لحظة صدق

رسالة عقيلة صالح إلى مؤتمر برلين اليوم

إلهام أبوالفتح
إلهام أبوالفتح

إلهام أبوالفتح

رسالة واضحة أرسلها عقيلة صالح رئيس البرلمان الليبى إلى مؤتمر برلين مؤكدا على أهمية وجود مصر كحليف استراتيجى بمواقفها الواضحة التى تدعم الشرعية والجيش الوطني، والبرلمان لتصحيح المسار السياسى فى ليبيا خاصة أن الرئيس عبدالفتاح السيسي، متفهم جداً لما يجرى فى ليبيا، وإن مصر وليبيا أمن واحد، وما يضر ليبيا سيضر مصر ودول الجوار أيضا.
 اليوم تبدأ الإجتماعات فى برلين، بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي، للبحث عن حل لمشكلة ليبيا التى تواجه هجمة شرسة وتدخلا من أطراف كل هدفها غزو هذا البلد الشقيق، الذى أصبح بؤرة لتجميع ميلشيات إرهابية من كل جنس جميعها تعمل بالإجر لصالح جهات خارجية، ومعظمها للأسف تتاجر بالاسلام، تعمل بأوامر مباشرة وتمويل من الأتراك والقطريين، وليبيا هى العمق الاستراتيجى لمصر كما تشير حقائق ووقائع التاريخ، والاحتلال التركى الأخير لليبيا ـ من وجهه نظرى ـ هو محاولة لتهديد مصر التى تقف أمام أطماع اردوغان للسيطرة على دول المنطقة، لإحياء وهم وأطماع تاريخية تخلصنا منها بانتهاء الاحتلال العثمانى الذى كان سببا فى تخلف المنطقة عن العصر لأكثر من 500 سنة.
ورغم آمال المخلصين للشعب الليبى الشقيق المعلقة على هذا المؤتمر لتجنيب الشعب الليبى خطر الحروب والرعب الذى تزرعه الميلشيات المسلحة، فإن الواقع على الأرض يثبت سوء نوايا الأطراف المرتبطة بأردوغان وحكومة السراج.
فالطبيعى أن يبدأ الحل بتكوين مجلس رئاسى ومراقبة مجلس النواب للسلطة التنفيذية، وتولى الجيش الوطنى والشرطة الوطنية مسئولية محاربة الإرهاب والقضاء عليه وفك المليشيات المسلحة بعد أن أصبح السلاح فى يد الجميع، والطبيعى أيضا أن تتوفر القناعة بأن أى اضطراب أو خطر يهدد أمن البلد الشقيق هو تهديد مباشر لأمن واستقرار مصر، وهو المعنى الذى عبر عنه عقيلة صالح رئيس مجلس النواب الليبى فى كلمة فى مستهل الجلسة العامة لمجلس النواب منذ أيام حين عبرعن شكر بلاده لمصر على موقفها الواضح والذى يشهد له التاريخ، وأن مصر لم تتخل عنا يوما وأكد أن الشعب الليبى أراد التغيير وبناء دولة مدنية منذ سنوات وأن المجتمع الدولى دعمه وقتها، إلا أنه ترك ليبيا وشعبها فى منتصف الطريق ـ بفعل شيطانى مريب ـ فى مواجهة الإرهاب والميلشيات المسلحة، ما جعل إقامة الدولة فى ليبيا طريقا صعبا، والمؤكد أن القوى الشيطانية التى أوقفت التغيير فى منتصف الطريق هى الممارسات التى يقوم بها فايز السراج، رئيس حكومة الوفاق، ومذكرته بالتفاهم المشبوه بينه والرئيس التركى رجب طيب أردوغان مما أدخل ليبيا وما حولها والمنطقة فى توترات كبيرة !
والاتفاق المشبوه يرقى فعلا إلى درجة الخيانة للشعب الليبى وانتهاك لصلاحيات البرلمان المنتخب، لأن المذكرتين المشبوهتين ـ كما قال عقيلة صالح ـ لا قيمة لهما، وإن أردوغان أدرك الفشل والخسارة فسعى إلى الإيحاء بالوهم ـ القديم الذى اندثر ـ بأن ليبيا لازالت ولاية عثمانية، وهكذا تفاقم الموقف، وتناثرت المعلومات عن بدء تركيا نقل ما يقرب من 500 مقاتل من الذين نفذوا مخططاته فى سوريا إلى ليبيا وهناك آخرون فى تركيا ينتظرون نقلهم إلى العاصمة طرابلس!
 المؤكد أن مؤامرة اتفاق أردوغان مقامرة خطيرة على الشباب التركى والليبى ومصالح الشعوب، وهنا يكمن الأمل فى أهمية هذا المؤتمر الذى ينعقد اليوم فى برلين، ونتمنى أن يؤسس المؤتمر من اليوم بداية حقيقية فعلا للعودة للاتفاق السياسي، وحظر السلاح، ووقف النار، وإطلاق حزمة من الإصلاحات لتطبيق القانون الدولى الإنسانى وبدء إصلاحات إقتصادية تصلح ما أفسدته التدخلات الشيطانية فى حق هذا البلد الجار الشقيق لمصر ويعطى الشعب الليبى حقه وحريته