نموذج نادر فى الإخلاص للعمل

محمد حسن البنا
محمد حسن البنا

لم أستغرب كل هذا الحب على السوشيال ميديا، من الزملاء لخديجة عفيفى المحررة القضائية العظيمة التى أفنت عمرها من أجل مؤسسة أخبار اليوم، كانت نموذجا نادرا فى الإخلاص للمهنة، عشت معها قصة غيرت مجرى حياتها، حيث بدأت حياتها محررة بقسم الاستماع السياسى، وكانت أيضا نموذجا للالتزام والانضباط والإدراك لمهمتها، صادفها سوء حظ مع المسئول عن القسم، وكان لا يرشحها للعلاوات المتميزة، أصابها الانهيار العصبى من هذا التصرف، أغلقت على نفسها باب القسم، لاحظ ذلك الصحفى النابه محمود صلاح رحمة الله عليه، فأسرع إلى الأستاذ العظيم الراحل سعيد سنبل الذى كان رئيسا للمؤسسة ورئيسا لتحرير الأخبار، فوجئت به يطلبنى وكنت رئيسا للقسم القضائى، قال لى بعد إذنك تقبل خديجة محررة بالقسم القضائى، لأننى أعرف أنك تستطيع تطييب خاطرها، قلت على الفور أوامرك يا ريس، يشرفنى أن تأتى عضوا بالقسم، وكانت أول معرفة شخصية بها قدمتها لأعضاء القسم الذين رحبوا بها، وبدأت معى مرحلة التدريب على العمل القضائى، واستجابت سريعا وانطلقت فى العمل كما لو كانت خلقت من أجل القسم القضائى، وكان من حسن حظها أن زوجها المستشار الراحل مجدى صيام رئيس محكمة الاستئناف، نالت بسرعة أيضا إعجاب كل من رأس تحرير الأخبار، لإخلاصها النادر فى عملها، حتى أنه تمت ترقيتها سريعا إلى نائب رئيس تحرير ثم مدير تحرير، وهى تعمل محررة قضائية، لم تترك عملها لكى تتولى منصبا ما، استمرت على إخلاصها حتى داهمها المرض اللعين، ولم تتوان عن العمل رغم مرضها الشديد، إلى أن انتشر المرض الخبيث فى جسدها النحيل، وأقعدها منذ شهر تقريبا، وتم وضعها على جهاز التنفس الصناعى إلى أن لقيت ربها شهيدة بإذن الله. رحمة الله عليها، وأدخلها فسيح جناته، وألهمنا وابنها محمود وابنتها شيرين الصبر.