سيوداد خواريز المكسيكية.. أخطر مدن البلاد المُبتلية بالعنف والإجرام

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

هناك حيث يغيب الأمن ويحل محله الخوف.. الخوف المزروع في قلوب المكسيكيين الذين يعيشون في تلك المنطقة، التي تحولت إلى واحةٍ من القتل والإجرام، في بلادٍ عششت فيها مظاهر العنف والإجرام وتجارة المحرمات، والمقصود هناك المواد المخدرة بمختلف أنواعها.

في مدينة سيوداد خواريز المكسيكية، القريبة من الحدود مع الولايات المتحدة، تكثر جرائم العنف والقتل بحق قاطني تلك المدينة التي أضحت مدينةً بائسةً، لا يكاد يجف ثراها من آثار الدماء المراقة بصورةٍ مطردةٍ.

مقبرة جماعية لمجهولي الهوية

وفي هذه المدينة، قررت السلطات المكسيكية بناء مقبرة جماعيةً، لغرضٍ واحدٍ هو دفن جثث الأشخاص مجهولي الهوية، الذين لم يطالب بهم أحد، وذلك حسبما ذكر إيبرت كاستانيون توريس، منسق مكتب المدعي العام في ولاية تشيواوا، التي تتبعها المدينة.

ونقلًا عن وكالة الأنباء الفرنسية "أ ف ب"، فإن المقبرة تمتد على مساحة 50 ألف متر مربع، وستتضمن مكانًا يمكن فيه التعرف على الجثث بصريًا، ومكانًا آخر لتحضير الجثث، وست غرف تبريد تتسع لنحو 300 جثة، بالإضافة إلى 2400 كوة للاحتفاظ بالجثث بصورةٍ مؤقتةٍ.

وضع خطير

يأتي هذا في وقتٍ تُعد فيه المدينة، الواقعة شمال المكسيك على الحدود مع الولايات المتحدة، من أكثر المدن تأثرًا بالعنف وبالجرائم المنظمة، المستشرية بصورةٍ كبيرةٍ في أنحاء متفرقة بالبلاد.

 ووفقًا لأرقامٍ رسميةٍ، فإن إلى أكثر من 15 ألف وستمائة شخصٍ لقوا حتفهم في مدينة سيوداد خواريز بين عامي 2008 و2019، من بينهم نحو ألفي جثةٍ مجهولة الهوية، لم يتم العثور على ذويها.

وعرفت المدينة في عام 2019 مقتل ما يقرب من 1500 شخصٍ في جرائم مختلفة، تصب معظمها في إطار العنف الممنهج في البلاد، والذي تفشى بصورةٍ كبيرةٍ مع بدء البلاد حربًا عسكريةً ضد مهربي المخدرات، في البلد التي تعتبر من أكبر موردي مخدر الهروين في العالم.

ومنذ ديسمبر 2006 تشن السلطات حربًا ضد مهربي المخدرات. ودفع المكسيكيون ثمن تلك الحروب، فمنذ ذلك الحين لقى أكثر من 300 ألف شخص مصرعهم في حوادث عنف وقتل مرتبط أغلبها بالتعامل مع تجار المخدرات ومهربيها

ليس هذا فحسب، فإلى جانب القتلى، تُظهر الأرقام الرسمية فقدان أكثر من 40 ألف آخرين، إلى جانب ترك أكثر من 340 ألف شخص ديارهم بسبب أحداث العنف في أنحاء متفرقة بالبلاد.

وقد ذكرت وكالة الأنباء الألمانية في شهر نوفمبر الماضي أن المكسيك تشهد 100 جريمة قتل في المتوسط يوميًا، وهو ما يؤشر على سقوط أكثر من 36 ألف قتيلٍ سنويًا في جرائم قتل وعنف متنوعة.