ملف خاص| نقلة حضارية وخدمية بالمحافظات من أجل المواطن «صور»

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


مشروعات عديدة وأمنيات كثيرة كانت بعيدة المنال الا أنه في السنوات الخمس الماضية تبدل الحال بعد التوجهات المستمرة من القيادة السياسية بتحريك المياه الراكدة وإنهاء المشروعات المتوقفة وإقامة مشروعات جديدة حتى يشعر أهالى المحافظات المختلفة بالخدمات التى تقدمها الحكومة من أجل راحة المواطن.


«بحرى والصعيد» تجولت فى عدد من المحافظات ورصدت على أرض الواقع استكمال العديد من المشروعات المتوقفة والاستفادة من أملاك الدولة وتحويلها الى مشروعات خدمية على أعلى مستوى.


الشرقية ..  الكبارى الجديدة طوق النجاة من الاختناقات المرورية

طفرة كبرى شهدتها محافظة الشرقية فى مختلف القطاعات الخدمية لعل أبرزها الطرق والمحاور المرورية التى أسهمت فى تحقيق سيولة مرورية وسط فرحة من الشراقوة بها وعلى الأخص كوبرى شرويدة العلوى بمدينة الزقازيق الذى سيتم افتتاحه خلال الايام القليلة القادمة أخيرا وبعد انتظار دام أكثر من ٣٦ شهرا لتنتهى معاناة الشراقوة من الاختناقات المرورية.
ويقول المحافظ الدكتور ممدوح غراب تعانى المحافظة بصفة عامة ومدينة الزقازيق بصفة خاصة من الاختناقات المرورية وتكدس السيارات بسبب زيادة السكان وعدد المركبات بصورة كبيرة لا تتناسب مع مساحة المحافظة,

وتفاقمت تلك المشكلة بمداخل مدينة الزقازيق خاصة عند منطقة شرويدة لوجود مزلقانى ميت غمر وشرويدة وتكدس السيارات فى طوابير كبيرة فى انتظار فتحهما بعد مرور القطارات.


هذا علاوة على مرور جميع انواع المركبات من نقل ثقيل وملاكى وأجرة والميكروباص القادمة من وإلى محافظات مدن القناة والدقهلية إلى طنطا والاسكندرية والقاهرة.


ولذلك كان لابد من التفكير فى حل جذرى حيث تقرر إنشاء كوبرى علوى فى تلك المنطقة ليساهم فى فتح محاور مرورية جديدة ويمنع تكدس السيارات على المزلقانين ويوفر الجهد والوقت والوقود ويقلل من الانبعاثات الملوثة للبيئة وقد تم وضع حجر الاساس لكوبري شرويدة العلوى فى ٦ مارس عام ٢٠١٦ ليتم تنفيذه على مرحلتين المرحلة الاولى تتضمن انشاء الكوبرى العلوى بطول ١٢٠٠ متر بتكلفة ١٧٧ مليون جنيه وان يكون ذا اتجاهين منفصلين احدهما من الجامعة للاحرار والثانى فى الاتجاه المعاكس على ان يضم كل محور حارتين والمرحلة الثانية تتضمن انشاء منزل ومطلع بطول ٣٠٠ متر بتكلفة ١٣٠ مليون جنيها لتسهيل المرور للقادم من وإلى مدينة منيا القمح والقاهرة وتطوير المزلقانين وتزويدهما بالبوابات الالكترونية ورصف الطريق السطحى أسفل الكوبري وتشجيره وتجميله.


