الجامعة العربية تطالب الجنايات الدولية بملاحقة قيادات الاحتلال لارتكباهم المجازر ضد الشعب الفلسطيني

الجامعة العربية
الجامعة العربية

طالبت جامعة الدول العربية، جميع المنظمات والهيئات الدولية، وفي مقدمتها محكمة الجنايات الدولية، بالعمل على ملاحقة قيادات سلطات الاحتلال الإسرائيلي وجميع المتطرفين الذين ارتكبوا المجازر ضد أبناء الشعب الفلسطيني وتصفيته بدم بارد، وإلزام سلطات الاحتلال بالاعتراف بمسؤوليتها القانونية والأخلاقية والسياسية الكاملة عن تلك المجازر، وبتنفيذ قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة.

ودعت الأمانة العامة للجامعة العربية، في بيان اليوم الثلاثاء، بمناسبة الذكرى الثالثة والستين لمذبحة كفر قاسم، الأمم المتحدة ومجلس الأمن، بالعمل على تأمين حماية دولية للشعب الفلسطيني في وطنه على طريق إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وبما يمكنه من ممارسة حقه في الحرية والاستقلال بدولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، والعمل الجاد من أجل التوصل لحل شاملٍ وعادلٍ ودائم، وفق القوانين والقرارات الدولية، ومبادرة السلام العربية.

وقال البيان "إن اليوم الذي يصادف التاسع والعشرين من أكتوبر الذكرى 63 لمذبحة كفر قاسم، والتي تزامنت مع بدء العدوان الثلاثي على مصر، ففي عشية ذلك اليوم من عام 1956 قامت سلطات الاحتلال الإسرائيليّ بفرض حظر تجول على سكان قرية كفر قاسم وقرى عربية أخرى مجاورة، وأصدر "تسفي تسور"، قائد المنطقة الوسطى الإسرائيلية أوامره المشددة بإطلاق النار على كل مَن يشاهَد خارج بيته في القرية وما جاورها من القرى بعد الساعة الخامسة".

وأضاف البيان" إنه عند الساعة الرابعة والنصف من مساء ذلك اليوم وقبل فرض حظر التجول بنصف ساعة تم إبلاغ أهالي تلك القرى بالحظر، في الوقت الذي كان المئات منهم لا يزالون في أعمالهم خارج القرية وليسوا على دراية أو معرفة بقرار حظر التجوّل وعند عودتهم قام جيش الاحتلال الإسرائيلي بإيقافهم عند مدخل القرية الغربي وأماكن متفرقة أخرى، وبعد التأكد من هويتهم بأنهم من أهالي كفر قاسم أطلقوا عليهم النار بدم بارد".

وشدد البيان على أن قوات الاحتلال الإسرائيلي ارتكبت هذه المجزرة وهي على دراية تامة بأن الوقت لن يسعف الأهالي في العودة إلى قراهم ومنازلهم وبأنّهم سيعودون في ساعة الحظر ومع ذلك أمرت جنودها من حرس الحدود بإطلاق النار على المئات من العائدين في مسرحية هزلية بدت وكأنها نتيجة طبيعيّة لمخالفتهم لأوامر حظر التجوّل مما أدى إلى سقوط 49 من الضحايا المدنيين العُزّل خلال ساعة واحدة وفي أنحاء متفرقة من قرية كفر قاسم.

وقال البيان إنه في طرف القرية الغربي ارتقى 43 شهيداً، وفي الطرف الشمالي 3 شهداء، وفي داخل القرية شهيدان، كان من بينهم 9 نساء و21 طفلاً دون الثامنة عشرة، منهم 5 أطفال دون العاشرة وجرح 18 آخرين وتضرر كل بيت داخل القرية جراء إطلاق النار الكثيف.

وأكد البيان أن جامعة الدول العربية وهي تستذكر هذه المجزرة الأليمة التي تُعد علامة فارقة على بشاعة الاحتلال الإسرائيلي وممارساته القمعية والعنصرية ضد أبناء الشعب الفلسطيني الأعزل، توجه تحية إعزاز وتقدير لأبناء هذا الشعب الصامد على أرضه ولشهدائه الأبرار الذين ارتقوا جراء عدوان إسرائيلي غاشم لم يزل مستمراً ومتصاعداً ليوقع المزيد من الضحايا جراء المزيد من المجازر الإجرامية التي تطال أبناء الشعب الفلسطيني وأرضه ومقدساته وحقوقه الوطنية.

وأدانت الجامعة العربية جميع الممارسات العنصرية والإرهابية ضد أبناء الشعب الفلسطيني، والانتهاك الممنهج لحقوقهم الوطنية والإنسانية، مؤكدة على دعمها الكامل لحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، حيث أن مثل هذه المجازر المروعة والكثيرة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد أبناء الشعب الفلسطيني على مدى تاريخ احتلال فلسطين لا تسقط بالتقادم.