مداد قلم

عفريت الميديا

أيمن عبد المغنى سليم
أيمن عبد المغنى سليم

أيمن عبد المغنى سليم

«شبيك لبيك.. تطلب إيه» هذه العبارة كثيراً ما سمعناها منذ صغرنا فى فيلم «الفانوس السحرى» للفنان اسماعيل يس، ويبدو أن العبارة التى كنا نعتبرها خرافة اصبحت حقيقة فحينما تتحدث فى تليفونك المحمول عن أى شىء (اثاث، عقارات، مناهج دراسية، سفر....) يخرج عليك عفريت السوشيال ميديا من الفانوس وكأنه - دون أن يتكلم - يقول (شبيك لبيك.. تطلب ايه)... الى هذا الحد يبدو الأمر مقبولاً بالرغم من أنه لم يلتفت إليه أحد.. أما ما حدث معى فليس مقبولاً ولا معقولاً، فقد كنت اتحدث فى إحدى مكالماتى أننى أبحث عن فرصة عمل بالخارج، فإذا بمؤسسة علمية عريقة فى إحدى الدول الشقيقة ترسل لى رسالة على الايميل مضمونها أننى قبلت لديها فى وظيفة ويسعدها أن أنضم لأعضاء هيئة التدريس بها.
العرض مغر، الوقت قصير، بداية العمل 16 ديسمبر، الأمل كبير، الايميلات مرسلة من البريد الالكترونى لتلك المؤسسة،  قمت بالموافقة على بنود العقد - التى لا يمكن لأحد أن يرفضها - وجاءت الخطوة الثانية استخراج التأشيرة طلبت المؤسسة ارسال مبلغ مالى يساوى 50 الف جنيه مصرى. بدأ يساورنى الشك فأرسلت له أننى لا أستطيع أن أدفع هذا المبلغ فطمـأننى ان المؤسسة بمجرد إرسالى المبلغ لها ستقوم بارسال شهرين من راتبى وسترد لى المبلغ الذى تم دفعه قبل الخروج من مصر وأرسل اسم شخص يتم التعامل معه لأعطائه المبلغ.. الامر مخيف ومريب لماذا لم يتم اختيار بنك معروف لارسال المبلغ حتى تضمن الجهة المرسل إليها المبلغ.
أرسلت رسالة على الإيميل بأننى لا أستطيع دفع المبلغ قبل إرسال التأشيرة فيجب على المؤسسة أن تقوم بإرسال التأشيرة أولاً.
هنا دخل عفريت الميديا الفانوس، وكأنه لم يقرأ ولم يشاهد ما قلته واختفى تماماً من المراسلات.
هل هذه الخاصية تعتبر ميزة للسوشيال ميديا حيث إنها تلبى أحلام مستخدميها وطلباتهم أم هو تجسس يستخدم فى النصب والاحتيال على المواطنين؟!

 

 
 
 

احمد جلال

محمد البهنساوي