وسارت الاعمال ببطء شديد بسبب ارتفاع الاسعار وتقاعس الشركة المنفذة وعدم التزامها بالبرنامج الزمنى المحدد ولم تجد المحافظة امامها سوى سحب الاعمال منها واتخاذ الاجراءات القانونية ضدها واسنادها لشركة مقاولات اخرى وتكليف الهيئة العامة للطرق والكبارى للاشراف على تنفيذ باقى الاعمال فى الكوبرى.. ويقول اللواء السعيد عبد المعطى الخبير الوطنى للتنمية المحلية ومستشار المحافظ للمشروعات انه تم الانتهاء من المرحلة الاولى من مشروع كوبرى شرويدة العلوى ورصف ارضياته وتخطيطها وطلائها وتزويدها بالعلامات الارشادية والتحذيرية واصبح هذا الكوبرى يمثل نقلة حضارية نوعية بمدينة الزقازيق.. واشار إلى ان المرحلة الثانية للكوبرى ستنتهى خلال ٦٠ يوما وأضاف ان كوبرى من الشرايين الحيوية التى ساهمت فى حل مشكلة تقاطع الطرق السطحية مع مزلقانات السكة الحديد وخفض الكثافة المرورية والحوادث الناتجة عن عبور المزلقانين.
واشار إلى انه تم تعديل كافة المحاور المرورية بالطرق السطحية اسفل الكوبرى.
ويقول سرور على سائق إن الكوبرى يعد بمثابة طوق النجاة من رحلة العذاب التى كنا نعيشها ذهابا وايابا حيث كنا ننتظر فترات زمنية طويلة بالمنطقة المحيطةبمزلقانى السكة الحديد لحين فتحهما والسماح لنا بالمرور وفك الاشتباك بين السيارات التى تتسابق وتتزاحم لعبور المزلقان وتوجه بالشكر للرئيس عبدالفتاح السيسى الذي أعطى اشاره البدء لتطوير منظومة الكبارى والطرق وهذا يعكس حرصه على رفع المعاناة على المواطنين وتوفير جهدهم ووقتهم.
ويقول إيهاب محمد أحمد من سكان الزقازيق لقد عشنا سنوات طويلة نحلم بإنشاء كوبرى شرويدة العلوي لحل مشكلة الاختناقات المرورية  بالمنطقة المحيطة به التى كانت تشهد مشاحنات ومشاجرات بين العديد من قائدى السيارات حتى تحقق الحلم بعد أن تولى الرئيس عبد الفتاح السيسى رئاسة الدوله الذى أعطي أهمية خاصة للخدمات الجماهيرية ورفع المعاناة عن المواطنين .
دمياط ..  طرق وشوارع بمواصفات عالمية
ظلت العديد من الطرق الرئيسية والشوارع التجارية الهامة بمحافظة دمياط لعدة سنوات خارج اهتمام المسئولين رغم تهالكها وتعدد الشكاوى منها لوقوع العديد من الحوادث وحصد ارواح الابرياء واتلاف السيارات واعاقة حركة مرور السيارات والمواطنين ومن ابرز هذه الطرق طريق الميناء كفر البطيخ بسبب تهالك الطبقة الاسفلتية الخاصة به للضغط الدائم عليه من مرور سيارات النقل الثقيل المتجهة من والى ميناء دمياط ولم يختلف الحال بالنسبة لطريق دمياط عزبة البرج الذى لم يتم تطويره منذ ما يقرب من 20 عاماً وكذلك عدد من الشوارع التجارية المهمة بمدينة دمياط منها التجارى والشرباصى وسوق الخضار وعندما تسلم الرئيس عبد الفتاح السيسى قيادة البلاد أمر بضرورة تطوير وتأهيل الطرق… وبالتنسيق بين محافظة دمياط ووزارة النقل نفذت الدولة عملية تطوير طريق الميناء وعزبة البرج بعدما تم توفير اعتمادات مالية لرصف الشوارع والطرق الداخلية بالبلاطات الخرسانية وقامت مديرية الطرق بدمياط بتنفيذ عمليات الرصف اللازمة.


