بسم الله

المجاملة فساد «3»

محمد حسن البنا
محمد حسن البنا

قال الرئيس عبد الفتاح السيسى إن مكافحة فساد المجاملات يكون من خلال الميكنة، وهى من الآليات المهمة لذلك، وأقترح أن نطبق الحوكمة لتدعيم مطلب الرئيس، ولابد أن نعلم أن الكلام سهل، لكن الفعل هو الأصعب والأهم، كيف إذن نحارب فساد المجاملات من دون أن نهتدى إلى طريق الرشد، وهو الطريق السليم للنجاة من المجاملات، ولهذا تسمى الحكومة التى تتبع منهج الحوكمة، الحكومة الرشيدة، والرشد كما بحثت فى رسالتى للدكتوراة هو الطريق القويم، وهو ما طلبه أصحاب الكهف من ربهم، كما ذكر القرآن الكريم فى سورة الكهف «ربنا آتنا من لدُنكَ رحمة ًوهيئ لنا من أمرِنا رشدا»، وبه يتحقق لنا الخير العظيم، بالرشد تختصر المراحل، وتختزل الكثير من المعاناة، وتتعاظم النتائج، ونفوز بالدنيا والآخرة.
وطالما ناديت باتباع أسس ومبادىء الحوكمة، وهو من العلوم الحديثة فى جودة الإدارة والقيادة والحكم، ومن أهم هذه المبادئ الشفافية والمساواة واللامركزية والمشاركة والمساءلة والاستجابة، والانضباط والعدل، فقط نحتاج إلى تفعيلها، ولا يكفى ذكرها فى القوانين واللوائح، لأنها الأسلوب الأمثل لمكافحة الفساد، والقضاء على المجاملات، إضافة إلى ميكنة الخدمات، بهذا نضمن مجتمعا صالحا، يحقق النتائج التى ترفع من شأن الدولة.
لا يخفى على أحد أننا شعب مجاملات، وكما قال الرئيس المجاملات فساد، المجاملات تتمثل فى تيسير أمور الأقارب والمحاسيب، وغلقها أو تصعيبها على المستحقين، والاستحقاق لابد أن يكون بالكفاءة والقدرة والتأهيل اللازم للأداء الجيد، والفعالية فى العمل والإنتاج، وليس لأنه ابن أو ابنة فلان أو فلانة يحظى بالوظيفة المرموقة، وغيره ممن هم أكفأ، أو أنسب، لا يحصل عليها، هذا طريق يخالف الحوكمة ومبادئها، وهو طريق المجاملات القاتل لكل الكفاءات.
أرجو أن يكون توجيه الرئيس للحكومة والشعب طريقا لفتح أبواب الأمل أمام أبناء مصر من الكفاءات القادرة على رفعة شأنها، وكفانا مجاملات، أرهقت الدولة!.
دعاء: وقل رب اغفر وارحم وأنت خير الراحمين.

 

 

 

 
 

احمد جلال

محمد البهنساوي