مخرج عروض أوبرا عايدة بمعبد الملكة حتشبسوت: حققت حُلُمَ طفولتي

عروض أوبرا عايدة
عروض أوبرا عايدة

 قبيل العرض الثانى والأخير لأوبرا عايدة والذى شهد نجاحا لافتا للأنظار مساء أمس وأمتد حتى ساعات  مبكرة من صباح اليوم  وبعد أن أدلى مايكل شتورم المخرج الألمانى للعرض بتصريحات لاقت إستحسان كل من سمعها وأصبحت مثار فخر لكل مصرى حين قال إن تقديمه لعروض عايدة في معبد الملكة حتشبسوت، هو بمثابة تحقيق لحلم طفولته، حيث كان اول مرة يرى فيها معبد حتشبسوت، كان في أحد الأحلام وهو في سن الثامنة من عمره.

 

واضاف أن هذا الحلم تحقق بالفعل في شهر ابريل الماضى، عندما زار مصر في إطار استعداداته لإخراج عروض أوبرا عايدة فى معبد الملكة حتشبسوت، وأنه منذ أن رأى صورة معبد الملكة حتشبسوت في أحلامه في سن الثامنة وحتى اليوم لم تغب صورة المعبد عن خياله وبقيت حاضرة بداخله على الدوام، وأنه حينما رأى معبد حتشبسوت للمرة الأولى تأكد بأنه ذلك المعبد الذي رآه فى حلمه، وما أن رأى المعبد حتى اصبح مليئا بالطاقة والقوة والحيوية لتقديم عرض فني يليق بشخصية عايدة، وشخصية الملكة حتشبسوت ، وتحقق له ما أراد بعد نجاح العرض الأول بإمتياز وتهافت الحضور على العرض الثاني الذي جاءه عاشقيه من كل أنحاء العالم خاصة وأن معبد الملكة حتشبسوت هو أفضل مكان لتقديم عروض أوبرا عايدة في مصر بإعتباره يحتل موقعًا فريدًا من نوعه بين المعابد المصرية القديمة.

 

واضاف "شتورم" أن أجواء معبد الملكة حتشبسوت، وما منحه لنا من طاقة كبيرة، وما يتمتع به من سحر وغموض ألقى بظلاله الساحرة على العرض الإفتتاحي الذي اقيم مساء السبت، وحمل رسالة سلام للعالم أجمع، بجانب أن شخصية "عايدة" بطلة العرض الأوبرالى، التي تتشابه مع القوة التي تمتعت بها شخصية الملكة حتشبسوت، جعلا العرض مدهشا وفريدا ومتميزا.

 

ووصف مخرج عروض أوبراعايدة بالأقصر، معبد حتشبسوت بـ "الجذاب" والرائع، ويعبر بقوة عن قوة المرأة فى مصر القديمة.

 

وأكد بأنه إذا أتيح له العودة لتقديم أوبرا عايدة مجددا بمصر، فإنه سيختار تقديمها فى معبد الملكة حتشبسوت مرة أخرى، وأن اهرامات الجيزة ومعابد الكرنك تصلح لتقديم أوبرا عايدة، لكن يبقى معبد الملكة حتشبسوت هو الأنسب، إذ بتقديم العرض فى حتشبسوت سيجمع العرض بين امرأتين قويتين، ويصبح عرضا متميزا، وشدد على أن " اوبرا عايدة .. هي حتشبسوت " ولامكان آخر يستطيع منح العروض التفرد والتميز والجاذبية مثل ذلك الذى عايشه وعاش معه فى معبد الملكة حتشبسوت.

 

وحول الرسالة التي أراد تقديمها مايكل شتورم، من خلال إخراجه لعروض أوبرا عايدة في معبد الملكة حتشبسوت، قال بأن الرسالة التي تحملها العروض هي السلام للعالم أجمع، وأن أحداث أوبرا عايدة برغم ما تحمله من حزن، إلا أنها تهدف في النهاية إلى تحقيق السلام، وهي الرسالة التي نقدمها معبد حتشبسوت للمصريين وللعالم أجمع.

