة أزمة للتعامل مع الفيروس حال انتشاره لا قدر الله ومعالجة آثاره المتوقعة على الاقتصاد والسياحة.. ولم يسمع عن حملات توعية موجهة عن كيفية التعامل معه وطرق الوقاية منه ولم يجد إلحاحا على تغير السلوكيات السلبية مثل تبادل القبلات والسلام باليد.
أتمنى أن تبدأ الحكومة فى العمل على اكتساب ثقة المواطن فهو الطريق الوحيد للقضاء على الشائعات التى يقف وراءها إما خائن أو حاقد أو كاره لنفسه ولبلده.