نقطة فى بحر

النقيب أهله

محمد درويش
محمد درويش

على طريقة الفنانة راقية إبراهيم فى فيلم زينب ومقولتها الخالدة: «اللى ملوش أهل الحكومة أهله»، حولها أشرف زكى نقيب الممثلين بعدما يقرب من ٦٧ عاماً على عرض الفيلم الى مقولة مشابهة عندما  كتبت عنها الزميلة هالة العيسوى على صفحتها على الفيس بوك «اللى ملوش أهل النقابة أهله» وأضافت ترحما على الفنان الفقيد هيثم أحمد زكى يا وجع قلبى.
نعم لقد أوجع رحيل الفنان الشاب وموت الفجأة قلوب المصريين بلا استثناء وبدلا من ان يخفف عنهم نقيب الممثلين آلامهم ومصيبتهم وهم الذين ارتبطوا بوالده الفنان العبقرى على مدى ثلاثين عاما، زادهم النقيب ألما وهو يقف امام ميكروفونات الفضائيات مصرحا بأن تسلم الجثمان من مشرحة زينهم تأخر بسبب عدم وجود أحد من أهل الفقيد كما تنص التعليمات الحكومية لتسلم الجثمان، واضطر أشرف زكى للاتصال بالمحامى العام وطلب ان يتسلمه هو فجاءت موافقته فورا حرصا على ألا تتأخر مراسم الدفن وعلى الا يظل كل من توجه الى مسجد مصطفى محمود فى انتظار وصول الجثمان.
أرى أن ما صرح به أشرف زكى ما كان يجب ان يصدر عنه مطلقا، خاصة أن الجثمان لم يتأخر وصوله كثيرا ربما جاء بعد انتهاء صلاة الظهر التى أعلن ان صلاة الجنازة ستكون بعدها مباشرة ولكن تأخير نصف ساعة لم يكن ليفتح الباب للقيل والقال حتى ينبرى أشرف زكى ويقول ما معناه أن  أحدا من أهل الفقيد لم يكن موجودا عند المشرحة ليتسلم الجثمان.
وكان ابلغ رد من أهل هيثم السرادق الضخم الكبير الذى اقامته العائلة فى مدينة الزقازيق مسقط رأس أبيه وتصدرت صورتان للفقيد مدخله وشاهدت على اليوتيوب لقاءات مع شقيقتيه من الأم كما سمعت أبناءهم وهم الذين تفاجأوا بخبر الوفاة ولم يفكر احد منهم فى البحث عن أوراق رسمية ليثبت قرابته للراحل وبالتالى وقفوا مكتوفى الايدى امام المشرحة وهم لا يستطيعون استلام جثته.
ما حدث من إقامة السرادق والحوارات التى تمت مع أهل الفقيد تثبت ان له أهلا وعزوة كبيرة وقاموا بالواجب وأكثر تجاه فقيدهم فأقاموا السرادق واستقبلوا المعزين فى الزقازيق كما سيقيمون عزاء آخر فى القاهرة.
ولا أعرف لماذا لم يتكتم أشرف زكى على حكاية تسلمه للجثمان من المشرحة ولماذا اضاع - كما أرى-  ثواب ما فعل بالإعلان عنه بالمفهوم الذى آلم المصريين بألم أكثر من  ألمهم بعد سماع خبر رحيل الفقيد.
وبالمناسبة قرأت تغريدة للفنان أحمد السعدنى يطلب فيها من نقيب الصحفيين ان يخصص مصورا واحدا فقط ومحررا واحدا أيضا  لتصوير الجنازات والعزاءات.
وأنا أقترح عليه ان تكون وصية كل منا اقتصار العزاء على تشييع الجنازة بدلا من المشاهد المؤسفة التى تصل فى بعض الاحيان الى مشاحنات ومشاجرات بين حاملى الكاميرات وحائزى الميكرفونات الذىن يسألون النجم من هؤلاء سواء فى المسجد أو القبر أو السرادق: ماذا تقول للمتوفى؟!.
وقد لا يعلم هو أو النجم إننا نقول كما علمنا الله:
إنا لله وإنا إليه راجعون.