كان طريق الميناء كفر البطيخ محل شكاوى دائمة من مستخدمى الطريق كما ان سوء حالته تؤثر سلبا على العملية السياحية نظرا لأنه احد الطرق المؤدية لمصيف راس البر وايضا مدينة مدينة دمياط الجديدة ويستخدمه العديد من المصطافين القادمين من المحافظات والمتجهين لرأس البر وشهد هذا الطريق وقوع العديد من الحوادث نتيجة لسوء حالته وظلامه بالاضافة الى انه كان يمثل عبئا مادىا لارتفاع تكلفة اعادة رصفه خلال فترات متقاربة وبعد العديد من الدراسات تأكد انه لابد من رصفه بالخرسانة وبسمك 30 سم لأول مرة فى مصر بهذه السمك وقامت المحافظة بالتنسيق مع وزارة النقل وبالفعل اصدر مجلس الوزراء قراراً برصفه بالخرسانة  بتكنولوجيا ألمانية متطورة يتم استخدامها لأول مرة حيث يتم رصف الطريق بطول 6 كيلو مترا بسمك 30 سم لتحمل عبء المرور على الطريق والأحمال الزائدة بفعل الشاحنات والقاطرات المارة من وإلى ميناء دمياط بحارة 9 أمتار وانشاء جزيرة وسطى حضارية وانشاء اعمدة انارة بها لاضاءة الطريق بتكلفة 65 مليون جنيه .. أما طريق دمياط عزبة البرج بطول 8 كيلو مترات وهو الطريق الرئيسى الذى يربط دمياط بعدد من القرى منها الخياطة والشيخ ضرغام وكفر حميدو حتى عزبة البرج ظل لاكثر من 20 عاما بدون تطوير حتى تهالك تماما وكان السير عليه يسبب معاناة كبيرة للمواطنين والسائقين حتى وصل الامر لتنظيم السائقين وقفات احتجاجية اعتراضا على سوء حالة الطريق وانه يسبب خسائر كبيرة فى السيارات فى حين لجأ اصحاب السيارات الملاكى والخاصة من ابناء المدينة لاتخاذ طريق دمياط رأس البر بديلا ويقومون بايقاف السيارات برأس البر والذهاب لمدينة عزبة البرج عبر المعديات وعلى الفور قام محافظ دمياط بالتنسيق مع وزارة النقل وهيئة الطرق لادراجه فى خط الرصف وبالفعل تم رصفه وتحسن الحال كثيرا لتخفيف المعاناه عن المواطنين والسائقين وتم تنفيذه بتكلفة 12 مليون جنيه.. وأما بالنسبة للشوارع التجارية الهامة تأتى شوارع التجارى والشرباصى كاحد ابرز الشوارع التى تضم محلات تجارية متنوعة وكانت تشهد تهالكا كبيرا بالرصف ويتسبب ذلك فى معاناة المواطنين خصوصا .فى فصل الشتاء حيث كانت تتحول هذه الشوارع لبرك مياه تعوق حركة السير ولم يختلف الحال داخل شارع سوق الخضار الشارع الاشهر لبيع الخضروات واللحوم وكذلك شارع العطارين التى ظلت لاكثر من 20 عاما دون تطوير وعلى الفور قام الدكتور اسماعيل طه محافظ دمياط بتوفير اعتمادات مالية تجاوزت الـ 3 ملايين جنيه لرصف هذه الشوارع وتفرعاتها كما تم مراعاة الشكل الجمالى فى الرصف لشارع التجارى حيث تم رصفه بالبلاطات الخرسانية الملونة.
< محمد قورة

الغربية ..  مجمع مواقف بالمدينة العمالية

تمكنت محافظة الغربية فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى من تحويل مقلب القمامة والذى كان ملاصقا لمستشفيات «الصدر - الحميات - مركز الكبد»بالمحلة الى مجمع للمواقف بالمدينة العمالية فى فترة وجيزة وبتكلفة تعدت الـ30 مليون جنيه.. بعدما نجحت اجهزة المحافظة فى تحويل مشكلة مقلب القمامة والذى كان يتصاعد منه الدخان ويؤدى الى انتشار الامراض ويتسبب في شكاوى من المرضى فى المستشفيات المجاورة والمواطنين والسكان فى المنطقة إلى شيء ايجابى بعد ان تم تحويله الى مجمع حضارى لنقل الركاب لداخل المحلة وخارجها ونجحت فى انتهاء الشكاوى وحماية البيئة والحفاظ على المظهر الحضارى وحل مشكلة المواقف العشوائية وتنظيم المرور مما جعل المواطن فى المحلة يشعر بتحرك الدولة والاجهزة التنفيذية فى المحافظة لتحقيق راحته وحماية صحته.
ومن جانبهم عبر المواطنون فى مدينة المحلة عن سعادتهم بتحويل مقلب القمامة الى مجمع مواقف والاهتمام بالمظهر الحضارى للمدينة العمالية يقول مسعود عبدالرحمن - احد سكان المنطقة - إن الاوبئة وتصاعد الدخان المستمر ليل نهار كان يؤرق السكان الموجودين وكانت الامراض منتشرة بين افراد الاسرة بصفة مستمرة وكان نقل المقلب وتحويله إلى شيء ينتفع به احد اهم المطالب الرئيسية للسكان واستجاب المسئولون لنا وتم بالفعل نقل مقلب القمامة وتحويله الى مجمع مواقف فى شكل حضارى يسعد سكان المنطقة خاصة والمحلاوية بصفة عامة.. ويقول محمود نجيب سائق ان الموقف الجديد بالاضافة الى انه يمثل شكلا حضارىا راقيا للمدينة وحل المشاكل البيئية التى كان يعانى منها المواطنون الا انه ايضا حل المشاكل التى كان يعانى منها سائقو السرفيس والميكروباص حيث وفر اماكن لهم ونظم عملهم ودخولهم الى المدينة كما انه سهل على المواطنين طرق تنقلهم الى وجهاتهم حيث حدد لهم مكانا واحدا لكل المواقف وهو ما كان له اثر ايجابى على الجميع.
< فوزى دهب وأحمد أبورية

