فى الصميم

الكابوس اسمه «بولتون»!

جـلال عـارف
جـلال عـارف

الساعات القادمة ستكون حاسمة فى المستقبل السياسى للرئيس الأمريكى ترامب، حيث يحسم مجلس الشيوخ الجدل المحتدم حول استدعاء شهود جدد فى قضية ترامب وأوكرانيا. إذا كان القرار عدم استدعاء الشهود (وهو موقف الجمهوريين) فسوف يكون ذلك إعلاناً مبكراً بإغلاق القضية ضد ترامب، أما إذا حدث العكس فسوف نكون أمام فصل جديد قد يحمل الأسوأ بالنسبة للرئيس الأمريكى وحزبه الجمهوري!!
منذ البداية يعرف الديمقراطيون أن عزل الرئيس ترامب أمر مستبعد بسبب الأغلبية التى يمتلكها الجمهوريون فى مجلس الشيوخ، لكنهم يراهنون على أن تكشف  المحاكمة أمام المجلس ما يثبت للرأى العام الأمريكى خطأ الرئيس، فيكون «العقاب» فى الانتخابات القادمة بعد شهور لترامب -  وللجمهوريين الذين ساندوه.
ومن هنا كانت قضية الجمهوريين الأساسية هى إغلاق الملف بسرعة وعدم السماح باستدعاء شهود جدد قد يحملون ما يسيء لموقف الرئيس أكثر. الحسابات الآن تختلط بعد ما تسرب عن إنضمام عدد من الجمهوريين إلى جانب استدعاء الشهود، ثم تصريح زعيم الجمهوريين بالمجلس بأنه يعانى للحصول على الأغلبية التى تمنع هذا «الخطر» الذى ازداد بعد إعلان المستشار السابق لترامب للأمن القومى «بولتون» استعداده للشهادة أمام المجلس، وبعد نشر مقتطفات من كتاب له يفترض أن يصدر فى مارس القادم تدين ترامب.
 الرئيس الأمريكى - من جانبه - هاجم مستشاره السابق، والبيت الأبيض اتخذ الاجراءات لمنع نشر كتاب «بولتون» بصورته الحالية على أساس أنه يحمل أسراراً للدولة لا يسمح بتداولها. لكن الخطر يبقى فى  وقوف «بولتون» أمام مجلس الشيوخ للإدلاء بشهادته وما سيسببه ذلك - إذا حدث - من أضرار كبيرة لموقف ترامب ومن إحراج للأعضاء الجمهوريين فى مجلس الشيوخ عند التصويت، وفى كل الأحوال سيبقى «بولتون» حتى موعد الانتخابات يمثل «الكابوس» المزعج لترامب بعد أن كان - قبل شهر فقط - أقرب المستشارين!!