بسم الله

نوايا إيرانية خبيثة -1

د. محمد حسن البنا
د. محمد حسن البنا

المصريون يعشقون المملكة العربية السعودية ، ليس فقط لأنها وقفت معنا فى المحن والأزمات والكوارث ، فقد يكون هذا ردا لما قامت وتقوم به مصر طوال تاريخها دعما للسعودية وشعبها. إنما أيضا لأنها مقصدنا لزيارة بيت الله المبارك ومسجد نبيه صلى الله عليه وسلم ، كما أن بيننا نسبا وصهرا ، ودما سال على رمال سيناء ، دفاعا عن الأرض والعرض والشرف ، وهو ما تم أيضا فى حفر الباطن بالمملكة دفاعا عن أرضها من غزوة صدام حسين ، التى استهدفت الكويت والسعودية ودول الخليج. ولهذا دائما ما نسمع الرئيس عبد الفتاح السيسى يؤكد بأن أمن الخليج خط أحمر ، لانه أمن قومى لمصر.
صحيح أن السياسات والتوجهات تختلف من حقبة لأخرى ، فهذه طبيعة السياسة ، وطبيعة اختلاف الحكام ، لكن لا ينكر أحد خوف مصر على أمن السعودية واستقرارها ، وكذلك هَبَّة السعودية لدعم استقرار مصر. من هنا يأتى الدعم المصرى الكامل لما تتعرض له السعودية من حرب إيرانية شرسة أمام صمت دولى ومنظمة دولية (الأمم المتحدة ) لم يعد لها من تأثير حتى أن اسمها أصبح على غير مسمى ، تماما مثل توءم روحها ( جامعة الدول العربية). فقد أصبحنا فى عصر القوة ، والبقاء فيه للأقوى ، وإن شئت الدقة ، البقاء فيه للبلطجى.
ودور البلطجى الذى تقوم به إيران لإرهاب دول منطقة الخليج يتم تحت سمع وبصر الدول الكبرى ، التى تسعى لابتزاز أموال الخليج ، وتخويفها من عدو إيرانى ، تم تحت أعينها تمكينه من اليمن والعراق وسوريا ولبنان ، والإمارات وقطر ، ونجح فى تحييد عمان كالعادة. وفى نفس الوقت تفتح إسرائيل أبوابها للتطبيع مع دول الخليج ، وعقد إتفاقات تخدم مصالحها ، كما حدث مع السلطان قابوس وتميم والدور الآن على باقى دول الخليج.
هذا الوضع المعقد والمتشابك ، يتم تحت أعين أمريكا وروسيا والدول الغربية. وربما يكون ضرب نفط السعودية حلقة فى ذلك السيناريو الذى لم يفهمه بعد حكام الخليج. وغدا نواصل بإذن الله.
دعاء:ربى لا أسألك رد القضاء ، بل أسألك اللطف فيه.