فوق الشوك

من أمن العقاب أساء الأدب

شريف رياض
شريف رياض

للأسف.. أصبحت المهازل الأخلاقية والانحرافات السلوكية هى ما يشغل الجانب الأكبر من حديث الناس.. يختلفون حولها ويشعلون مواقع التواصل الاجتماعى بآراء تؤجج الفتنة وتعمق الصراع.
فى الأيام الأخيرة خطفت أزمة أغانى المهرجانات وأحداث مباراة السوبر بين الأهلى والزمالك فى أبوظبى ولقاؤهما فى الدورى العام المحدد له الاثنين الماضى بالقاهرة الأضواء من أية أحداث أخرى أكثر أهمية وفائدة للرأى العام وفى مقدمتها مبادرة «صناع الأمل» التى استضافتها إمارة دبى وحاكمها المتفرد بشخصيته المثالية الشيخ محمد بن راشد والتى تم فيها تكريم أمير القلوب د. مجدى يعقوب وطبيب الفقراء د. مجاهد مصطفى الذى يقدم خدماته لأهالى قريته مجانا إيمانا منه أن الله سخره لخدمتهم.
أقيمت الاحتفالية فى نفس يوم مباراة السوبر فإذا بالإعلام كله يركز اهتمامه على الصورة المسيئة التى ظهر بها لاعبو الأهلى والزمالك على أرض دولة شقيقة تكن لمصر وشعبها كل الحب والتقدير فكان جزاؤها هذه الأحداث المؤسفة التى وقعت على أراضيها والتى تكشف صحة المقولة الشهيرة «من أمن العقاب أساء الأدب» فلو أن أى لاعب ارتكب من قبل أحداثا مشابهة لما حدث فى مباراة السوبر وعوقب عقاباً رادعاً من قبل اتحاد الكرة ما فكر أى لاعب آخر أن يحذو حذوه فما بالك أن تحدث هذه المهزلة خارج حدود الوطن فى مباراة بين قطبى الكرة المصرية.. حتى العقوبات التى قررها اتحاد الكرة بشأن هذه الواقعة اختلفت الآراء حولها وقوبلت بالرفض من مسئولى الناديين فتفجر الموقف حتى وصلنا إلى المهزلة التى شهدها ستاد القاهرة يوم الاثنين الماضى بعد مسرحية تعذر وصول فريق الزمالك إلى الملعب فى الوقت المحدد لمباراته مع الأهلى فى الدورى العام.
كشفت هذه الأحداث أيضا انعدام قدرة اتحاد الكرة على إدارة الأزمة بإصراره على إقامة المباراة فى موعدها وسط هذا الجو المشحون بين الناديين والتوتر النفسى والعصبى الذى يعانيه اللاعبون من جراء ما حدث فى أبوظبى ورفضه تأجيل المباراة خاصة أن الناديين على موعد خلال ساعات مع مباراتين فى غاية الأهمية فى تصفيات دورى الأبطال بأفريقيا.. الزمالك مع الترجى والأهلى مع صن داونز.. تأجيل لقاء الاثنين الماضى كان سيصب بالقطع فى مصلحة الفريقين ويحقق المصلحة العامة من جميع الوجوه خاصة أن الأحوال الجوية كانت سيئة جداً وتكفى مبرراً لتأجيل اللقاء مما كان سيساهم بلاشك فى تهدئة الأجواء المشتعلة بين الناديين وإعطائهما فرصة أكبر للاستعداد لمباراتى التصفيات الافريقية.
نفس المقولة «من أمن العقاب أساء الأدب» تنطبق على هذه الفوضى التى يشهدها سوق الغناء الذى يسيطر عليه مطربو المهرجانات بكل ما يقدمونه من إسفاف وكلمات رديئة مخالفة لكل الأعراف والتقاليد محتمين بقاعدة جماهيرية واسعة من شباب مغيب لا يعرف المعنى الحقيقى للفن.. حتى محاولة نقيب الموسيقيين الفنان هانى شاكر التصدى لهذه الظاهرة المؤسفة قوبلت بأراء معارضة تبنى مواقفها من ضرورة الأخذ فى الاعتبار أن هذه النوعية من أغانى المهرجانات لها جمهورها الواسع !
وفى تحد واضح لمحاولات إصلاح المسار فوجئنا بأن خطة تطوير ماسبيرو «تليفزيون الدولة» تبدأ باستضافة نجم البلطجة والعنف الذى يغنى عاريا المدعو محمد رمضان بدلا من استضافة عالم كبير فخر لمصر كالدكتور مجدى يعقوب.. حدث هذا بتأييد ودعم من رئيسة التليفزيون التى اعترفت أن محمد رمضان نجم كبير له شعبيته واستضافته تأتى فى إطار تصحيح الصورة وإصلاح الأخطاء.. لكنه فشل فى أداء الدور المخطط له لتحسين صورته أمام الرأى العام وتمادى فى تشويهها بتأكيده أن كل معارضيه لا يمثلون إلا قطرة فى بحر جمهوره! وأن منعه من الغناء فى مصر لن يؤثر عليه لأن لديه تعاقدات متتابعة فى الخارج لا تخضع لهذا القرار!
«متهيألى لحد كده وكفاية.. مش قادر أكمل !».