العالم يحيي «اليوم العالمي للغة برايل» للمرة الثانية

العالم يحيي "اليوم العالمي للغة برايل" للمرة الثانية
العالم يحيي "اليوم العالمي للغة برايل" للمرة الثانية

يحيي العالم اليوم السبت اليوم العالمي الثاني للغة برايل، ويهدف الاحتفال إلى تشجيع فاقدي البصر أو من يعانون من ضعف حاد به على القراءة والكتابة وتوطيد وجودهم الفعلي في مجتمعاتهم، إضافة إلى إتاحة المجال للتعرف على المشاكل التي قد يواجهونها، والعمل على إيجاد حلول فعلية لها من خلال تضافر جهود المنظمات الدولية وفي مقدمتها الصحة العالمية.

ويتيح "اليوم العالمي للغة برايل" فرصة للاعتراف بضرورة وجود مزيد من الوسائل المساعدة للأشخاص التي تعاني من الإعاقة البصرية، والتأكيد من خلال هذه الوسائل المساعدة مشاركتهم في مجتمعاتهم وتواجدهم في حالة تفاعل إيجابي مع الآخرين.

ووقع الاختيار على يوم 4 يناير، حيث يوافق هذا التاريخ يوم ميلاد لويس برايل عام 1809، مخترع الكتابة بالطريقة التي سميت على اسمه.
أحدث "برايل" بهذه الطريقة ثورة في حياة فاقدي وضعاف البصر باختراعه نظامًا للقراءة والكتابة يعتمد على فكرة الست نقاط البارزة، وتعد طريقة برايل وسيلة اتصال للأشخاص المكفوفين، كما هو وارد في المادة 2 من اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة وهي ضرورية في سياق التعليم وحرية التعبير والرأي والحصول على المعلومات والتواصل الكتابي، وكذلك فيما يتعلق بالإدماج الاجتماعي للمكفوفين، كما هو وارد في المادتين 21 و24 من الاتفاقية.
وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد اعتمدت القرار 161/73 في نوفمبر 2018، بإعلان يوم 4 يناير "يوم عالمي بطريقة برايل اعترافاً بأن تعزيز حقوق الإنسان والحريات الأساسية في سياق الوصول إلى اللغة المكتوبة شرط أساسي حاسم للإعمال الكامل لحقوق الإنسان للمكفوفين وذوي الرؤية الجزئية".
وتقدر منظمة الصحة العالمية، أن عدد الذين يعانون من إعاقتي قصر النظر أو طوله يزهو على مليار فرد في كل أنحاء العالم. ويعايش الأفراد الذين يعانون من هاتين الإعاقتين مستويات عليا من الفقر والتهميش. فهناك 39 مليون كفيف وكفيفة، و253 مليون فرد يعانون من الإعاقة البصرية، فإن أثر تلك الإعاقتين يمتد إلى معايشة الغبن وغياب المساواة طوال العمر. فالذين يعانون من الإعاقة البصرية هم أقل عافية وأكثر مواجهة للعقبات المانعة من التعليم وفرص العمل. 

وتشير منظمة الصحة العالمية إلى أن نسبة انتشار العمى تختلف من دولة إلى أخرى وأن حوالي 80% من المعوقين بصريا يوجدون في دول العالم الثالث، وتزداد نسبة انتشار الإعاقة البصرية مع تقدم العمر وتزداد في الدول التي تفتقر إلى الرعاية الصحية المناسبة. 

وتولي مصر أهمية خاصة لحقوق ذوي الاحتياجات الخاصة، حيث يؤكد الدستور على ضمان الفرص التعليمية المتكافئة لجميع الأصحاء والمعاقين منهم داخل أجهزة التعليم الرسمية، كما صدر قانون الطفل رقم 12 لسنة 1996 متضمنا فصلاً خاصاً عن رعاية الطفل ذوي الاحتياجات الخاصة، وتأهيله ودور الدولة والجمعيات الأهلية والمنظمات غير الحكومية في تقديم الخدمة التعليمية للطفل ذوي الاحتياجات الخاصة. 

