خواطر

العلاقات المصرية الإفريقية .. كانـت فيـن وبقــت فيــن؟

جلال دويدار
جلال دويدار

نعم.. نحن جزء أصيل من القارة الافريقية بالموقع الجغرافى والتاريخ. من هذا المنطلق فان ارتباطنا ومصالحنا ومصائرنا بدولها وشعوبها متواصلة ولا يمكن ان تنفصم. فى هذا الاطار فإننا جميعا مطالبون بالتوحد والتعاون فى مواجهة التحديات المشتركة سعيًا إلى رخاء وازدهار شعوبنا.
لا يخفى على أحد أن مصر كان لها دور فاعل تجاه كل تحركات وقضايا دول القارة. يأتى من ابرز مواقفها دعم ومساندة مصر -عبد الناصر.. لتحرير واستقلال العديد من هذه الدول. انها دفعت ثمنا غاليا لما قامت به. تمثل ذلك فى تآمر الدول الاستعمارية وأذنابها عليها. كان ردود فعل هذه الدول الافريقية إيجابيًا فى رد الجميل. تجسد ذلك فى الوقوف إلى جانبها ودعم وتأييد كل الحقوق والقضايا المصرية والعربية.
فى هذا الشأن تعاظم النشاط المصرى فى كل الدول الافريقية سياسيًا واقتصاديًا وتجاريًا. اضطلعت شركة النصر للاستيراد والتصدير إبان رئاسة عبد الناصر بالجانب الاقتصادى والتجارى كان ذلك بمثابة العصر الذهبى للعلاقات المصرية الافريقية. كان لهذه الشركة دور هائل فى تقوية العلاقات من كل النواحى.
 هذا الدور المصرى الرائد وللأسف تلاشى برحيل الزعيم عبد الناصر. استمر هذا الحال لاكثر من اربعة عقود إلى ان قامت ثورة ٣٠يونيو ٢٠١٣. تجلى هذا التغير منذ تولى الرئيس السيسى زمام القيادة للدولة المصرية. تمكن من اجراء عملية احياء روابط مصر بدول القارة.. حيث نال هذا الأمر اهتمامًا كبيرًا. من جانبه. كان من نتيجة ذلك وبالإصرار وتعظيم المصالح المشتركة استعادة الدور المصرى الافريقى.
هذا التطور تم ترجمته فى انتخاب مصر رئيسة للدورة الحالية للاتحاد الافريقى الذى يمثل الاطار السياسى والاقتصادى والاجتماعى لدول وشعوب افريقيا. وعلى مدى تبوؤ هذه المسئولية وخلال الشهور الماضية من رئاسته قام الرئيس السيسى بجهود ضخمة على المستوى الدولى من بينها حضور اجتماعات ومؤتمرات من اجل دفع جهود التنمية الافريقية. إن ما تم انجازه على صعيد علاقاتنا مع افريقيا سوف يعود بالنفع والفائدة علينا وعليها.
تقديرًا لهذه الجهود ولمكانة مصر الافريقية والدولية تم توجيه الدعوة من جانب الرئيس بوتين لحضور القمة الروسية الافريقية فى مدينة سوتشى على البحر الأسود حيث شاركا فى رئاستها. يأتى ذلك من اجل مزيد من الدعم للعلاقات مع دول القارة. من المؤكد ان مشاركة مصر فى هذه القمة سوف تخدم ما تقوم به قيادتها لتطوير وتحقيق المزيد من الانطلاق لدور مصر وعلاقاتها مع افريقيا وروسيا.
تم فى هذه القمة إلى جانب كل ما تناولته حول الشأن الافريقى تناول العديد من القضايا التى تهم مصر. يأتى ضمن هذه القضايا العلاقات المصرية الروسية المشتركة سواء كانت اقتصادية او عسكرية.
من ناحية أخرى فقد كانت ايضا فرصة لعقد اجتماع قمة بين الرئيس السيسى ورئيس وزراء إثيوبيا لإزالة حالة التوتر بشأن ما تشهده مفاوضات سد النهضة من تأخير لا مبرر له.. لضمان حقوق دول المنبع والمصب فى نهر النيل.