خواطر

مصــــر دولـــة باركهــا الله التهلكة دوما مصير أعدائها

جلال دويدار
جلال دويدار

ما رمانى رامٍ وراح سليما
                          من قديم عناية الله جندى
 كم بغت دولة علىَّ وجارت
                          ثم زالت وتلك عقبى التعدى
 صدق الشاعر المصرى الوطنى حافظ إبراهيم فى قصيدته التاريخية (مصر تتحدث عن نفسها). إن ما جاء فى قصيدته التى تغنت بها سيدة الغناء العربى أم كلثوم.. من معان.. تؤكدها الأحداث والتطورات على مر العصور. إن ما قاله حافظ إبراهيم انطلاقا من حسه الوطنى.. يتوافق وحقيقة أن مصر دولة مبروكة. إن ما يدل على ذلك أن الله ذكرها فى كتابه المبين عدة مرات كما أنها كانت دوما ملاذا لأنبيائه ولكل المستجيرين من الظلم فى أى مكان.
 دفعنى إلى تذكر هذه القصيدة متابعتى لمحاكمة الرئيس السودانى المعزول عمر البشير. إن أحدًا لا يمكن أن ينسى له مواقفه العدائية من مصر منذ انقلابه العسكرى. أقدم على هذا السلوك غير الأخلاقى تجاه مصر.. رغم أنها كانت كريمة معه منذ اللحظات الأولى لتوليه حكم السودان الشقيق الذى تربطنا به أقوى الأواصر والعلاقات التاريخية الأزلية.
 تجسد هذا السلوك المصرى الأصيل فى بذل الرئيس الأسبق حسنى مبارك لجهود مضنية من أجل اعتراف العالم بحكم البشير حرصا على استقرار السودان. لم يحفظ البشير لمصر هذا الجميل ودأب دوما على التآمر عليها. تمثل ذلك فى فتح أبواب السودان أمام المتطرفين المتآمرين ومنهم جماعة الإرهاب الإخوانى. إن تآمره تعدى ذلك إلى تهديد الأمن القومى المصرى بتحالفه مع النظام القطرى الحاكم.
لم يقتصر الأمر على هذا وإنما سعى إلى التعاون مع العثمانلى الموتور أردوغان التركى إلى درجة إعطائه منطقة سواكن على حدود مصر بالبحر الأحمر لتهديد أمنها.
 جاء ذلك على ضوء مواقف هذا الأردوغانى العثمانلى ضد مصر لصالح عميلته جماعة الإرهاب الإخوانى التى لفظها الشعب المصرى بثورة ٣٠ يونيو ٢٠١٣. إنه وعقابًا له على جرائمه وممارساته العدائية جعله الله يواجه من المشاكل الداخلية والخارجية التى تؤشر بنهاية حكمه لتركيا. إن أخطرها الانهيار الاقتصادى الذى كان ازدهاره سببا فى نجاح زحفه إلى سدة الحكم.
 إن ما يحدث من تطورات.. تجعلنا نؤمن بحقيقة مبروكية مصر المحروسة..  التى عبرت عنها قصيدة حافظ إبراهيم..
الله عليكى يا مصر.