نظرة يا ناس

هات معاك علبة سجاير

بهاء الدين محمد
بهاء الدين محمد

بهاء الدين محمد

ذهبت لصرف التموين كأحد المواطنين الكادحين المستحقين للدعم " آه والله مستحقين للدعم " ففوجئت بحذفى انا وثلاثة من افراد اسرتى من التموين.
واخبرنى اولاد الحلال ان ادخل على موقع التظلمات الإلكترونى لمعرفة سبب الاستبعاد، وكان السبب هو امتلاك كل فرد من اسرتى سيارة وذلك على غير الحقيقة.. فوزارة التموين منحت لكل فرد سيارة مجانا على بطاقة التموين.
وبعد التظلم إلكترونيا تم اعادتنا ثم تم حذفنا مرة اخرى.. فذهبت إلى مكتب التموين فاخبرنى الموظف ضرورة احضار شهادة من المرور بعدم امتلاك سيارات فاخبرته انه ليس ذنبى.. فمن قال اننا نمتلك سيارات فعليه ان ينفى ذلك، ولكن الموظف قال انها التعليمات.
فذهبت إلى المرور ورأيت طابورا طويلا، فسألت احد المواطنين أين استخراج شهادات عدم امتلاك سيارة، فاخبرنى أن اقف فى آخر الطابور، فقررت المغادرة والحضور فى اليوم الثانى مبكرا.
وفى اليوم الثانى رأيت عشرات المواطنين يقفون فى انتظار تسلمهم شهاداتهم.. فأغلبهم من كبار السن والسيدات.. ومنهم من حصل على اجازة من عمله.. ومنهم من اخبرنى انه لم يكن معه ثمن المواصلات.. جميعهم حقا ممن ينطبق عليهم مستحقى الدعم.. وشهادة حق لقد تعامل رجال المرور مع المواطنين بكل احترام.
وبعد ان تسلمت الشهادة رجعت إلى مكتب التموين، واستقبلنى هناك موظف بوجه بشوش وقال " ورقك سليم بس عايزينك تكتب طلب تظلم وهات معاك علبة سجاير ".. فظننت انه يضحك فقلت له اننى لا ادخن السجائر، فقال " السجاير ليا انا ".. فقلت له " روح هات سجاير لنفسك ".. وذهبت لكتابة التظلم ثم رجعت له مرة اخرى ولاحظته يتبع طريقة " شخلل علشان تعدى " ويطلب المال من مواطنة وهى تترجاه وتقول له " معلش مش معايا غير حق المواصلات ".. واخذ الموظف يعاين الواقفين فمن يشعر انه مقتدر يطلب منه سجائر.. وعندما جاء دورى تذكرنى واخذ منى الورق بابتسامة صفراء.. وبعدها غادرت وانا افكر ما ذنب هذه الطبقة الكادحة فى هذا العذاب.