رحلة

عودة الابتسامة الغائبة لشرم الشيخ

جلال دويدار
جلال دويدار

لاجدال أنه أمر يدعو إلى الشعور بالتفاؤل أن تعود البسمة الغائبة من جديد إلى وجوه العاملين فى مجال السياحة.. صناعة الأمل.. بشرم الشيخ. وكل مصر. كما هو معروف فقد تلاشت هذه البسمة على مدى الأربع سنوات الماضية نتيجة الحظر السياحى الدولى الذى أعقب حادثة سقوط الطائرة الروسية بعد مغادرتها مطار المدينة.
الكارثة المترتبة على هذه التطورات المأساوية ألحقت خسائر فادحة بالاقتصاد القومى وبالأمن الاجتماعى. كان مشهدًا حزينًا ومؤسفًا ان تتحول مدينة السلام النابضة بالحياة الدولية طوال العام إلى مايشبه سكون المقابر.
حول ماحدث أقول.. سبحان الله الذى يغير من حال إلى حال. هذه القدرة الإلهية تجلت فى تتابع إنهاء حظر سفر السياح إلى شرم الشيخ وكل جنوب سيناء. آخر القرارات المهمة الصادرة فى هذا الشأن جاءت من جانب الحكومة البريطانية.
  على ضوء هذا التطور الإيجابى بدأت شرم الشيخ تستقبل من جديد الأفواج السياحية التى تنقلها طائرات الرحلات الخاصة (الشارتر). احتفالًا بوصول أولى هذه الرحلات منذ ايّام مضت من بريطانيا وفرنسا.. كان من الطبيعى ان يجرى احتفال بالمطار مزينا بالورود والبسمات. هذه الفرحة المرتسمة على كل وجوه المستقبلين انتشرت فى كل ربوع شرم الشيخ على واقع الخير الذى سيعمها ويعم كل ارجاء الوطن.
>>>
 هذه السعادة التى تعبر عن زوال الغمة فى شرم الشيخ كان وراءها جهود مكثفة من جانب الأجهزة المعنية فى الدولة لإزالة كل الحجج والمبررات التى استندت إليها قرارات الحظر حتى تم إلغاؤها من جانب كل الدول باستثناء روسيا التى أصبح موقفها فريدا ومثيرا للدهشة والاستغراب.
  لم يكن غريبا ان تتجمع كل مظاهر هذه الفرحة والسعادة فى شخص محافظ جنوب سيناء اللواء خالد فوده. يأتى ذلك على أساس أنه وانطلاقًا من مسئوليته القيادية للمحافظة كانت سنوات المقاطعة مريرة عليه.كنت ألمس هذه الحالة عليه كلما التقيت به فى أى مناسبة.
 من ناحية اخرى فسوف يلمس السياح تطورات هائلة لتسهيل تنقلاتهم خاصة بين مقاصد جنوب سيناء والقاهرة. سيتم ذلك عبر الأنفاق الجديدة بين الوادى وسيناء والتى من المؤكد ستختصر الوقت اللازم للقيام بهذه الرحلة.
لاشك أن عودة شرم الشيخ لاحتلال مكانتها من جديد فى حركة السياحة المصريةً سوف تمثل اضافة كبيرة لها وللدخل القومى.
>>>
  وفى إطار خطة تحرك مبرمجة نظم وزير السياحة د.خالد العنانى بعد تعيينه بأيام برنامج جولات على المقاصد السياحية الشاطئية بدأت بالبحر الأحمر فى الغردقة بحضور محافظها عمرو حنفى ومستثمريها وهوما أشرت إلى مادار فيها فى مقال خواطر أول امس. بعد ذلك اتجه إلى شرم الشيخ حيث عقد اجتماعا مماثلا بحضور المحافظ اللواء خالد فوده.
 هذا الاجتماع حضره ممثلو كل الاجهزة المتصلة بالنشاط السياحى وفى مقدمتهم كبار المسئولين بالبنك المركزى حيث تم الاتفاق على حلول للقروض والتسهيلات البنكية. الاجتماعان اتسما بالإيجابية التى تبشر بالتخفيف من معاناة الاستثمار السياحى على مدى ما يقرب من ثمانى سنوات. هذا الحراك الذى أخذت تشهده صناعة الأمل.. يعطى إحساسًا بأننا على أبواب طفرة سياحية كبيرة تشارك بالدعم المحسوس لمسيرة الإصلاح الاقتصادى التى بدأت تؤتى ثمارها.