يقتل 70% من المصابين| إطلاق عقار جديد لعلاج التليف الرئوي مجهول السبب

جانب من مؤتمر الإعلان عن إطلاق العقار
جانب من مؤتمر الإعلان عن إطلاق العقار

 

أعلنت إحدى شركات الصناعات والأبحاث الدوائية حول العالم، إطلاق عقار جديد لعلاج مرض التليف الرئوي مجهول السبب IPF رسميًا للمرة الأولى في مصر، وتم تسجيله بوزارة الصحة المصرية. 

جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي أقامته الشركة اليوم الأحد 22 ديسمبر، لنشر الوعي بمرض التليف الرئوي مجهول السبب IPF، ومناقشة أعراضه وأسبابه، وتسليط الضوء على أهمية التشخيص الصحيح والتقليل من خطر تفاقم المرض.

حضر المؤتمر عدد من أستاذة أمراض الصدر بكبرى الجامعات المصرية، وفي مقدمتهم الرئيس السابق لقسم الطب الرئوي في كلية الطب بجامعة القاهرة د.مايسة شرف الدين، ورئيس قسم الصدر والجهاز التنفسي وحدة العناية المركزة بمستشفيات جامعة عين شمس د.ياسر مصطفى، وأستاذ أمراض الصدر بجامعة الإسكندرية د.محمد حلمي زيدان.

وأشارت د.مايسة شرف الدين، إلى أهمية توعية المجتمع المصري بخطورة مرض التليف الرئوي مجهول السبب IPF، كونه مرض رئوي نادر يصيب حوالي 5 ملايين مريض حول العالم، ويتسبب في معدلات وفيات مرتفعة تبلغ ما بين 70٪ - 80٪، ويؤدي إلى الوفاة خلال سنوات من تاريخ التشخيص.  

وأضافت د.مايسة شرف الدين، أن التليف الرئوي مجهول السبب أكثر خطورة من جميع أنواع السرطانات بعد سرطان الرئة والبنكرياس من حيث تفاقم المرض وتدهور حالة المريض، ويصيب نحو 14 - 43 شخص بين كل 100,000 نسمة على مستوى العالم، ويصيب الأشخاص فوق سن الخمسين بشكل أساسي، كما أنه يصيب الرجال أكثر من النساء. 

وقالت إن أعراض المرض تتمثل في انقطاع النفس خلال النشاط، وسعال جاف ومستمر، وضيق في الصدر، وصعوبة في التنفس يقلل من مقدار الأكسجين الذي تزود به الرئتان الأعضاء الرئيسية للجسم. 

وأضافت د.مايسة شرف الدين، أن مسببات المرض غير واضحة حتى الآن، مشيرة إلى أن هناك بعض عوامل الخطر والتي تتضمن كل من التدخين، والإصابات الرئوية، وتاريخ الإصابة بالمرض في العائلة، والارتجاع غير الطبيعي لحمض المعدة، والتعرض للعوامل البيئية والإصابات الفيروسية المزمنة. 

ونوه أستاذ أمراض الصدر بجامعة عين شمس والرئيس الحالي لقسم الأمراض الصدرية ووحدة العناية المركزة بجامعة عين شمس د.ياسر مصطفى، بأهمية توعية المرضى بوجود وخطورة هذا المرض ومضاعفاته، مشيرًا إلى وجود بعض التحديات في مرحلة تشخيص مرض التليف الرئوي مجهول السبب، وهي أن متوسط الزمن بين حدوث الأعراض الأولية والتشخيص يتراوح ما بين سنة واثنتين، كما يحدث خطأ في التشخيص المبدئي في حوالي نصف حالات المرضى بسبب تشابه الأعراض مع الأمراض التنفسية الأخرى مثل مرض الانسداد الرئوي المزمن COPD، والربو، وقصور القلب، وذلك لأن تشخيص المرض يتطلب اختبارات تشخيصية معينة، مثل تصوير الرئة باستخدام أشعة مقطعية عالية الدقة.  

أضاف د.ياسر مصطفى، أن التشخيص المبكر والدقيق لمرض التليف الرئوي مجهول السبب بالغ الأهمية، وأن هناك خيارات علاجية يمكنها مساعدة المرضى على إدارة حالتهم والحفاظ على نوعية حياتهم، مثل العقاقير، والعلاج التكميلي بالأكسجين، وعلاج السعال وإعادة التأهيل الرئوي، والذي يمكن أن يتضمن تمرينات خاصة أو أساليب تنفسية واختبارات وظائف التنفس الخاصة بتشخيص هذا المرض، مؤكدًا على أهمية توعية صغار الأطباء من التخصصات الأخرى مثل الباطنة والممارسين العوام عن طبيعة هذا المرض وتشابه أعراضه مع أمراض صدرية أخرى مثل الحساسية والنزلات الشعبية الحادة، لأنهم واحد من أسباب تأخر تشخيص المرض لفترات طويلة قد تؤثر سلبا على حالة المرض وقتها.

