ضى القلم

الصـعيـــد.. يــادولـــة

خالد النجار
خالد النجار

فتحت شبكة الطرق العملاقة التى أنشأتها الدولة طريق التنمية، وتناغمت المنظومة بعدد من الأنفاق ربطت شرقها بغربها ومدت ينابيع الخير وفتحت باب الأمل.. كانت الدولة محقة فالطفرة التى شهدتها الطرق غيرت خريطة الاقتصاد وأنعشت حركة التجارة، وبدلت فكر المستثمرين الذين بدأوا فى فتح منافذ جديدة بعد أن قربت شرايين الطرق الجديدة المسافات.. بلاشك أحدثت الطرق التى شهدت توسعة وإعادة تأهيل وشق محاور جديدة طفرة أعادت التفكير الجدى لدى الكثير فى التنقل باستثماراتهم ومشروعاتهم، فقد قربت المسافات بطريقة ملموسة وسهلت عمليات نقل البضائع والسلع والخضروات والفواكة.. رأينا مزارع جديدة حول هذه المحاور الوليدة، وبدأت تظهر مؤسسات ومصانع جديدة، وماشهدته منطقة الوجه البحرى والقاهرة الكبرى والقناة وسيناء من طرق وأنفاق يؤكد أن هناك تفكيرا سديدا سيعود بالخير على التنمية ويغير خريطة الاقتصاد.
وإذا كانت ضربة البداية قوية فى المرحلة الأولى لبناء منظومة الطرق فإننا نأمل أن يرى الصعيد تطبيق هذا النموذج بنفس الدقة والسرعة.. يحتاج الصعيد إلى استنساخ عاجل لنجاح منطومة الطرق التى يتفاجأ الجميع يوميا بها.. أرى أننا بحاجة عاجلة لاستثمار هذا النجاح فى الصعيد، الذى يزخر بالموارد والأراضى والرجال.. فى الطريق الشرقى من جنوب حلوان حتى المنيا مرورا ببنى سويف أراضى ممهدة، ومحطات كهرباء عملاقة، لكن سوء حالة الطريق تعطل مسار التنمية، ولابد أن تسارع الدولة بإعادة تأهيل طريق الصعيد مع الخطة التى بدأتها السكة الحديد لتسهيل نقل البضائع والمنتجات الزراعية والعمالة.
الصعيد برجاله وموارده التى تحتاج إعادة اكتشاف يحتاج للمزيد، وماتقوم به الدولة حاليا شىء مقدر فقد بدأت نظرة جدية للصعيد بعد سنوات الاهمال، وبدأ الاهتمام بالمشروعات الصغيرة والأسر المنتجة والرعاية الصحية أخذت شكلا ايجابيا مختلفا، لكن نحتاج لدعم أكثر ومشروعات أكثر، وطرق ومحاور تجرجر خلفها استثمارات قوية تستفيد بالموارد والعمالة الوفيرة. ولعلى أستعير كلمات فنان الشعب الصعيدى الجدع حكيم، الذى أبدع فى التعبير عن رجولة أهله وناسه فى أغنيتة الجميلة الجديدة « الصعيد يادولة « عندما قال :
الفرع الرئيسى لمصنع الرجولة موجود على أرضنا.. العزة والكرامة وهرمون الشهامة بيجروا فى دمنا.. ده احنا المعنى الحقيقى لكلمة مرجلة.. راكزين زى الجبال ملناش فى الهرجلة.. الصعيد يا دولة يا أرض العتاولة.
ما أبدعه الفنان الراقى حكيم يوصف حال الرجال وشهامتهم وعزيمتهم ومقدرتهم على حمل الصعاب.. أراها دعوة كريمة للدولة للإسراع فى خطة التنمية التى تبدأ من الطرق لينهض الصعيد فهو الدافع القوى لتنمية مصر وازدهارها.
حكيم تاريخ من الفن الراقى والبهجة الممزوجه بالحزن والجدعنة، حكيم يعطى نموذجا للفن الراقى ويوصف حال ولاد بلده، رجال الصعيد الشداد الذين يستحقون كل خير.
يحتاج الصعيد لكل الدعم، والإسراع فى دفع خطة التنمية والتعجيل بمنطومة طرق راقية تضاهى شبكة الطرق التى نفذتها الدولة، حتى نستفيد من موارده والعمالة الوفيرة، ووقف هجرة هذه العمالة للقاهرة، ووقف نزيف الأسفلت.. ويحتاج فنان الشعب حكيم، لكل التحية والتقدير، فدائما وسط الناس بكلماته وصوته المميز، وصدقه.
تحية لكل فنان مثقف يقترب من الناس ويعرف قيمة الرسالة بتقديم الفن الراقى..هكذا دوما حكيم.