المنيا ..  كورنيش على النيل ومحور يربط الشرق بالغرب
ظلت محافظة المنيا لسنوات طويلة مهملة فى العهود السابقة حتى خمس سنوات فقط عادت الحياة تدب فيها من جديد بعد البدء فى المشروعات القومية العملاقة التى بدأ اولى خطواتها الرئيس عبد الفتاح السيسى عقب توليه قيادة البلاد لتتحول حياة المهمشين والمعدمين الى حياة كريمة ونقلهم من العشش الى احياء راقية بها كافة الخدمات الادمية ليس ذلك فحسب بل امتدت يد التنمية والعمران الى كل ارجاء المحافظة فشملت المدينة النسيجية ومحور سمالوط والمتحف الاتونى ومحطات الصرف الصحى وكورنيش النيل منها ما تم الانتهاء منه ومنها ما اقترب على الانتهاء لتجنى المحافظة وابناؤها ثمار التنمية على مدار سنوات قليلة هى مدة تولى الرئيس السيسى رئاسة الجمهورية..  وتعد محافظة المنيا والتى يطلق عليها اهالى المحافظة «عروس الصعيد» من المحافظات التى تشهد حاليا طفرة من المشروعات العملاقة والقومية بعد سنوات من الاهمال،  فقد تم تنفيذ عدد من المشروعات فى مختلف المجالات منها «الطرق والكبارى والسكة الحديد والخدمات الطبية والإسكان وغيرها التى تهدف للارتقاء بمستوى التنمية وتحسين الخدمات المقدمة للمواطنين.. ويعد المتحف الاتونى احد اهم الانجازات التى سوف تساهم بوضع محافظة المنيا على الخريطة السياحية بشكل اكبر حيث ان تنفيذ المتحف الآتونى بدأ فى عام 2003،  على مساحة إجمالية تبلغ 25 فداناً بطول 600 م على كورنيش النيل وقد توقف العمل بمشروع المتحف مع قيام ثورة 25 يناير،  لعدم توافر الاعتمادات المالية اللازمة لإتمامه،  ولكن بدأت أعمال الإنشاء مرة أخرى فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى،  وذلك لإتمام المرحلة الثالثة.
ويعد محور سمالوط احد اهم المشروعات العملاقة التى تجرى على ارض محافظة المنيا ويعد نقلة اقتصادية هامة استكمالاً لخطة وزارة النقل لتحقيق ربط شبكة طرق الجمهورية شرق وغرب النيل بعدد من المحاور العرضية على النيل.
ويقول اللواء قاسم حسين محافظ المنيا ان محور سمالوط الحر بطول 24 كم وعرض 21م،  وتكلفة إجمالية 1.5 مليار جنيه؛ يربط الطريق الصحراوى الشرقى «القاهرة - أسوان» حتى الطريق الصحراوى الغربى «القاهرة- أسوان»،  والطريق الزراعى «القاهرة - أسوان « عند مدينة سمالوط بالمنيا،  بحيث يكون محوراً حراً.
وأشار إلى أنه من المخطط الانتهاء من هذا المشروع فى 30 يونيو 2020،  ويتم تكثيف الأعمال للانتهاء منه فى نهاية ديسمبر 2019.
أما كورنيش النيل فهو احد المشروعات التى تجرى على ارض المحافظة لخدمة ابناء المحافظة خاصة انه يعد متنفسا لابناء المنيا وقد تم الانتهاء من مرحلته الاولى والثانية وجار العمل بالمرحلة الثالثة.