 

وكان العرض الثاني من اوبرا عايدة  الذي أقيم أول أمس "الإثنين داخل معبد الدير البحرى قد توفرت له كل سبل النجاح بعد نجاح العرض الأول ولعل أول أسباب النجاح هو معبد الدير البحري الذي شيدته الملكة حتشبسوت أو الرامسيوم والذي يعد تحفة معمارية فنية وسط جبانة طيبة بالبر الغربي لمدينة الأقصر، والذي تحول إلى مسرح كبير لعرض الأوبرا بعكس المرة الأولى التي أقيمت فيها الأوبرا منذ 22 عاما ويومها تم إنشاء مسرح أقيم عليه العرض عند مدخل المعبد أما عايدة 2019 فقد تحرك الفنانون على أرضية المعبد بالكامل وليس فوق خشبة مسرح.

 

 وتعد "عايدة " هي الأوبرا الأشهر بين الأوبرات العالمية وهي تجسد صراعا بين «الواجب والعاطفة»، وتروى حكاية أميرة حبشية  تدعى «عايدة»، وقعت فى الأسر لتصبح وصيفة لـ «آمنيريس» ابنة الملك الفرعون، وتقع الفتاتان فى حب رجل واحد هو «راداميس» القائد الحربى المصرى ، الذى مال قلبه إلى «عايدة» وظل يبادلها نفس الشعور، وتفسد الأمور نتيجة اندلاع حرب بين مصر والحبشة، وتنتصر مصر ويطلبون من «راداميس» الزواج من ابنة الفرعون مكافأة له على الانتصار، فيسعى إلى الهرب مع حبيبته، ويفشى لها بعض الأسرار العسكرية دون قصد، وينكشف الأمر ويعتبرونه خائنا لواجبه العسكرى ويحكم عليه بالدفن حيا، وتلحق به «عايدة» وتموت بين ذراعيه فى قبرهما.

 

وتزامن العرض ، مع مرور 150 عاماً على افتتاح قناة السويس، بما يعيد إحياء العلاقة الوثيقة، حيثُ كلف الخديوي إسماعيل الموسيقار الإيطالي فيردي بكتابة أوبرا عايدة، لتُعرض خلال حفل افتتاح القناة عام 1869 الذي شهد حضوراً رسمياً مميزاً مشيرة الي ان عودة العروض يعد بمثابة رسالة سلام وأمان من مصر إلى كافة ربوع الأرض، وخطوة نحو جعل "أوبرا عايدة" حدثاً سنوياً على أجندة السياحة العالمية.

 

 وجاء العرض الأول لـ  أوبرا عايدة بمعبد الملكة حتشبسوت بعد غياب دام ٢٢ عاما، وحضرها شخصيات من العائلة المالكة الأردنية وعدد من الأمراء والاميرات والوزراء والسفراء من بلدان عربية واجنبية،وجاءت فى أجواء فنية ساحرة نالت إعجاب وإنبهار كل من شاهدها حيث شهدت مدينة الأقصر أعمال تطوير وتجميل واسعة  لشوارعها وميادينها استعدادا لذلك الحدث الفني والسياحى الكبيرالذى أكد ان مصر بلد الأمن والأمان والسحر والجمال.

 

وقدم الأوبرا نحو 80 عازفاً من أوركسترا أكاديمية (لفيف) السيمفونية في أوكرانيا، الذين يتميزون بالتواصل الرائع مع المستمعين، بقيادة المايسترو الأوكرانية أوكسانا لينيف، أول إمرأة ترأس أوبرا جراز في النمسا، ومشاركة حوالي 70 موسيقياً ضمن الكورال الوطني الأوكراني (دومكا)، الضيوف الدائمين على مسارح أوروبا، وسط أجواء احترافية تصنُعها رُؤية المخرج المسرحي الألماني مايكل شتورم، ذو اللمسة الخاصة في استخدام عناصر الجذب والإبهار.

 

وشهدت مُشاركة متميزة من نجوم عالمية ساطعة في مجال العمل الأوبرالي تألقت  في سماء الأقصر، حيثُ تؤدي دور الأميرة الأثيوبية "عايدة" النجمة الكورية ريم ساي كيونج، ذات الخبرة في تقدا الدور على مسارح كوريا واليابان وألمانيا، بينما جسد دور البطل المصري "راداميس" النجم البلجيكي مايكل سباداتشيني، ذو الحنجرة الذهبية، وكان دور "أمنيسريس" ابنة الملك المصري من نصيب النجمة التشيكية أليسكا ويصوفا، ودور "أموناصرو" الملك الأثيوبي، من نصيب الفنان اليوناني أريس أرجيريس.