وأشار أستاذ أمراض الصدر بجامعة الإسكندرية د.محمد حلمي زيدان، إلى أن هناك حاجة ماسة إلى إيجاد علاجات آمنة وفعالة من أجل تغيير مسار مرض التليف الرئوي مجهول السبب من خلال إبطاء تفاقمه، مشددًا أن العقار الجديد Nintedanib هو أفضل الخيارات العلاجية الموجودة حاليًا لقيامه بتقليل من خطورة التفاقم الحاد بنسبة 68%، وتطور المرض بنسبة 50٪ لدى مختلف فئات مرضى التليف الرئوي مجهول السبب، ويقوم المحافظة على جودة الحالة الصحية للمريض، ذلك وفقاً للتوصيات الصادرة عام 2015 عن الجمعية الأميركية للأمراض الصدرية والجمعية الأوروبية للأمراض التنفسية والجمعية اليابانية للأمراض التنفسية والجمعية الأميركية اللاتينية للأمراض الصدرية مجتمعة.

وأضاف: "يتميز هذا الدواء بقلة أعراضه الجانبية نسبيا مقارنة بالعلاجات التقليدية القديمة ومن الجدير بالذكر أن مريض التليف الرئوي مجهول السبب لا يستجيب للعلاج بالكورتيزون بل على العكس أثبتت الدراسات أن العلاج بالكورتيزون والعلاجات التقليدية الأخرى في هؤلاء المرضى قد يؤدي إلى تفاهم الحالة". 

قال المدير العام ورئيس قطاع الأدوية البشرية لعمليات الشركة في منطقة مصر منطقة الشام والعراق وشمال شرق أفريقيا د.ياسر فرغلي، إن التليف الرئوي مجهول السبب مرض فتاك ونادر، أنهك أعدادًا ليست قليلة من المرضى حول العالم.

 وأكد أن الشركة تهدف لتقديم مجموعة من الأدوية المتطورة التي من شأنها تحسين حياة المرضى في جميع أنحاء العالم، لذلك قامت بالعديد من الأبحاث والاختبارات لإنتاج عقار Nintedanib وطرحه في مختلف أنحاء العالم، منوها إلى أن إستراتيجية الشركة تهدف إلى تلبية حاجة المريض وخاصة في الأمراض النادرة التي تحتاج الكثير من الجهد والاستثمارات للتوصل إلى علاجاتها، كما تؤمن الشركة بشكل كبير بأهمية رفع مستوى الوعي لدى المرضى والعامة بالأمراض وأهمية الكشف المبكر والتشخيص الصحيح. 

وأضاف فرغلي أن الشركة لها أهداف محددة، تسعى نحو تحسين منظومة الرعاية الصحية في مصر، حيث يعتبر قطاع علاجات الأمراض التنفسية والصدرية ذات إرث كبير في الشركة حيث طرحت أولى علاجاتها للأمراض الصدرية منذ أكثر من 90 عاماً لتحتل الريادة من خلال تطوير علاجات لأمراض مثل الربو والانسداد الرئوي المزمن والتليف الرئوي مجهول السبب وسرطان الرئة. 

جدير بالذكر أن الشركة أجرت استطلاعاً على 500 من مرضى التليف الرئوي مجهول السبب في جميع أنحاء العالم، لبيان الأثر النفسي والاجتماعي للمصابين بالمرض، أسفر عن شعور 42٪ من المرضى بالعزلة، و 49٪ شعروا بالقلق بشأن مستقبلهم، كما أوضح الاستطلاع أن المرض يؤثر حتى على نوعية الحياة وإمكانية وصول المرضى إلى معظم أنشطتهم العادية التي اعتادوا القيام بها قبل الإصابة، فيما كشف الاستطلاع أن 18٪ فقط من المرضى يؤمنون بالعلاج من مرضهم، مما يقلل من فرص المشاركة في أنشطة مثل السفر والمناسبات العائلية، بينما أعرب 39٪ من المرضى عن قدرتهم على الاستمتاع بالأوقات والمناسبات العائلية، و21٪ فقط يخططون رحلات سفر.