بوجهه الملائكي البشوش وعيناه البريئتان يقف أمام مرآته ينسق ملابسه ويساوي شعره، يتطيب بعطره؛ ليظهر في أبهى صورة، فبرغم أنه من أصحاب «متلازمة داون»، إلا أنه تحدى نفسه ليصبح عارضًا للأزياء «موديل»، ليثبت للجميع أن من رحم المعاناة يُولد النجاح.
لم يستسلم «مصطفى نوفل» للواقع المرير، فكانت إرادته وأسرته داعمان له في أحلك الظروف.
لحظات حرجة
«إيمان» أم كانت تنظر مولودها الأول بشغف لتحتفي به وتخلد معه ذكريات الطفولة خطوة خطوة؛ ولكن أحيانًا تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن.
تقول: «إيمان أحمد صباح» بعد ولادة مصطفى وبالتحديد أثناء لحظات الإفاقة من "البنج" رأيت ملاكًا صغيرًا بجناحين يمسك بعصا ذهبية، واعتقدت أنها تخاريف ما بعد الولادة، وبعدها فوجئت أن زوجي يدخل في موجة من البكاء، وأخبرني أن «مصطفي» سيصبح من ذوي الاحتياجات الخاصة، وأخبرني الطبيب أنه يحتاج إلى رعاية خاصة، واقترح عليَ البعض وضعه في دار رعاية لتجنب المشاكل ولكنني رفضت وتمسكت به، وعلمت حينها أن الولد الصغير الذي رأيته بعد الولادة كان إشارة ليَ لمساندة طفلي وحينها تعاهدت أنا وزوجي على الاهتمام به.
أم بدرجة مُعلمة
وتضيف إيمان « كل الكلام السلبي الذي سمعته، حولته إلى كلام إيجابي واعتبرته مصدر الطاقة، وبإصراري ومعافرتي استطعت أن أكون سببًا في افتتاح مدرسة لدعم ذوي الاحتياجات الخاصة».
تكلفت وتعهدت «إيمان» على تحمل مسئولية «مصطفى» كاملة بدون تقصير، فأصبحت الأم والمعلمة في آنٍ واحد، بدون كلل أو ملل.
أبو ضحكة جنان
«مصطفى مثل أي شاب يهتم بأناقته وجماله ويسعى أن يظهر بمظهر جذاب» هكذا وصفت «إيمان» ابنها، بعدما لاحظت اهتمامه بملابسه وأناقته، فجاءت لها فكرة تحويل هذه الطاقة إلى مصدر سعادة، ليصبح «موديل» مشهور.
في رمضان الماضي دعت «إيمان» ربها أن يحقق أملها في مصطفى ويصل إلى عالم الشهرة، بعدها بفترة وجيزة انهالت عليه عروض لعمل جلسات تصوير ولكن بدون مقابل.
أصرت «إيمان» على تحقيق حلم ابنها، حتى قام بعمل 4 جلسات تصويرية، آخرهم ارتدائه للزي الفرعوني، وخلال ساعات من نشر «الفوتوسيشن» تواصلت معها مستشارة وزارة السياحة، لإبلاغها أن وزير الآثار والسياحة يهدي رحلة مجانية سياحية لمصطفى ليزور بها البلد التي يريدها.
كواليس لقاء السيسي
للمرة الثانية على التوالي يتم تكريم «مصطفى نوفل» من الرئيس السيسي في مبادرة «قادرون باختلاف»، لموهبته الفريدة وإصراره على النجاح، وكان مصطفى سعيدًا للغاية عند مقابلة رئيس الجمهورية واحتضنه بشدة وقبله وسأله عن رأيه في الصور الخاصة به والتقط الصور معه واستلم الدرع والجميع صفق له.
"مبسوطة مني يا ماما .. فخورة بيا ؟" كلمات دائمًا ما يرددها «مصطفى» أو كما يسميه البعض «أبو ضحكة جنان» ليرى فرحة أسرته به، فهو يهوى التصوير والكاميرا بالإضافة إلى أنه شخصية اجتماعية للغاية.
اختتمت إيمان والدة مصطفى حديثها قائلة « نفسي مصطفى يبقى مشهور ويبقى واجهة إعلانية للماركات العالمية، وبتمنى كل الأمهات يفتخروا بأولادهم من ذوي الإعاقة علشان دول نعمة كبيرة».