بورسعيد ..  اختفاء العشش وعودة الجمال الأوروبى

ما بين صورتين الأولى مشوهة لمدينة ضاعت معالمها وتحولت الى بؤرة عشوائية وصورة اخرى استردت فيها المدينة مؤخرا جمالها الاوروبى واختفت العشش وتحولت لأبراج سكنية فبورسعيد اصبحت اول محافظة مصرية خالية من العشوائيات بقرار من الرئيس عبد الفتاح السيسي.
ويقول اللواء عادل الغضبان محافظ بورسعيد إن قصة العشوائيات ببورسعيد تجسد ملحمة كانت بدايتها مأساوية وكابوسا لا يعرف احد نهاية لها ولكن مشهد الختام جاء على أفضل ما يكون بقرار رائع ومتابعة دؤوبة من الرئيس عبد الفتاح السيسى لتصبح بورسعيد المحافظة الحضرية الأولى فى مصر وهى خالية من العشوائيات بعد أن شهدت قصة كفاح ما بين البداية والنهاية.
وقد بدأت مأساة العشوائيات مع اعلان بورسعيد منطقة حرة عام ١٩٧٦ وتعرضت بعدها لعمليات نزوح من سكان المحافظات المجاورة ومن أنحاء الجمهورية للعمل فى المنطقة الحرة وكانت المدينة وقتها مازالت تعانى من آثار الحرب بعد انتصار اكتوبر وتحتاج اعادة بناء جميع المرافق بها من مياه وكهرباء ووحدات سكنية ومن هنا بدء الانتشار السرطانى للعشش فى كل أحياء المدينة حتى الراقية منها فى الشوارع والميادين وفوق أسطح المنازل حتى ضاعت معالم بورسعيد واختفت وراء تلك الصورة المشوهة واسلوب حياة غير ادمى بلا صرف صحى او مياه وكهرباء والحياة وسط الحيوانات الضالة وانتشرت الفئران وقتها بشكل لم يحدث فى تاريخ بورسعيد بعد ان وصل عدد العشش الى أكثر من ٥٠ ألف عشة وقد بدأت حملة مواجهة المشكلة فى منتصف ثمانينيات القرن الماضى ولكنها كانت حلولا جزئية وغير شاملة كما شابت عمليات تخصيص الوحدات السكنية لقاطنى الشقق وقتها الكثير من السلبيات وتوزيعها على غير المستحقين كما تكرر حصول الشخص على اكثر من مسكن بطرق ملتوية مما اخر تحقيق تقدم ملموس نحو القضاء على هذه المشكلة تماما وظلت المشكلة قائمة حتى السنوات الخمس الماضية بوجود ما يقرب من ١٠ آلاف عشة من أشهرها عزبة ابو عوف وعشش القابوطى وغيرها وكانت زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى للمحافظة فى عام ٢٠١٦ هى الحاسمة فى وضع نهاية لهذه المشكلة وكان القرار الرئاسى بالقضاء على وجود العشش تماما من بورسعيد وتسكين المستحقين واستبعاد المندسين وسط تجمعات العشش للحصول على مساكن لا يستحقونها وتم احكام الحصر بشكل دقيق للغاية للمستحقين وازالة المناطق العشوائية تباعا حتى تم مع بداية العام الحالى تنفيذ وعد الرئيس لابناء المحافظة واعلان بورسعيد اول محافظة مصرية خالية من العشوائيات وتحولت تجمعات العشش إلى أبراج سكنية على أعلى مستوى من البناء والتشطيب وبعض المناطق تحولت من بؤر عشوائية الى مناطق إسكان متميز داخل مجمع ترفيهى سياحى مثل عزبة ابو عوف لتتخلص بورسعيد من أسوأ كابوس عاشته على مدار أكثر من ٤٠ عاما وتسترد رونقها وجمالها الأوروبى المعروف عنها.
ويقول أحمد أبو العينين احد الذين عانوا ويلات الحياة مع أسرته داخل عشة لعدة سنوات حتى انتقل الى مسكن ادمى أنقذ حياة أسرته من مشكلات كلفتهم الكثير ويقول أحمد: لا يعرف أحد نعمة الاستقرار داخل مسكن آدمى إلا من عاش حياة الضياع بالسكن فى عشة بالشارع.
 

