نهار

تعبئة البنزين!!

عبلة الروينى
عبلة الروينى

بحسب البيان المعلن.. هى محاولة سرقة خط أنابيب شركة طنطا للبترول، القادم من منطقة «المكس» بالإسكندرية، والمار بقرية (المواسير) مركز ايتاى البارود، محافظة البحيرة... قام اللصوص بإحداث كسر فى خط الأنابيب (المار بقرية المواسير) وتركيب مفتاح (محبس) لسرقة البنزين!!.. لكن المحاولة فشلت، وتم إحباط السرقة، وإغلاق محبس الأنابيب، والسيطرة على التسريب... لكن حدث هذا بعد أن تسربت بالفعل، مواد بترولية إلى الأراضى الزراعية، وإلى الترع المجاورة.. تحولت الأراضى إلى مستنقع وبرك ممتلئة بالبنزين، وهو ما اعتبره أهالى القرية (رزق وخير وفير) سقط عليهم من السماء!!.. وتسابقوا على تعبئة البنزين فى جراكن، وتوقفت عشرات السيارات وعربات النصف نقل والتوكتوك لتعبئة البنزين أيضا، وسرقة المال العام!!... لكن سيجارة طائشة حولت المشهد بأكمله، إلى كومة من الرماد الأسود، بعد أن تفحم الجميع.. مات البعض، واحترق الجميع بدرجات مختلفة!!....
كارثة ليست بفعل فاعل واحد.. لكن بفعل الجميع.. الكل مسئول والكل مدان... جهل، وإهمال، وفقر، وانعدام أمانة، وغياب كفاءة، ونهب وسلب وسرقة وانحدار أخلاقي!!..
تحت دعوى الفقر وارتفاع أسعار البنزين، راح الجميع يعبئ جراكن (الموت) علنا.. لم يلتفت أحد لخطر وخطورة البنزين الملقى على الأرض!!.. لم يمنعهم الكوردون الأمنى الذى احاط المكان، بعد اكتشاف التسريب... سمحوا للأهالى بالمرور حاملين الجراكن لتعبئة البنزين!!... وكأن الفقر مبرر لسرقة المال العام، أو للسرقة عموما.. سرقة حتى أنفسهم، والتهاون فى أرواحهم، التى تفحمت فى حصاد البنزين!!..
لم يلتفت احد ابدا للخطر!!...لم يلتفت أحد لهول المنطقة المعبئة بالبنزين المسرب!!...لا وعي، لا حماية ولا إدراك لمعنى صيانة الروح، وصيانة الوطن.