وقد نفذت مراكز المعلومات تطورات تكنولوجية لتحديث خدماتها بالنسبة للمعاقين بصريا تتمثل في العديد من التقنيات المقدمة من خلال البرمجيات التالية:
1- برنامج إبصار: وهو من أبرز تقنيات القراءة المنطوقة للنص المكتوب والتي تستخدم في المكتبات ومراكز المعلومات العامة والمتخصصة والأكاديمية والمدرسية ويشغل حيز استخدام واسعا في مصر والعالم العربي، وهذا البرنامج يقوم بالعديد من المهام مثل قراءة النصوص ومعالجتها باستخدام معالج النطق ويمكن أيضا تحويل ملفات برايل إلى نصوص والعكس وذلك من خلال محول برايل، كما أنه يمكن اختيار لغة النطق العربية أو الإنجليزية.
2- برنامج جوس (JAWS) : هذا المصطلح اختصار "Job Access With Speech " وظهر مع برنامج التشغيل وندوز 95 (Windows 95) . وبرنامج جوس لديه القدرة على قراءة النصوص والصور والرسوم، ويمكن هذا البرنامج الكفيف من التعامل مع برامج التطبيقات ورد ، أكسل ، وأكسس ، وقد صدرت منه الإصدارة 6.0 والتي تدعم اللغة العربية .
3- برنامج زوم تكست(Zoomtext) : المستخدم بمكتبة الجامعة الأمريكية وهو برنامج باللغة العربية .
4- برنامج كورزويل ( Kurzuail) : وهو المستخدم في مركز المكفوفين بصريا بكلية الحاسبات والمعلومات بجامعة القاهرة. وهو برنامج قارئ شاشة باللغة الإنجليزية وهذا البرنامج بدايته كانت عام 1976 في صورة آلة لتحويل النص إلى صوت أشبه بالصوت الآدمي، ثم بعد ذلك تطور حتى وصل إلى القدرة على تلخيص النص وإضافة حواشي وهوامش أثناء استماع الكفيف إلى النص ويوجد به أيضا قاموس للمعاني ويساعد المستخدم في تصفح الإنترنت وإيجاد الكتب والمراجع الإلكترونية .
وتقوم تلك البرمجيات السابقة بتقديم تقنيات حديثة متعددة قامت العديد من المكتبات بدمج تلك التقنيات إلى مجموع خدماتها وقامت بتقديم تلك الخدمات إلى فئة خاصة من مستفيديها وهم المعاقين بصريا وتلك التقنيات تتمثل في الآتي :
* القراءة المنطوقة للنص المكتوب: وهذه التقنية تسمى في بعض البرامج بـ" قارئ المستندات " مثل ماهو متواجد في برنامج (إبصار) وكذلك برنامج جوس. وهذه التقنية يتم بها قراءة النصوص العربية والإنجليزية العادية أو التي تحتوي على فقرات أو أعمدة، كما أن بتلك التقنية رسائل صوتية تصاحب المعوق بصرياً أثناء استخدامه للحاسب وتقوم بتوجيهه في كل مراحل البرنامج وترشده لما يحب عليه عمله في كل خطوة.
كما أنها تتعامل مع النصوص سواء كانت المكتوبة على الحاسب من خلال لوحة المفاتيح أو من خلال النصوص التي تم سحبها ضوئياً كما يمكن برنامج كروزويل من تحويل أي ملفات إلكترونية إلى ملفات صوتية يمكن للمعاق سماعها في أي وقت كملف صوتي عادي، ومن هنا يتمكن المعاق بصريا من سماع ما يريده من كتب عادية بعد سحبها ضوئياً، وهذه التقنية متواجدة في معظم البرمجيات الخاصة بالمعاقين بصرياً مثل " إبصار– جوز – كروزويل – زوم تكست" وتلك البرمجيات تقتنيها العديد من المكتبات مثل " مكتبات جمعية الرعاية المتكاملة – ومكتبة جامعة حلوان – وعين شمس – وجامعة الأزهر والمكتبات المتخصصة مثل مكتبة طه حسين بمكتبة الإسكندرية ".