شمال سيناء ..  طفرة في الزراعة والتعليم

تمثل سيناء لمصر خصوصية كبرى، فما تحقق من إنجازات على ارض سيناء يمثل نقلة نوعية غيرت وجه الحياة ووفرت الخدمات للمواطنين دون وجود اى معاناة مقارنة بالماضى وتغير الحال وأصبحت تتمتع بمزيد من مشروعات البنية الأساسية والمرافق وكذلك البنية الداعمة للاستثمار.
ففى البداية يتذكر المهندس مدحت فايق 55 عاما من العريش  عدم وجود طرق كافية أمام المواطنين وكان يمثل عقبة أمام المزارعين حيث لم يكن هناك سوى ١٠٠٠ فدان تقريبا مزروعة فى سيناء بالأشجار والخضراوات، ولكن الآن فى عهد الرئيس عبد الفتاح السيسى تغير الوضع بعد توصيل الطرق إلى الأراضى التى تم استصلاحها، وزادت معها المساحات الزراعية إلى أن بلغت نحو ٢٠٠ ألف فدان، وقد تميزت المحافظة بإنتاجها الوفير والمتنوع، هذا إلى جانب سهولة التنقل عند السفر سواء داخل المحافظة او خارجها بعد أن بلغ أطوال الطرق نحو ٦ آلاف كيلو متر.              


وأشار عصام التلوانى 45 عاما من العريش،إلى أن المحافظة لم يكن بها سوى عدد قليل من مراكز الشباب فى المدن الرئيسية وكان النشاط الرياضى محدوداً للغاية ولا وجود لأى مشاركات فى البطولات الرياضية او ممارسة الأنشطة، لكن أصبح هناك أكثر من ٦٥ مركز شباب و١٢ نادىا رياضىا والتى فتحت أمام الشباب باب المشاركة الفعالة فى مختلف البطولات الرياضية التى تنظمها وزارة الشباب فى مختلف اللعبات، هذا إلى جانب إنشاء أول صالة رياضية على مساحة ٢٠٠٠ فدان لاستضافة البطولات خاصة فى ألعاب القوى والتنس والطأئرة.
ولفت الحاج عبد الكريم عبد الحميد 72عاما من العريش.. الى ان الكهرباء كانت تسبب مشكلة لدى أبناء وسط سيناء خاصة في القرى، إلى أن نفذت المحافظة خطوط الجهد المتوسط، حيث تم توصيل التيار الكهربائى الى نحو ٢٢ قرية بقرى وتجمعات مركزى الحسنة ونخل، وهى تعد إنجازات كبيرة ساعدت فى عمليات التوطين للسكان المحليين لتوفير سبل الحياة أمامهم كغيرهم فى مختلف قرى المحافظة.


ولان الزراعات تمثل مستقبل الحياة في سيناء يقول المهندس ناصر حمدى الشو بجى،ان الزراعة فى سيناء كانت تعتمد على رى الآبار والتى كان عددها لا يتجاوز ١٠٠ بئر، لزراعة مساحات محدودة فى مختلف مناطق المحافظة، وكان إنتاجها يكفى استهلاك أبناء المحافظة ولكن بجهود الدولة فى إقامة مشروعات البنية الأساسية، وقد ساعد ذلك المواطنين للتوسع فى الزراعات وإنتاج محاصيل زراعية متميزة، هذا الى جانب قيام الدولة بحفر اكثر من ٢٣٠٠ بئر سطحىة و١٤٦ بئرا عميقا إلى جانب إنشاء مشروع ترعة السلام وتوصيل المياه إلى سيناء لزراعة نحو ٤٠٠ ألف فدان، حيث يتسابق المواطنون فى إضافة مساحات زراعية ستجعل من سيناء سلة الغذاء لمصر كلها.
ويؤكد سليمان العياط 60 عاما من بئر العبد، ان التعليم انتشر فى قرى وتجمعات سيناء فبعد ان كان عدد المدارس ينحصر فى مدينة العريش بإجمالى 12 مدرسة الا أن الانجاز الذى تحقق فى قطاع التعليم يفوق الوصف بعد ان تم إنشاء ٥٣٢ مدرسة فى مختلف المراحل التعليمية تستوعب نحو ٩٦ ألف طالب وطالبة، وهذا أدى الى الاهتمام بتعليم الفتيات واستكمال تعليمهن بعد ان كانت نسبة كبيرة من التسرب من التعليم تقع بين الفتيات الى جانب المعاهد الأزهرية حيت لم يكن هناك تعليم ازهرى فى سيناء.