إنها مصر

أدعياء الحب الكاذب !

كرم جبر
كرم جبر

الذى يحب مصر يمد يده لها فى وقت الشدة، ويعترف بنعمتها التى اغترف منها، ولا يكون شكاء بكاء، أو يستثمر الأزمات، أو يهيل التراب فى كل اتجاه، وكثير من هذا الصنف هم الذين هربوا بأموالهم واستثماراتهم خارج البلاد وقت الشدة.
الذين يحبون مصر لا يشغّلون الأسطوانة المشروخة، وصمدوا وصبروا وتحملوا، ولم نسمع شكوى، وهم رجال أعمال ومستثمرون شرفاء، لم يهربوا من المسئولية، وآمنوا أنهم جزء من المصريين، وما يقع على الأغلبية يقع عليهم.
صور النفاق كثيرة مثل بعض التيارات السياسية والدينية، التى توظف السياسة والدين لخدمة أغراضها الشخصية، فإذا اختلفت المصالح، تحولوا إلى «خبراء الضد»، لا يعجبهم شيئاً، ولا يرون إلا السلبيات والنواقص مهما كانت الإيجابيات.
أكثرهم سوءا الجماعة الإرهابية والمنتمون لها والمتعاطفون معها، وهم دائماً يطعنون فى الظهر والصدر والقلب، ويفتشون عن النار تحت الرماد، ويطلقون سمومهم وشائعاتهم لإحباط الناس والنيل من عزائمهم.
أدعياء الحب الكاذب، لا يعرفون إلا مصالحهم، ومن لا ينال مقصده ينقلب رأساً على عقب، فالمسألة ليست حب الوطن ولا يحزنون وإنما تخيلات بأنه يجب أن يكون شريكاً فى الغنائم والأسلاب، مثلما كان يحدث فى سنوات سابقة، حين خصصت مساحات الأراضى بملايين الأمتار لفئة قليلة، اغترفوا منها أموالاً طائلة، وتهربوا من دفع مستحقات الدولة.
الذى يحب مصر يقف فى صف استقرارها، فلا تقدم ولا تنمية ولا رفع للمستويات المعيشية إلا بالاستقرار، حتى تعمل المصانع ويتفرغ الناس لكسب لقمة العيش، بدلاً من الاحتجاجات والاعتصامات والوقفات التى استنزفت طاقات البلد الإنتاجية.
فى مصر صنف من الناس يخترعون الأزمات، ليكون لهم دور فى حلها، فيظهرون فى الصورة وكأنهم لا غنى عنهم، وإلا حدث المحظور، بينما هم سبب المحظور، ولو رفعوا أيديهم وابتعدوا عن الصورة، ما حدث ما يتكسبون منه.
الرجل المريض هو الذى يغازل حبيبته بالشتائم والإهانات، ولا يرى فيها إلا العيوب، شفاؤه صعب وعلاجه مستحيل، وأسوأ منه الذين يحصرون شفاءهم فى آلام الآخرين.
>>>
صبر الشعب وسام على صدر الدولة المصرية، لتحمله فاتورة الإصلاح الاقتصادي، أمل فى غد أفضل.. الشعب الذى ليس له وطن غير هذا الوطن، ولا تراب غير هذا التراب، ولا يحمل جوازات سفر بجنسيات أخرى.
الشعب الذى لا يستطيع أن يهاجر أو يموت غرقاً فى البحار، لأن تعداده يقترب من 100 مليون نسمة، أبناء وطنى الأوفياء الذين يرفعون أيديهم بالدعاء، أن يحفظ الله مصر من كل شر.
>>>
الأمن هذه الأيام صورة مشرفة، خصوصاً سرعة ضبط الجناة فى القضايا الجماهيرية، وتقديمهم للمحاكمة السريعة، بعد أن كان المشككون ينشدون قصائد حول التقصير الأمني، الحمد لله الأمن المنجز.