كل يوم

الضمير الغائب

أحمد ياسو
أحمد ياسو

الضمير هو سلاح الإنسان الذى يستقوى به فى مواجهة غرائزه. والذى يجعل الشخص قادرا على التصدى لسلبيات الحياة.. ودائما ما نجد الضمير تصاحبه كلمة الواجب، والشرف، لأنه من خصائص الواجبات الصغرى قبل المهام الكبرى فى الحياة.
إن الضمير بمفهومه المتعارف عليه لا ينطوى على مواقف بعينها، وإنما هو لب الحياة، وميزان العدل فى عقل الإنسان، وصوته الذى يوجهه إلى القيم الفطرية التى يولد بها الإنسان. لأنه يمنحنا الفرصة لتحقيق العدل، والتعامل بإنسانية. والمساواة فى الحقوق والواجبات. وبما أن الضمير نابع من داخل الإنسان نجد أن القوانين التى تسنها الدول يكون فيها الضمير جليا فى نصوصها، حتى يسود العدل.
ولكن ماذا يحدث إن غاب الضمير، بل لم يعد له وجود؟ من المؤكد أننا سنصل لحالة ميئوس منها فى المجتمع، وفى التعامل مع بعضنا فى البيع والشراء وتعاملاتنا اليومية.. وما يعوض غياب الضمير، هو حضور القانون، وذلك لأن ما لا يفرضه الإنسان على نفسه، يفرضه عليه القانون.. ولذلك نحاول أن نسعى جاهدين فى عدم غياب ضمير الإنسان، وقانون الدولة. ففى غيابهم تحل الفوضى وتسود الهمجمية.. ونسعى أيضا لإيقاظ صحوة ذلك الضمير فى المجتمع، مع سيادة القانون. لأنهما جناحان نهوض الأمم من مرقدها.. ونحن أحوج إلى ذلك الضمير الغائب فى وطننا هذا، حتى يشعر المرء بالأمان فى مجتمعه وبيئته.. ولم تخل الفلسفة القديمة من تعريف الضمير، وإبراز دوره المجتمعى.. والشخصى.. وعلم النفس أيضا كان له دوره المعروف فى تحديد وصف الضمير.
إذن فالضمير من ركائز الحياة العامة والخاصة. والهدف المنشود من مقالنا هذا هو حث المجتمع على عودة الضمير الغائب، الذى اختفى فى صراعات الحياة، وتغليب المصلحة الخاصة على مصلحة العامة أو مساعدة الغير.. وإدراكنا منا بخطورة الحياة، دون استخدام خصائص الإنسان الطبيعية، ندعو الناس جمعيا للوقوف مع النفس لإعادة الترتيب الداخلى للروح. وترتيب كيانات النفس البشرية.
لأن الضمير وبمنتهى البساطة، هو القلب الثانى، ولكن فى روح الإنسان. وبتوقفه تتوقف الإنسانية، ويختفى العدل.