طرق الدعم النفسي لمريضة «سرطان الثدي» .. تعرف عليها

صورة
صورة

يعتبر «سرطان الثدي» أحد أخطر الأمراض التي تظهر بشكل مكثف في عصرنا الحالي ويهدد المرأة بنسبة كبيرة وبمناسبة أن شهر أكتوبر يمثل شهر التوعية لهذا المرض فما هو الدعم النفسي لمريضة سرطان الثدي؟

قال د.عاصم عبد المجيد حجازي مدرس علم النفس التربوي كلية الدراسات العليا للتربية جامعة القاهرة، إن المرض ابتلاء من الله سبحانه وتعالي لخلقه وحينما يتعلق الأمر بمرض من الأمراض الخبيثة كالسرطان مثلا فإن الحالة النفسية للمريض تكون في أسوء حالاتها لاسيما إذا كان المريض أنثي تعاني من سرطان الثدي 

وأضاف أنه تكمن الخطورة هنا في أن إصابتها بهذا المرض الخبيث في هذه المنطقة بالذات لا يهدد فقط صحتها وإنما يهدد أيضا صورتها كأنثى، إذا كان الأمر يتطلب استئصال الثدي مثلا ناهيك عن المشكلات المرتبطة بتناول العلاج الكيماوي وما يصحبه من ضعف الشعر وتساقطه، كل هذه العوامل مجتمعة إذا لم تكن الأنثى على قدر كبير من الإيمان بالله والثقة فيه  سبحانه وتعالى والأمل والتفاؤل يمكن أن تؤدي إلى أزمات نفسية خطيرة والتي بدورها تؤثر على الحالة الصحية فتزداد سوءا. 

وذكر عاصم، أنه من المهم الإشارة إلى مجموعة من النقاط ينبغي على السيدة أن تلتزم بها في حال اكتشفت إصابتها بهذا المرض لمساعدة نفسها على الشفاء وتجاوز الأزمة والتعايش مع مرضها حتى يمن الله عليها بالشفاء ومنها التسليم التام بقضاء الله وقدره وحكمته في تصريف أمور خلقه وتقبل الأمر مع اليقين التام بأن الله هو الشافي وهو القادر على تبديل الأحوال، فالجانب الإيماني والروحي بالغ الأهمية في هذا الأمر.

وتابع: أنه الأخذ بالأسباب ومتابعة الأمر مع الأطباء متسلحة بالأمل والتفاؤل والتسليم لقضاء الله والأخذ في الاعتبار بعض المعلومات الطبية الهامة المتعلقة بإمكانية التغلب  طبيا على بعض المشكلات المتعلقة بصورة الجسم بعد استئصال الثدي أو سقوط الشعر حيث إن ذلك يمكن معالجة آثاره طبيا عن طريق عمليات التجميل, هذا إذا تطور الأمر إلى استئصال الثدي لكن هذا النوع من المرض من أكثر الأنواع قابلية للشفاء من بين أنواع السرطان الأخرى.

ونصح بأنه أن تتذكر أنها بالإضافة إلى كونها زوجة فهي أم أو ابنة فأدوارها متعددة وليس لها دور واحد وتلك الأدوار لا يهم فيها على الإطلاق صورة الجسم، وبالنسبة إلى دورها كزوجة فإن المسؤولية ملقاة على عاتق الزوج في الوقوف بجانب زوجته وتقديم الدعم العاطفي قبل المادي لها إلى أبعد الحدود، فتعديل البنية المعرفية وإعادة تشكيلها أمر بالغ الأهمية مع مريضة سرطان الثدي.

وأضاف عاصم، أنه من المهم الاندماج مع السيدات اللاتي يعانين من نفس المرض لأن ذلك من شأنه التخفيف عن المريضة والتقليل من شعورها بالاغتراب والعزلة، كما يجب الحرص على شغل أوقات الفراغ بأي عمل مفيد، والاندماج في الحياة الاجتماعية لأن العزلة تؤدي إلى كثرة التفكير والذي قد يؤدي إلى الشعور بالاكتئاب وتدهور الحالة النفسية، والاندماج في بعض الأعمال الخيرية حيث يساعد ذلك على التحول من التركيز على الصورة الجسمية باعتبارها مصدر الاهتمام الوحيد إلى الصور الأخلاقية والمرتبطة بالطبع والمعاملات وهي صفات لا تتأثر بالمرض ومن ثم تشعر بقيمتها وفائدتها في الحياة وهو ما يساعد على تحسين الحالة النفسية.

 

وأشار إلى أن هناك دور على الأسرة والمحيطين بالغ الأهمية في تقديم الدعم النفسي للمريضة يتمثل في: تقديم الدعم والمعونة في حال استدعى الأمر ذلك لأن المريض عموما ومريضة سرطان الثدي خصوصا تحتاج إلى الدعم مهما بلغت قوة شخصيتها واستقلالها إلا أنها فور اكتشاف المرض تشعر بالضعف وبرغبتها في الاتكاء على من حولها وأولهم الزوج إذا كانت متزوجة ثم الأم والأخوات ثم الصديقات وهكذا، وعدم المبالغة في إظهار الاهتمام بالمرض بل يجب التعامل مع الأمر على أنه شيء عادي يمكن تجاوزه وعدم التركيز عليه بالكلام أو النظرات أو إظهار الشفقة والعطف، ومحاولة جذب انتباه المريضة إلى قضايا ومسائل أخرى للنقاش بعيدة عن المرض والتفكير فيه.

ونصح بالحرص على عدم توجيه أي نقد أو أسئلة تتعلق بالمظهر والشكل عن طريق التلميح أو التصريح، مراعاة حالتها النفسية والتي قد تميل إلى العزلة أحيان وأحيانا أخرى قد تبدو عدائية، وليس لديها رغبة في الحديث وهنا يجب أن يعي المحيطون ذلك ويوفروا لها الأجواء الملائمة التي تساعدها على الخروج من أزمتها النفسية.