*الطباعة بطريقة برايل : ويتم هنا طباعة أي نص مكتوب على الحاسب بطريقة txt. أو doc. ولكن من خلال طابعات خاصة تتعامل مع البرامج التي تقوم بتحويل النص من اللغة العادية إلى طريقة برايل وتقتني العديد من المكتبات تلك الطابعات ويتم تقديم تلك الخدمة للمعاقين بصريا ومن هذه المكتبات، مركز معلومات المكفوفين بكلية الحاسبات والمعلومات - جامعة القاهرة ومكتبة جامعة حلوان. وهذه التقنية توفر للمعوق المادة العلمية بعد سماعها بشكل يمكنه الاحتفاظ به ومراجعته كما يشاء.
* البرنامج التعليمي للحاسب : وتتواجد هذه التقنية في برنامج إبصار وتهدف إلى التعرف على لوحة المفاتيح الخاصة بالحاسب بالإضافة إلى التدريب على كتابة الحروف والكلمات والجمل وإجراء عمليات الكتابة المختلفة ويعتمد البرنامج على الرسائل الصوتية المصاحبة للتدريب لتيسير على المستخدم عملية التعليم.
كما يقدم النظام التعليمي أربعة مستويات للتدريب تتدرج من الأسهل إلى الأصعب وهذا التدرج يتيح لمستخدم إمكانية التعرف على كلمات وجمل جديدة ومتنوعة، وقد تم مراعاة التطرق إلى جميع الحروف الأبجدية في المستويات الأربعة على مفاتيح لوحة الحاسب عن طريق الرسائل الصوتية التي تميز بها البرنامج لتيسيير عملية التعرف على هذه المفاتيح ويتكون النظام التعليمي من نظام تعليم الحروف والجمل والكلمات. ويهدف النظام إلى تعليم المستخدم كيفية كتابة الحروف والكلمات والجمل ويكون أيضا مصحوبا بالرسائل الصوتية.
نظام تعليم العمليات : أي العمليات التي يحتاج المستخدم إلى تنفيذها على الحاسب الآلي ويتم استخدام هذه التقنية كخدمة تقدمها مكتبات جمعيات الرعاية والمتكاملة حيث يتم تدريب المعاق بصرياً وتعليمه الحاسب الآلي ومن ثم يستطيع استخدامه والاستفادة منه في باقي خدمات المكتبة المقدمة من خلاله ويتم أيضا إعطاء المتدرب شهادة تعليم الحاسب في أي من برامجه الأساسية تماماً مثلما يحصل عليها المبصر.
* تصفح مواقع الإنترنت : وهنا يقوم البرنامج بمساعدة المعاق بصريا على تصفح مواقع الويب وقراءة البريد الإلكتروني وأيضا ممارسه خدمات الدردشة ومجموعات الاهتمام، وتعمل تلك التقنية كالآتي: عند فتح نافذة الموقع يبدأ البرنامج في قراءة عنوان الصفحة وتسمع الرسالة الصوتية " هذه صفحة تحتوي على الرابطة X " ثم يقوم بقراءة تفاصيل محتويات الصفحة من روابط وصور وعلاوة على علامات الترقيم، وتتميز البرنامج التي تقدم تلك الخدمة بإمكانية تحريك الصفحة تلقائيا أثناء التصفح. 
* تكبير النص على الشاشة : وتقدم بعض المكتبات تلك الخدمة لضعاف البصر من خلال برمجيات خاصة مثل برنامج زوم تكست المستخدم في مكتبة الجامعة الأمريكية وهو يقوم بتكبير شاشة الحاسب أكثر من الحجم الطبيعي بـ 16 مرة ويستخدم عدسة لتكبير أجزاء من الشاشة بعد التكبير السابق ويمكن فتح جزء آخر من الشاشة المكبرة في شاشة أخرى يتم تكبيرها بنفس النسبة كما يسمح خلال هذا التكبير بقراءة تلك الأجزاء من الشاشة والتعبير عنها ولكن باللغة الإنجليزية وهناك برنامج آخر يقوم بتقديم تلك الخدمة وهو برنامج سوبر نوفو ( super nova).