بسم الله

العمل الأهلى «2»

د. محمد حسن البنا
د. محمد حسن البنا

أفهم أن العمل التطوعى أو الأهلى لا يستهدف إلا خدمة المجتمع والناس ، ولا يسعى إلى الربح ، ولا يكتسب من ورائه أحد من القائمين عليه ، لكننا أمام فوضى هذا النشاط المدنى ظهرت لنا ديناصورات فساد ، تبيع الوطن لمن يدفع ، وللأسف كان على رأس هذا العمل جمعيات تدعى الدفاع عن حقوق الإنسان ، ولو تم فحص ذمم القائمين عليها لاكتشفنا فسادا للأذقان وليس للركب فقط ، وقد استغلت أجهزة مخابرات عالمية ودول هذا الضعف البشرى للدولار والريال والدينار للحصول على المعلومات التى تبحث عنها هذه الجمعيات المنتسبة زورا للعمل الأهلى ، وتقدمها لهذه الجهات المعادية لمصر ، ليس هذا فقط ، بل وتعمل على تقليب فئات وطوائف المجتمع على بعضها البعض ، وهز ثقتها بالنظام.
لهذا كان لابد من صدور قانون ينظم العمل الأهلى ، ويعالج أخطاء الماضي، ويصحح مسار العلاقة بين الدولة والمجتمع، ويحقق تنامى الوعى المجتمعى عبر تفعيل مقومات قواه المجتمعية ومنظماته، كما يقول البحث القيم للدكتور أيمن عبد الوهاب. صحيح لأن هناك نماذج جيدة وقوية، لاسيما فى إطار المبادرات المجتمعية الداعمة لبعض أنماط الحقوق الاجتماعية والاقتصادية من جانب، وتفعيل بعض أطر التعاون مع الدولة تجاه بعض القضايا والخدمات الاجتماعية من جانب ثان، وتنامى بعض الأنشطة المرتبطة بالشباب ، وعملية إدماجهم داخل منظمات المجتمع المدني، أو تأسيس بعض الكيانات الداعمة لأنشطتهم ، ورؤاهم الثقافية والاجتماعية.
ولهذا أيضا كان لابد من محظورات قانونية على الجمعيات الأهلية ، تعمل بها جميع دول العالم ، ومن ذلك ممارسة الأنشطة المخالفة لأغراض الجمعيات التى تم الأخطار بها. وممارسة الأنشطة السياسية أو الحزبية أو النقابية ، أواستخدام مقرات الجمعية فى ذلك ،أوتكوين الجمعيات السرية أو السرايا أوالتشكيلات ذات الطابع السرى أو العسكرى أو شبه العسكرى أوالدعوة إلى تحبيذ أو تأييد أو تمويل العنف أو التنظيمات الإرهابية ، وممارسة أنشطة من شأنها الإخلال بالنظام العام أو الآداب العامة أو الوحدة الوطنية أو الأمن القومى.والدعوة إلى التمييز بين المواطنين أوأى نشاط يدعو إلى العنصرية أو الحض على الكراهية.
دعاء : اللهم قنى عذابك يوم تبعث عبادك