«الباقورة» و«الغمر» يطويان صفحة إسرائيل للأبد.. الأردن تستعيد كامل ترابها

الباقورة
الباقورة

"أرض العرب للعرب".. مبدأٌ ألفنا عن ترديده، وحلمٌ تطلعنا كي نجعله يرى النور، أبصر في الأردن في رحلته نحو استعادة الوطن الكبير، الذي يمتد من المحيط إلى الخليج، دون نقصٍ أو تفريطٍ، ووجد بوصلته نحو استعادة عمّان سيطرتها على كافة أراضيها.

العاشر من نوفمبر عام 2019، ذلك الميعاد الذي انتظره الأردنيون طويلًا، منذ أن وقعت بلادهم معاهدة سلامٍ مع إسرائيل عام 1994، أبقت منطقتي الباقورة والغمر تحت سيطرة الاحتلال الإسرائيلي، وإن بقت السيادة الأردنية على المنطقتين باعترافٍ إسرائيلي، لكنها كانت سيادة شكلية ناقصة.

واليوم الأحد يحين الموعد المنتظر منذ سنواتٍ وعقودٍ، حين يكون للمزارعين الأردنيين الحق في إنبات بذورهم في أرض بلادهم بالباقورة والغمر كي تنبت تلك البذور وتنمو وتخرج الزرع والزيتون ومن كل الثمرات يأكل الأردنيون خيرات أرضهم.

وعشية هذا اليوم، قام الجيش الإسرائيلي بإغلاق البوابات المؤدية إلى منطقتي الباقورة والغمر للمرة الأخيرة، قبل أن تتسلم الأردن صبيحة اليوم المنطقتين، ويخفق علم الأردن عاليًا.

 

الباقورة والغمر

قصة الباقورة الغائبة عن أحضان الأردن منذ ما يناهز السبعة عقود من الزمن تبدأ من منتصف القرن الماضي، حينما وقعت في قبضة الاحتلال الإسرائيلي، ومن بعدها منطقة الغمر، التي احتلتها إسرائيل خلال حرب الخامس من يونيو عام 1967.

الباقورة منطقة حدودية أردنية تقع شرق نهر الأردن في محافظة إربد في الشمال، وتقدر مساحتها الإجمالية بنحو ستة كيلو مترات، كانت إسرائيل قد احتلتها عام 1950، لكنها عادت للسيادة الأردنية بموجب اتفاق سلامٍ بين البلدين.

أما الغمر، فهي منطقة حدودية أردنية تقع ضمن محافظة العقبة جنوب البلاد، وتبلغ مساحتها حوالي أربعة كيلومترات مربعة، ومنذ أن وقعت تحت الاحتلال الإسرائيلي  خلال حرب يونيو 1967، ظلت تحت سطوة الاحتلال إلى غاية معاهدة السلام 1994، وبقى المحتل فيها إلى أن يدير ظهره لها اليوم، ويمضي إلى غير رجعةٍ.

نصوص المعاهدة

ومعاهدة السلام، التي تم توقيعها عام 1994، بين عمان وتل أبيب، أقرت بسيادة الأردن على المنطقتين، ولكنها في الوقت ذاته نصت على تأجير المنطقتين لإسرائيل، وقد استخدمهما المزارعون الإسرائيليون، كما كانا بمثابة مزارٍ سياحيٍ لإسرائيل داخل الأراضي الأردنية.

وبموجب ملحقي معاهدة السلام، المعروفة باتفاقية "وادي عربة"، استأجرت إسرائيل نحو 1000 فدان من الأراضي الزراعية في القطاع الجنوبي من حدودها مع الأردن في صحراء وادي عربة.

ونصت اتفاقية وادي عربة بين عمان وتل أبيب، في مادتها السادسة، على سريان تأجير منطقتي الباقورة والغمر لمدة 25 سنة منذ تاريخ دخول معاهدة السلام الأردنية الإسرائيلية حيز التنفيذ عام 1994 وتجديدهما تلقائيًا لمدد مماثلة ما لم يقم أي من الطرفين بإخطار الطرف الثاني بإنهاء العمل بالمحلقين قبل سنة من تاريخ التجديد.

هذا الأمر قامت به الأردن العام الماضي، حينما أبلغت إسرائيل إنها لن تجدد مسألة تأجير المنطقتين لها، وأنها ستستعيدهما بصورةٍ كاملةٍ مع انقضاء مدة التأجير في 10 نوفمبر عام 2019.

ورغبت إسرائيل في تمديد مدة إيجار المنطقتين، لكن الأردن رغبت عن ذلك، وأصرت على عودة المنطقتين إلى أحضانها من جديدٍ أرضين عربيتين للأبد.