 

والجديد في تنظيم العروض هذا العام أنه لم يتم فوق مسرح إعتيادي، بل تحرك العارضون على أرض المعبد مباشرة،  واستخدام كافة عناصر الإبهار، المتمثلة في أحدث تقنيات أنظمة الإضاءة، وأدوات العرض ثلاثية الأبعاد، والشاشات الضخمة الحديثة، مما جعل العرض أكثر جذباً، ومنح الحياة من جديد إلى المعبد، من خلال تقنيات المبدع الأسترالي الشهير وولفجانج فون زوبك، صاحب البصمة المتميزة في الصوت والإضاءة.

 

من ناحية أخرى تسود حالة من التفاؤل في الأوساط السياحية بالمدينة والتي تتوقع مزيدا من الرواج السياحى بقطاع السياحة الثقافية الذي تتفرد به الأقصر بعد عودة عروض أوبرا عايدة لاحضان معبد حتشبسوت بعد أن وضع المستشار مصطفى ألهم محافظ الأقصر كل إمكانات المحافظة لنجاح العروض وأصبح لاشئ فى الأقصر يعلو على "أويرا عايدة " التي تقام فى أحضان معبد الملكة حتشبسوت التى شيدته فى باطن جبل القرنة وهو المكان بالغ الشهرة فى العالم كله ويقصده السياح من كل صوب وحدب، وهو المكان الذي سبق وأقيم فيه نفس العرض عام1997 وحقق نجاحا منقطع النظير تناقلته كل وسائل الإعلام العالمية.

 

وأكد محافظ الأقصر المستشار مصطفى ألهم علي اهمية  الحدث الذى تم التسويق والترويج الجيد له باعتباره حدث فريد بعد أن حرصت الجهة المنظمة على الحصول علي كافة التصاريح والموافقات اللازمة لاقامة العروض من جميع الجهات المعنية وأضاف أن عروض "أوبرا عايدة" تعدُ نوعاً مميزاً من السياحة وهو الأمر الذي يشكل عنصر جذب هام للسياح من الفئات الممتازة، التي تميل إلى حضور الفعاليات الفنية والثقافية من عشاق الفن الاوبرالي .

 

وأكدت الدكتورة نيفين واصف، المدير التنفيذي لعروض أوبرا عايدة، أن "عايدة ـ الأقصر" تعدُ خطوة رائدة نحو تحقيق السياحة المستدامة، حيث تتم وفق رؤية تستهدف جعل "أوبرا عايدة" حدثاً سنوياً على أجندة السياحة العالمية، يجذب اهتمام وسائل الإعلام وأسواق السياحة العالمية، ويستقطب الملايين من عشاق  الفن، والموسيقى، والتاريخ، لتصبح "أوبرا عايدة" بمثابة منصة دائمة للفنون والثقافة. وأضافت بأن حجز تذاكر العرضين قد تم بصورة كاملة، دون أن يؤثر ذلك على استمرار الحملات الترويجية في الخارج والتي تعدُ ترويجاً للحدث وللأقصر نفسها، لافت إلى الإقبال الكبير  من محبي فن الأوبرا على حضور العرض الإستثنائي.

 

وقال حسن النحلة، رئيس النقابة العامة للمرشدين السياحيين أن هذا الحدث يعد الحدث الأكبر في 2019 بكل المقاييس السياحية، مثمناً الجهود التي تتم، والتحديات التي تبذل، في ظروف صعبة للوصول إلى هذا التنظيم الرائع لأوبرا عايدة في مكانها الطبيعي في معبد الملكة حتشبسوت هذا العام.

 

ويقول ثروت عجمى رئيس غرفة الشركات السياحية بالأقصر أن عودة أوبرا عايدة إلى ساحة معبد الملكة حتشبسوت، بعد غياب عقدين من الزمان، هو رسالةُ سلام وأمان يتمُ بثُها من مصر الكنانة إلى كل ربوع الأرض " .. وأن مساع تبذل لتكون العروض على أجندة السياحة المصرية والعالمية بشكل سنوي.