خواطر

لبنـان.. يتوحـد حـول العلم ضد فساد الطائفية والحزبية

جلال دويدار
جلال دويدار

انتفاضة لبنان ليست ضد الأوضاع الاقتصادية المتردية فحسب وإنما هى ولأول مرة تكشف التخلى عن الحزبية والطائفية. كما هو معروف فإن هذين العنصرين يعدان من الأسباب الرئيسية للمشاكل والنكسات والمصائب التى تواجه وطنهم.
 يأتى ذلك تأكيدا بأن عودة لبنان الى رخائه وازدهاره مرهون بالخلاص من الطائفية ورافدها الحزبى. نعم.. وبكل البراهين فإن وحدة الشعب هى أساس تحقيق التقدم والنهوض.
ان من أهم مظاهر تظاهرات هذه الانتفاضة - ولأول مرة - التخلى عن رفع أعلام الطوائف والأحزاب. تعاظم التوافق الوطنى دون أى اتفاق على رفع العلم اللبنانى دون أى أعلام أخرى. ليس من توصيف لهذا الذى يحدث سوى أنها ليست انتفاضة بل ثورة لصالح الانتماء والتصاف الوطنى الغائب عن الوطن اللبنانى.
ان الهبة الشعبية اللبنانية وبكل المقاييس إعلان من جانب جموع الشعب اللبنانى عن كفره بالطائفية والحزبية. جاء توصله لهذا التوجه إيمانا بإفلاس هذه الأنشطة عن تحقيق أى تطلعات أو آمال. جاء ذلك بعد ان ثبت يقينا أنها عبء على كل جوانب حياتهم وأداة فساد وخدمة لمصالح القائمين عليها. هذا النظام السائد كان محصلته الانعكاسات السلبية على مصالح الوطن والمواطنين حتى وصل الحال إلى ما هو عليه الآن.
ليس خافيًا أن سياسات وممارسات حزب الله الذى يدين بالانتماء والولاء لنظام الملالى الإيرانى وليس للبنان.. كان على قمة أسباب أزمة لبنان داخليًا وخارجيًا. هذا الحزب الطائفى نصب نفسه دولة داخل الدولة.. بل إنه يعد بالتسليح والتمويل الإيرانى أقوى من الدولة اللبنانية.
فى هذا الإطار المناقض لسلطة الدولة الشرعية اللبنانية.. فإنه فرض سطوته وسيطرته بقوة السلاح على أجزاء من العاصمة والمناطق اللبنانية حيث مارس فيها كل ما يؤكد أنه سلطة مستقلة لا تخضع للدولة ولا قوانينها. من هذا المنطلق وإدراكا لكل هذه الحقائق توحدت ارادة عشرات الآلاف من المتظاهرين على أن لا منجاة للبنان من حالة الضياع التى يعيشها.. سوى بإسقاط النظام الطائفى الحزبى الذى يحكمه.
ليس أمامنا على ضوء هذه الأحداث التى يشهدها الشقيق لبنان العربى سوى أن نتابع ونراقب التطورات متمنين نجاحه فى عبور المحنة. أملنا أن يعود لبنان واحة للجمال والأمن والاستقرار. إن ما يجرى حاليا ليس إلا محصلة تراكمات سنين وسنين من الأخطاء والخلل فى كل شيء بفعل الطائفية والحزبية القائمة عليها.

 

 

 

 
 

احمد جلال

محمد البهنساوي