صور.. تعرف علي سر تحنيط الفراعنة للحيوانات

تحنيط الفراعنة للحيوانات
تحنيط الفراعنة للحيوانات

أثارت فكرة اهتمام المصري القديم بالحيوانات ،لغز حير العلماء،حيث اكتشفت مقابر فرعونية للحيوانات والطيور فجمعت بين مومياوات حيوان يشبه الجرذ ومومياوات الصقور، رمز حورس، كما توجد مقبرة أخرى في سقارة لمومياء العجل (أبيس)، ومقبرة أخرى في تل العمارنة.

تسلط «بوابة أخبار اليوم » بحسب ما جاء في تقرير عن موضوع تقديس الحيوان في مصر القديمة، وسر تحنيط الفراعنة للحيوانات من خلال السطور التالية :

قال الباحث الأثري مجدي شاكر لـ«بوابة أخبار اليوم » أن الجثث المحنطة، توجد في مقابر خاصة لا تصل إليها إلا من خلال سراديب طويلة طريقها معقد، توابيت أكبر من توابيت الملوك في منطقة سقارة وغيرها من مدافن الفراعنة، نقوش على جدران المعابد، كلها لحيوانات وطيور مختلفة "قطط، أسود، بقر، ثيران، نسور، وغيرها.

وأضاف«شاكر» ، أنها تعود جميعها لعصر الفراعنة، المكانة التي تمتعت بها في هذا العصر هي ما دفعتنا للسؤال عن سر هذه المكانة وأهمية الحيوانات عند المصري القديم؟

وأوضح «شاكر»، إنه من ضمن العقيدة المصرية القديمة، أن الإله يتجسد في شيء معين سواء إنسان أو حيوان أو خليط بينهما، ولذلك حصل الحيوان على مكانة خاصة ونوع من التقدير، فالحيوانات كانت تمثل شيئين للمصري.

الأول: أنها كانت عماد اقتصاده، والثاني: رمزا دينياً يعبر عن الإله، ولذلك فإن الرسومات التي كانت على جدران المعابد تعبر عن شكل من أشكال الحياة التي كان يعيشها ويحرص على رسم جميع مناظرها على جدران المعابد ليلتمس بها مظاهر الحياة الدنيا في حياة البعث، وكان يرسم الحيوانات العادية التي يستخدمها في يومه، أما الحيوانات التي تمثل رمزا للآلهة فكان يحرص على تحنيطها ووضع جثثها في التوابيت والمقابر، حتى وصل الأمر لحد عمل مقابر خاصة لهذه الحيوانات التي تتجسد فيها روح الآلهة.

وأكد «شاكر» ، أن سر اهتمام المصري القديم بالحيوانات هو «الفكر الديني» الذي دفعه لتكريم العديد منها، وهناك من الملوك من احتفى بهذه الحيوانات على اعتبار أنها ذات قوة سحرية خارقة مثل البقر والثيران والصقور، مضيفا أن المصريين لم يتركوا حيوانا إلا واعتبروا أنه رمز لشيء معين ويحمل صفة من صفات الإلهة، وذلك ما دفعه لاحترام هذه الحيوانات وتقديسها ودفنها معه في المقابر.

ونوه «شاكر»،أن الحيوانات حظيت على الوفير من الاهتمام والتقدير في هذا العصر، إلى حد قول البعض بأن المصري كان يعبد تلك الحيوانات، ولكن مؤكدا أن المصري القديم لم يقدسها لذاتها وإنما كان يعتبرها صورة من صور الآلهة، فكل حيوان تتجسد فيه صفة من الصفات الإلهية، وقوى خفية لا يمكن رؤيتها إلا فى هذا الحيوان.

وتابع «شاكر»، ومن هنا كانت فكرة تحنيط الحيوانات لتنتقل هذه الرموز والقوى إلى العالم الآخر مع المصري، ومن الحيوانات المقدسة لدى المصري القديم "البقرة وكانت رمزا للحنان والعطف، والنسر والثعالب والثيران والقطط والغزال والتمساح" والأسد وغيرها.

سر تقديس الحيوان عند الفراعنة:

البقرة:
وهى ترتبط بالإلهة حتحور، وهى إلهة بجسم سيدة ورأس بقرة وتعتبر رمز الجمال والحب والسعادة، وانتشرت عبادة وتقديس البقرة في مصر بشكل خاص وواسع لما تمتاز به من خصائص الحنان والأمومة ورعايتها لرضيعها وإضرارها الألبان.

التمساح:
وهو متعلق بسوبيك، الإله تمساح، حيث إنه مات في فكيه، واعتُبر شرفا له في بعض الأماكن.

