خواطر

وماذا بعد اغتيال أمريكا لأقوى رجـل فى إيـران؟!

جلال دويدار
جلال دويدار

رغم ما قد يكون لممارسات عمليات الاغتيال للخصوم من رافضين الا ان البعض منها الذى يستهدف أشخاصا بعينهم يلقى التأييد والموافقة الواسعة. يأتى ذلك استنادا إلى حجم ما تكون قد ارتكبته من جرائم راح ضحيتها المئات بل الآلاف فى أماكن كثيرة.
هذا الذى قلته يتعلق بعملية اغتيال رجل إيران القوى جدا ومهندس كل التدخلات والعمليات الإجرامية التى يخطط لها نظام الملالى داخل إيران وخارجها قاسم سليمانى قائد الحرس الثورى الإيرانى. ان المهام التى كان يقوم بها كانت تتم تنفيذا لاستراتيجية هذا النظام الذى ارتبط وجوده بالعديد من كوارث منطقة الشرق الأوسط لخدمة الأطماع وأوهام الماضى. ان انتماء هذ النطام للإسلام لم يمنعه من اذكاء الطائفية وهو ما ادى إلى انعكاسات سلبية على وحدة المسلمين وترابطهم.
من المؤكد ان الرئيس الامريكى ترامب لديه من المبررات السياسية الشخصية التى جعلته يقدم على عملية اغتيال قاسم سليمانى ومعه رئيس الحشد الشعبى العراقى ابو مهدى المهندس بصواريخ طائرة مسيرة. هذه المبررات تستند بشكل اساسى إلى منافع سياسية خاصة وإلى أهداف جانبية فرعية اخرى.
الأسباب الاساسية تتعلق باقتراب الانتخابات الرئاسية الامريكية بالاضافة إلى محاولات الحزب الديموقراطى عزله لاتهامه باستعداء دولة أوكرانيا ضد مرشحه للرئاسة. لاجدال ان تنفيذ عملية الاغتيال هذه تتماشى بالإعجاب وفكر (الكاوبوى الامريكى). من ناحية اخرى فلاشك ان هذا الاغتيال لقى ترحيبًا من العديد من الدول التى عانت من مؤامرات وتدخلات إيران - سليمانى.
اما فيما يتعلق بفرعيات التبرير فان ترامب اعتمد لاتخاذ قراره.. على إصدار سليمانى تعليماته إلى ميليشيات الحشد الشعبى العراقية المدعومة برجال الحرس الثورى الإيرانى.. لمهاجمة السفارة الامريكية فى بغداد.
حول هذا الشأن من كل جوانبه فإنه لابد من التأكيد ان اغتيال سليمانى وكذلك الاعمال التى كان يقوم بها لا تتفق وما يجب ان يسود العالم من قيم انسانية وسلام واحترام متبادل لسيادة وأمن الدول.
على كل حال فإن اهتمام العالم منصب الآن حول ما يمكن أن يحدث من تطورات. ان وزن وأهمية قاسم سليمانى للنظام الإيرانى كانا وراء تهديدات المرشد الإيرانى خامئنى برد قاس ضد امريكا. فى المقابل أعلن بمبيدو وزير الدفاع الامريكى بان بلاده جاهزة للرد على أى تحرك إيرانى. لا يمكن ان يكون خافيًا على احد ان هذا الذى حدث ويحدث سوف يضيف المزيد من التوترات إلى ما ينوء به الشرق الأوسط.