نقطة نظام

كان ناقص يحلف على المصحف

مديحة عزب
مديحة عزب

مديحة عزب

«الإسلام برىء من الفكر المنحرف».. هكذا كان يردد أحد مسئولى مؤسساتنا الدينية الكبيرة طوال مدة حديثه التليفزيونى.. بس الحقيقة كان ناقص يحلف على كده بالمصحف، فهو لم يجرؤ على الإشارة أبدا طوال حديثه لما فى كتب التراث من أكاذيب تؤسس وترسخ لقواعد وليس لقاعدة فكرية واحدة منحرفة أشد الانحراف، ولكن كل ما أكد عليه هو أن التراث الإسلامى صار لا يخص الأمة الإسلامية وحدها بقدر ما يخص الإنسانية جمعاء بما يشتمل عليه من علوم ومعارف وآداب تمثل ثقافات وحضارات الشعوب المختلفة، وقال المسئول الكبير إنه على من يتصدى لإعادة قراءة كتب التراث أن يتحلى بالتجرد والموضوعية.. ماشى يا سيدنا الشيخ.. حنتحلى بالتجرد والموضوعية وأولها أننا نقر مثلك أن الإسلام برىء تماما من الفكر المنحرف وهذه هى الحقيقة الكبرى غصبا عن أى واحد يدعى غير ذلك، والمفترض بالبديهة أن يكون القرآن الذى هو كتاب الله ولا ريب فيه، الفيصل عند الاختلاف بين البشر، وقد قال الله تعالى فيه «وما اختلفتم فيه من شئ فحكمه إلى الله».. ولكنكم مع تلك الآية الصريحة الواضحة وضوح الشمس أشركتم مع القرآن كتبا بشرية فقهية قام بتأليفها بضعة نفر كل ما خطته أيديهم يحتمل الخطأ والصواب، وجعلتم من تلك الكتب سقفا فكريا لا يجوز اختراقه بأى حال من الأحوال، وأعطيتم لها الحجة الظاهرة حتى ولو انتهت لأحكام فقهية تخالف ما جاء فى محكم التنزيل.. وبناء على ذلك استشرى الفهم الخاطئ للدين ونتجت عنه الكوارث والمذابح التى تعانى منها الشعوب، علينا أيها السادة أن نعترف أن كتب التراث التى لا يخلو منها بيت مسلم كانت هى المعين الأول لاستقاء الأحكام الفقهية فى كافة الأمور التى تواجه أى مسلم، وبالطبع كانت المصدر الرئيسى لأئمة وخطباء المساجد فى إعداد خطبهم الأسبوعية، وبالتالى كانت البداية فى خروج الفكر الداعشى من بيوتنا ومساجدنا ومعاهدنا متأثرا بما فى الكتب قبل أن يتوحش ويعود إلينا حاملا السلاح ليريق به دماءنا.. وأى كلام عن تجديد الفكر أو الخطاب الدينى لن يجدى ويظل مجرد هجص فى هجص ما لم يتم مراجعة تلك الكتب وتطهيرها وإعادة إصدارها فى طبعات حديثة خالية من كل ما يخالف القرآن الكريم لتكون قادرة بحق على إحياء الفكر الوسطى الذى لا يزيغ عن مقاصد الدين الصحيحة ويساير معطيات العصر ويعمل على تصحيح المفاهيم المغلوطة وبالذات لدى الشباب لتحصنه ضد الانحراف أو التشدد.. ألا هل بلّغت اللهم فاشهد..
آخرها.. «الشبشب»
قالت الخبيرة التربوية فى أحد البرامج الصباحية على فضائية خليجية إن إحدى الأمهات فى بلدها قد حكم عليها القاضى بالحبس شهرا مع الشغل لأنها شتمت ابنها وقالت له «يا حمار»، وذلك فى معرض حديثها عمّا ينبغى أن تكون عليه أساليب التربية الحديثة.. قلت فى نفسى: الحمد لله ما شافوناش أو بالأحرى لم يدقق رجال قضائنا فى أساليب الأم المصرية فى تربية أبنائها وبالذات على أيامنا وأيام الأجيال التى سبقتنا، وما زلت أحتفظ بقصاصة اختصر صاحبها فيها أسلحة الأم المصرية وأشهرها الكف الخماسى، وهو من الأسلحة قريبة المدى ويُستخدم فى حالات العصبية الخفيفة.. ثم القرص وهو سلاح كاتم للصوت ويستخدم فى حالة وجود ضيف.. وهناك الحزام وهو من الأسلحة المحرمة دوليا ويستخدم فى حالات العصبية الشديدة، وأخيرا «الشبشب» وهو من الأسلحة بعيدة المدى ويستخدم فى حالات هروب الهدف.. والخلاصة إن الأمهات مدارس..
ما قل ودل: قبل التفكير فى إعارة كتاب قبّل غلافه، شم رائحة أوراقه، والتقط معه صورة للذكرى لأنه لن يعود.