شد وجذب

الممر المصرى.. والممرات السورية

وليد عبدالعزيز
وليد عبدالعزيز

الصورة لا تكذب.. والتاريخ يوثق الحقائق.. منذ أيّام قليلة تصادف عرض فيلم الممر الذى يحكى قصصا لأبطال جيش مصر فى الوقت الذى كانت تعرض فيه شاشات التليفزيون صورا لممرات سورية بحماية دولية للسماح للأطفال والنساء بل والجنود للعبور فى ممرات آمنة بعد أن قام مجرم الحرب أردوغان وجيشه باحتلال أجزاء من سوريا العربية وتهجير أهلها بحجة إقامة منطقة عازلة لحماية حدوده.. الفارق كبير ويجعلنا نتوقف مع أنفسنا لنعرف حقيقة وقيمة وقامة الجيش المصرى العظيم الذى رفض الهزيمة والانكسار بعد نكسة يونيو ٦٧ وقرر أن يقف من جديد على قدميه معتمدا على الإمكانيات المتاحة فى ذلك الوقت ويدخل فى معارك يومية مع العدو حتى جاء يوم النصر العظيم فى أكتوبر ٧٣ لتستعيد مصر والأمة العربية كرامتها وتسترد الأرض وتلقن العدو درسا سيظل محفورا فى ذاكرة التاريخ.. الذى يحدث فى سوريا والذى وصل بها إلى هذه المرحلة بعد أن كانت تمتلك جيشا من أقوى جيوش المنطقة هو نتيجة طبيعية لشعب انقسم على نفسه واستجاب لأفكار الأعداء فتحول البلد الجميل فى يوم وليلة إلى دولة ضعيفة ومفككة ومقسمة وهجر أهلها الديار كلاجئين بعد أن ضعف جيشها واقتسمت خيراتها دول العالم الكبرى.. وحدة الشعوب فقط هى من تحافظ على بقاء الدول.. وقوة الجيوش تحفظ البلاد والعباد من المطامع والانهيار والتقسيم.. أعتقد أن المؤامرة على الدول العربية وتحديدا على مصر مازالت وستظل قائمة لأننا بفضل الله الدولة الوحيدة بالمنطقة التى خرجت من الموجة الأولى لإشاعة الفوضى بأقل الخسائر نتيجة لوعى الشعب وبطولات وتضحيات الجيش الوطنى العظيم والشرطة المدنية.. من يريد أن يعرف الفرق عليه أن يشاهد الممر المصرى والممرات السورية.. دعونا نواجه الشائعات بالمزيد من الترابط والتلاحم وألا نسمح لأعداء الوطن بإحداث الوقيعة فيما بيننا لأن الجميع يعرف أن بلد الـ ١٠٠ مليون لا تنهزم أبدا من أعداء الخارج والتاريخ يشهد على ذلك منذ آلاف السنين.. الحالة الوحيدة التى قد يتوافر فيها ممرات مثل الممر المصرى للأشقاء فى سوريا وليبيا والعراق هى أن يتحد الشعب من جديد ويقف صفا واحدا لاستعادة البلاد الممزقة وإلا ستستمر الممرات الآمنة وتبقى حياة الشعوب مرتبطة بمدى التقارب والتباعد بين الروس والأمريكان.. تحية لأبطال الممر المصرى الحقيقيين.. ولا عزاء للشعوب العربية التى تسببت فى صناعة ممرات الاحتلال فى بلادها نتيجة للانسياق وراء الأفكار المتطرفة الهدامة.. وليذهب أردوغان وأمثاله إلى مزبلة التاريخ.. وتحيا مصر.

 

 

 

 
 

احمد جلال

محمد البهنساوي