أبو منجل:
ويعتبر واحدا من الحيوانات الأكثر تقديسا، حيث إن تحوت إله الكتابة، والذي اخترع جميع العلوم التي عرفها الإنسان كان يمثل كرجل برأس أبو منجل.

الصقر:
كان الإله حورس يمثل كرجل برأس صقر، وارتبط هذا الإله بالواقعية، وتمت تسميته بعد ذلك بحورس الذهبى أو حورس الحي.

الكوبرا:
كانت الكوبرا تمثل مصر السفلى، هكذا كانت تسمى منطقة شمال مصر التي تعرف بالأرض الخصبة من النيل، وكانت تسمى الإلهة كوبرا بودجيت.

القطة:
القطة تعتبر حيوانا مقدسا للغاية، لأنه كان يعتبر رفيق الإنسان، ومن الحيوانات الأليفة التى تربى فى المنزل، وكانت الإلهة باستت قطة وتمثل الجرارة النافعة للشمس.

البابون أو القرود:
وتعتبر من الحيوانات المقدسة، لأن صرخاتها عند شروق الشمس تعتبر تحية للإله رع إله الشمس، وهو المشهد الذي ظهر بداية في معابد الشمس في أبو صير منذ الدولة القديمة، ثم توالى ظهوره في الكتب الدينية المختلفة، كما أن القرود كانت مصدرا للمرح واللهو في مصر القديمة.

اللبؤة أنثى الأسد:
وهى تمثل الإلهة سخمت، ابنة رع، ويمثل كامرأة برأس لبؤة، وكان إلهة الحرب، وعلى الرغم من أنها كانت تسبب انتشار الأوبئة والأمراض، كانت أيضا شفيع الأطباء، وهى تتميز بقوة وشراسة وقدرة فاتكة، وتم تقديسها اتقاء لشرها.

العقرب:
وهو الحيوان المرتبط بخيبرى، الشمس المشرقة، ويعتبر من مظاهر الإله رع، وهو يمثل المجوهرات المصرية.

الثور:
كان يتمثل فى الإله أبيس إله الخصوبة، وهو رمز للخصوبة والقوة حتى إن الملك نفسه كان يصور فى هيئة الثور أو يوصف بالثور، كما أنه كان لابد من وجود مصارعة الثيران فى عيد السد أو التتويج للعرش.

الضفدع:
وهى ترتبط بالإلهة هاكت، وهى عند الشعوب القديمة رمزا للحياة والخصوبة والتجديد، واعتقدت بعض الجماعات البشرية أن الأرض أخرجت من الماء، وأنها استقرت بعد ذلك على ظهر ضفدعة عملاقة، واعتقدت شعوب أخرى أن الضفدع يقوم بابتلاع المياه فى وقت الجفاف، محتفظا بإمكانية إحداث الطوفان عندما يريد، وهذا ماكان يحدث غالبا فى فصل الربيع،وكانت الربة المصرية القديمة "هيكات" أى الضفدعة- رمز الحياة والخصوبة، ومثلت هذه الربة على هيئة امرأة برأس ضفدعة، ورمزت أيضا إلى قدرة تيسير اللحظات الأخيرة من الولادة، وإلى القيامة.

النسر:
ناخبيت كانت إلهة النسر وتمثل مصر العليا التى تمتد إلى أسوان، وكانت تعتبر حامية الفرعون، وكانت تظهر دوما بجناحيها الممتدان دلالة على الحماية، كما أشاروا وقتها إليها على أنها من الأمهات، وظهر هذا النسر دوما خلف تاج الفرعون.

فرس النهر:
وهو الحيوان الذى دائما كان يخاف على التهام المحاصيل، حيث إنه كان يحميها وفى حال تعرضها لخطر كان يبحر فى النيل، ويمثل فى الإلهة تاورت التى كانت تمتلك جسدا أنثويا ورأس فرس النهر، وكانت إلهة الحماية والأمومة.

ابن آوى.. الكلب الحارس:
ويظهر أنوبيس فى شكل ابن آوى أو على شكل إنسان برأس ابن آوى، وهو مسئول عن أجسام المتوفين، وهو الذى يتابع الميزان عند محاسبة أرواح المتوفين وهو يساعد أيضا المومياء عند الاحتفال بطقوس فتح الفم، ومن ألقابه: الكلب الحارس، سيد الأرض المقدسة، الذى فى خيمة التحنيط، الذى يعتلى جبله، ومن الطريف أن نجد أيضا أنه على الكاهن المحنط ان يرتدى قناع هذا الإله أثناء عملية التحنيط.