محور القاهرة - موسكو يقود التنمية في إفريقيا

 الرئيس عبد الفتاح السيسى ـ الرئيس الروسي بوتين
الرئيس عبد الفتاح السيسى ـ الرئيس الروسي بوتين

أماني عبد الرحيم ـ رشا صبيح

حظيت قمة روسيا - افريقيا باهتمام خاص من وسائل الإعلام الروسية والدولية، حيث كتب موقع « اتلانتك كونسل « الأمريكى، تحت عنوان «  القياصرة والفراعنة : قيادة مشتركة نحو حقبة جديدة من منافسة القوى العظمى « ان روسيا تعى جيدا اهمية افريقيا مستقبلا وانها فى الحقبة القادمة ليست أقل من القوى العظمى التى تشكل مجريات العالم ومستقبله، لذلك تستضيف موسكو هذه القمة الأولى من نوعها باعتبارها « منتدى استراتيجى « يجب الحرص على تكراره.

وركز الموقع على أهمية الدور الذى تلعبه مصر فى هذه القمة ليس فقط كرئيس للاتحاد الافريقى وانما كدولة ذات ثقل تربطها علاقات تاريخية بروسيا ودول العالم.

أما موقع « ساوث تشينا مورنينج بوست» الصينية فكتب تحت عنوان «روسيا تنافس الصين فى افريقيا وتستضيف قمة كبرى لقادة القارة السمراء» ان الصين حاولت جاهدة ان تبدو القوة الاجنبية الأكبر تأثيرا وقربا من القارة الافريقية، مما أجبر روسيا على اللحاق بالركب لما لافريقيا واسواقها من اهمية بالغة مستقبلا. وظهر ذلك واضحا فى تصريحات الرئيس الروسى فلاديمير بوتين اثناء القمة حيث قال إن التجارة بين روسيا وإفريقيا قد تضاعفت فى السنوات الـ 5 الماضية إلى أكثر من 20 مليار دولار، ولكنه يطمح لمضاعفة تلك التجارة فى السنوات القادمة. 

نفس المحور تحدثت عنه صحيفة « واشنطن بوست « التى كتبت تحت عنوان «روسيا تصلح ما افسدته الولايات المتحدة وتتجه نحو افريقيا « ان الرئيس بوتين يمشى على خطى الصين ويستغل انشغال إدارة ترامب بحروبها التجارية والعسكرية، ليتجه نحو القارة السمراء التى يبلغ عدد سكانها 1.2 مليار نسمة وتضم أسرع الاقتصاديات نمواً فى العالم، والغنية بالثروات مثل الماس والمعادن الاستراتيجية والنفط مما سيمكنّها فى المستقبل لتصبح قوى تنافسية للقوى العظمى.

هذا ما اتفق معه أيضا موقع « سى ان ايه « الاسيوى « والذى كتب تحت عنوان « احلام عريضة لروسيا فى افريقيا « ان موسكو تسعى الى توسيع نشاطاتها على كل الأصعدة السياسية والاقتصادية والثقافية مع دول افريقيا وان هذه القمة هى حجر الزاوية ونقطة الانطلاق فقط.. ويقول المحلل الجيوسياسى الفرنسى «أرنود كاليكا» إن توقيت القمة الروسية - الأفريقية ليس من قبيل الصدفة.

ومع لهث القوى العظمى لاستقطاب أفريقيا لم ترد موسكو تفويت الفرصة عليها خاصة  ان حجم النشاط التجارى لروسيا فى إفريقيا حتى وقتنا الحالى صغير نسبيًا.  كذلك يرى «تشارلز روبرتسون «، كبير الاقتصاديين فى «رينيسانس كابيتال»، إن لدى روسيا فرصة لا تعوض للخروج من ضغوط العقوبات الدولية المفروضة عليها بالانفتاح على السوق الافريقى الذى سيستقبل المنتج الروسى بحفاوة اكبر من اى منتجات تنافسية. 

وحول القمة كتب موقع « صوت امريكا» مقالا بعنوان «روسيا تسعى إلى علاقات أقوى وأكثر إيجابية مع أفريقيا فى قمة سوتشى «. وصرح  فيه جيمس جوناه، وكيل الأمين العام السابق للأمم المتحدة للشئون السياسية، أن العلاقات الموسعة مع روسيا تعنى المزيد من المرونة للدول الإفريقية بحثًا عن التعاون الدولي. وقال جوناه «إنها تفتح الكثير من الخيارات لعدم الاعتماد فقط على قوة واحدة»، سواء كانت تلك القوة هى اليابان أو الصين أو الاتحاد الأوروبي. وتأمل روسيا فى ملء الفراغ الملحوظ الذى خلفته الولايات المتحدة، والذى يبدو أن وجودها فى إفريقيا يتضاءل.  واضاف الموقع أن المنتدى الذى عقد إلى جانب القمة كان بمثابة منفذ إضافى لاستكشاف نقاط التعاون المحتمل. 

ومن جانبه يقول موقع « راديو اوروبا الحرة» إن موسكو تسعى من خلال القمة الروسية الإفريقية التى استمرت يومين إلى الفوز فى السباق نحو افريقيا، مشيراً الى تطلع دول أخرى مثل الصين والهند إلى اكتساب النفوذ فى ضوء الأهمية المتزايدة للقارة كمركز للنمو السكانى وقاعدة مستهلكين سريعة النمو. كما أشار الى ان موسكو كانت لاعباً رئيسياً هناك خلال الحقبة السوفيتية، لكن نفوذها انخفض بعد انهيار الاتحاد السوفيتى عام 1991.

«موقع روسيا اليوم» قال إنه وسط اقتصاد راكد بعد سنوات من العقوبات الغربية، تبحث موسكو عن فرص لتعزيز النمو وعن حلفاء سياسيين فى إفريقيا. وتعرض فى المقابل علاقات تجارية وترتيبات أمنية بديلة عن العلاقات «ذات الطراز الاستعماري» مع الغرب. وأضاف الموقع أنه على مدار العقد الماضي، أصبحت القارة الإفريقية ساحة تنافس جيوسياسى لدول مثل الصين وامريكا والاتحاد الأوروبى للتفوق العسكرى والاقتصادى وسيادة القوة الناعمة. كذلك الحال بالنسبة لروسيا، التى تتمتع بميزة العلاقات القديمة فى المنطقة، وتصف نفسها بأنها شريك عملى لايقدم مزايا اقتصادية  مقابل الحصول على ولاءات جيوسياسية.

وأضاف الموقع إنها المرة الأولى فى تاريخ روسيا الحديث التى تستقبل فيها الكثير من الشخصيات الإفريقية فى آن واحد، وأن القمة رفيعة المستوى هى تتويج للجهود الدبلوماسية التى بذلت خلال السنوات القليلة الماضية بهدف تعزيز الوجود الروسى فى المنطقة، خاصة ان لديها بالفعل موطئ قدم اقتصادى قوى فى بعض الدول الإفريقية مثل مصر أو الجزائر أو المغرب أو جنوب إفريقيا أو تونس.

ويقول الموقع إن نفوذ روسيا الحالى فى إفريقيا ليس كما كان عليه الاتحاد السوفيتى فى ذروة قوته، لكنها ترى مكانًا لنفسها كقوة يمكن أن تتحول إليها الدول الأفريقية عندما تواجه مشاكل لا تستطيع حلها بمفردها، سواء كانت محلية أو أجنبية.