خواطر

احتفــالًا بعيــد الميــلاد المجيــد «إنهاء.. مشكلة تقنين الكنائس»

جلال دويدار
جلال دويدار

مصر أرض الحضارات والتاريخ والتسامح الديني وملجأ كل مستجير من الظلم.إنها ظلت وستظل وحدة قوية ومتينة بهوية مصرية بشعبها الذى يضم المسلم والمسيحى فى بوتقة واحدة شعارها الدين لله والوطن للجميع. إنه نفس شعار ثورة الشعب عام ١٩١٩ التي قادها الزعيم الراحل سعد زغلول ضد الاحتلال الإنجليزى.
هذا الاحتلال كما هو معروف قبع علي أنفاس مصر المحروسة لما يقرب من ٧٠ سنةً. انه ورغم جبروته فشل فى تفعيل وسيلته الاستعمارية (فرق تسد) للوقيعة بين عنصرى الأمة المصرية المسلم والمسيحى. ثورة ١٩ ردت على هذه المحاولة برفع شعار وحدة الهلال والصليب فى كل مظاهراتها هاتفة فى صوت واحد هز أركان الإمبراطورية البريطانية عاش الهلال مع الصليب.
هذه المشاعر الوطنية النابعة من الوجدان ليست وليدة سياسة دولة مصر فحسب ولكنها واقع تاريخي شعبى.هذه الحقيقة يشهد بها العيش المشترك بين المصرى المسلم والمصرى المسيحى على مر السنين فى كل القرى والنجوع والمدن بكل ربوع مصر. ان غير ذلك لم يكن إلا تجسيد للتآمر من قوى الخارج ومن يعملون لحسابها بالداخل.
على مسار ثورة ١٩١٩.. كان تحرك ثورة ٣٠ يونيو ٢٠١٣ فى اتخاذ كل ما يلزم لدعم وحدة الشعب المصرى وانهاء كل مظاهر الإحساس بالتفرقة فى حقوق المواطنة. جاء ذلك ايمانا بأن هذه الوحدة تعد ركيزة أساسية لدولة مصر القوية المتقدمة. فى هذا الإطار تجسد تحرك دولة٣٠ يونيو لإنهاء مشكلة تقنين بناء الكنائس وما يتصل بها من مبانى. ما تم اتخاذه كان شاملا وفقا لبيان المركز الإعلامى لمجلس الوزراء بمناسبة الاحتفال بعيد الميلاد المجيد للمصريين من الأقباط الأرثوذكس المصريين الذى يحل اليوم.
بيان مجلس الوزراء حول هذا الشان تضمن ان ما تم تقنينه بلغ ١٤١٢ كنيسة ومبنى على مستوى الجمهورية. تحقق ذلك تفعيلا للقانون رقم ٨٠ لسنة ٢٠١٦. هذا التقنين استجاب لمطلب الأخوة الأقباط وأنهى مشكلة مضى عليها عدة عقود. لاجدال ان ذلك يساهم فى تقوية الوضع الداخلى بالوطن المصرى وهو الأمر الذى يزيد من التلاحم الوطنى واكتساب كل عناصر القوة التي يحتاجها بناء دولة مصر القوية التى نتطلع إليها جميعا.
بهذه المناسبة يسعدنا كأخوة مسلمين مصريين ان نتقدم بالتهنئة لأخوتنا الأقباط المصريين بعيد الميلاد المجيد راجين من الله عز وجل أن ينعم على وطننا الغالى بالأمن والسلام والازدهار.. آمين يارب العالمين.