«مبارك».. قاد عبور مصر لعصر التكنولوجيا والإنترنت والمحمول

الرئيس الأسبق حسني مبارك
الرئيس الأسبق حسني مبارك

الرئيس الراحل محمد حسني مبارك، هو رابع الرؤساء الذين حكموا مصر، بعد سقوط الملكية، ويعد أحد أهم قادة حرب أكتوبر المجيدة، حيث كان قائدا لسلاح الجو آنذاك.

وبعد انتهاء الحرب والسلام مع إسرائيل وتولي مبارك زمام الأمور في البلاد، بدأ مسيرة التنمية، والتي كان أحد أبرز معالمها هو دخول مصر عصر التكنولوجيا، والإعلان في سبتمبر عام 1999 عن المشروع القومي للنهضة التكنولوجية، وكان يهدف إلى الإسراع في النهوض بصناعة واستخدام تكنولوجيا المعلومات لخدمة أهداف التنمية في مصر.

وزارة الاتصالات
وكان لمبارك بصمات واضحة في دخول مصر عصر التكنولوجيا والإنترنت، فقد أصدر قرارا لأول مرة بإنشاء وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في عام 1999، وتدشين برنامج قومي لتنمية تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات في مصر، وتمثلت أهداف هذا البرنامج في تعزيز الجهود الرامية إلى تنمية المجتمع المعلوماتي في مصر، فضلاً عن تشجيع نمو قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بحيث يتسم بالقوة والقدرة على المنافسة، والانتقال من بؤرة الخدمات المحلية إلى دائرة التصدير، وكان أساس هذا البرنامج هو إنشاء وزارة جديدة للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، في أكتوبر 1999. 

وفي عهد مبارك، تولى د. أحمد نظيف، أول حقبة لوزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والتي بدأت في تنفيذ مشاريع ومبادرات من بينها مبادرة مجتمع المعلومات المصري (EISI)، بهدف دعم وتمكين الشراكة بين القطاعين العام والخاص لتعزيز البنية التحتية للاتصالات وتوسعتها، وإتاحة استخدام تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات لكل المواطنين، وتوفير محتوى عربي قوي على الشبكة الدولة للمعلومات، وبناء جيل من محترفي تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات المتمرسين من أجل الابتكار والتجديد، ووضع إطار للسياسة المنتهجة ودعم البنية التحتية لتعزيز صناعة تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات استنادًا إلى أسس متينة تؤهلها للمنافسة، وتحقيق الاستفادة المثلى من هذه الصناعة لخدمة مجالات الصحة والتجارة والثقافة والقطاعات الحكومية وغيرها.

القرية الذكية
وبعد إنشاء وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، جاءت فكرة إنشاء أول قرية ذكية في مصر عام 2001 بهدف دعم وتنمية الكيانات التكنولوجية المعروفة ومؤسسات الأعمال على الصعيدين المحلي والإقليمي، حيث تضم القرية العديد من شركات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات العالمية منها والمحلية والهيئات الحكومية المرتبطة بتلك الصناعة وذلك على مساحة قدرها 3 مليون متر مربع غرب مدينة القاهرة.

وبالقرار الجمهوري رقم 355 لسنة 2000  الذي أصدره الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، وبمساهمة من القطاع الخاص بنسبة 80%، جاء إنشاء القرية الذكية، والتي وتضم القرية مقار العديد من الشركات العالمية مثل الكاتيل وفودافون وأريكسون وآدكوم وسيستل، كما تتمتع المؤسسات المختلفة في القرية بأعلى مستويات الرفاهية، من حيث توافر الإدارة المتميزة للشركات وأعمال الصيانة وتنظيم المؤتمرات، إضافة إلى توافر وسائل النقل على مدار 24 ساعة كل أيام الأسبوع.

وتقع القرية الذكية على طريق مصر/ الإسكندرية الصحراوي الكيلو 28 قبيل بوابات التحصيل، وتضم 15% مبانى و85% الباقية مساحات خضراء ومساحات تجميلية،  و تقدم القرية الذكية العديد من الخدمات اللوجيستية، منها إطلاق خدمة جديدة تقدمها لمجتمع الأعمال المتميز بما في ذلك الكوادر الموهوبة والمؤسسات المرموقة، وهي خدمة "السيّر الذاتية عند الطلب" التي تعتبر المصدر الموثوق به للسير الذاتية لتحقيق الفائدة للشركات والمؤسسات الموجودة داخل المنتجع، فيمكن للشركات الدخول إلى موقع القرية عن طريق اسم المستخدم وكلمة السر لإظهار السيّر الذاتية وتحميلها والبحث بواسطة تاريخ الميلاد وعدد سنوات الخبرة والعديد.

عصر الإنترنت
وحول بدء استخدام الشبكة العنكبوتية أو الإنترنت في مصر فقد بدأ في عام 1992، بعد أن تم مد بنية تحتيّة بين شبكة الجامعات المصريّة وشبكة «بت نت» الفرنسيّة، إلى جانب بدء استخدام شبكة اتصالات الإنترنت، وحينها اقتصر توفير الخدمة وقتها على جهتين فقط، وهما شبكة الجامعات المصرية ومركز المعلومات.

وفي مطلع العام 1994 بدأ مركز المعلومات في إدخال خدمة الإنترنت للوزارات والهيئات الحكومية والمحافظات، ومع بداية من عام 1997 بدأ المركز في خصخصة خدمات الإنترنت من خلال إتاحة الخدمات لعدد من الشركات الخاصة كمزودين للخدمة ISPs والذين يقومون بدورهم ببيع الخدمة للمواطنين والشركات، وفي عام 1997 تواجد بالسوق المصري 16 شركة خاصة لتقديم خدمات الإنترنت اووصل عدد الشركات العاملة في هذا المجال إلى حوالي 68 شركة بحلول عام 2000. 

وعبر المشروع الذي تبنته وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في العام 2002، فقد تم عقد شراكة بين شركة المصرية للاتصالات وشركات مزودي خدمة الإنترنت في مصر، لتقديم خدمة الاتصال بالإنترنت بتكلفة المكالمة العادية، مع اقتسام تلك القيمة بنسبة 30% للمصرية للاتصالات و 70% لشركات تقديم خدمة الإنترنت، في عام 2004،  أطلقت الحكومة مبادرة الإنترنت فائقة السرعة (adsl).

خدمات المحمول 
ويحسب لمبارك أن في عهده، بدأت أول شركة محمول عملها في مصر، وتم إدخال أول خدمات الهاتف المحمول بالنظام العالمي للإتصالات المتنقلة في مصر عام 1996، قبل أن تبدأ شركة موبينيل تقديم الخدمة في مارس 1998 وقد تم تغيير العلامة التجارية لتصبح أورنج، وكانت الشركة الثانية هي فودافون العالمية، وكانت تدعي في بداية عملها بـ "كليك"، وذلك عام 2001.

كما بدأت أيضا الشركة الثالثة اتصالات مصر، عملها مقابل 16.7 مليار جنيه مصري للحصول على الرخصة، وذلك في 4 يوليو 2006 ، وكانت في عام 2007 أول مشغل لخدمات الجيل الثالث في مصر، لتأتي بعد ذلك الشركة المصرية للاتصالات، وتفوز بالرخصة الرابعة للهااتف المحمول في مصر، في 18 سبتمبر 2017 ، وتطلق خدمات الهاتف المحمول في السوق المصري، وتصبح أول مشغل متكامل في مصر ورابع شركات الاتصالات المحمولة.