صور| «كعبة وطائرة وسفينة».. رسومات تُزين منازل الحجاج

رسومات تُزين جدران المنازل
رسومات تُزين جدران المنازل

رسومات الحج، فن تشكيلي يزين جدران المنازل، ويكون شاهدًا على زيارة صاحب المنزل لأداء العمرة أو فريضة الحج، خاصة في منازل قرى الصعيد، بالرغم من أن هذا الفن بات مهددًا بالاندثار بسبب "البنرات واللافتات" المصنوعة من المعدات الحديثة.

ومع انتهاء الرسومات تكون اكتملت طقوس الحج، خاصة عند البسطاء، فيبدأ أهل الحاج أو الحاجة، بالاتفاق مع رسام لتزيين المنزل، قبل عودة الحاج أو الحاجة من الحج بأيام، واستقباله بالمزمار والزغاريد.

من جانبه قال الدكتور محمود عبدالوهاب مدني، باحث أثري في الشؤون الاسلامية والقبطية، إن الرسومات على الجدران سواء كان للحج أو أي مناسبات، ترجع إلى العصر الفرعوني، فهناك رسومات على جدران المنازل ورسومات على المقابر، وكتابة وتدوين على واجهات المباني تظهر عراقة هذا الفن الموروث من الأصل الفرعوني.

وأشار مدني، إلى أن الرسومات التي تعبر عن الحج والمنقوشة على جدران المنازل، تمثل بهجة وفرحة لأصحاب المنزل والأهل والأقارب، وتكون الرسومات المنقوشة على المنزل دلالة على سفر صاحبه المدون عليه إلى الحج أو العمرة، فالرسومات تتمثل في وجود الكعبة والطائرة التي تدل على سفر الحاج بها أو السفينة التي تعبر عن استخدام الحاج لها كوسيلة مواصلات لأداء الحج أو العمرة.

وأوضح أنه ما قبل استخدام الطائرات والسفن وغيرها من الوسائل الحديثة التي كانت تستخدم كوسيلة للسفر إلى السعودية، كان الفنان يزين المنزل برسم جمل أو هودج، كدليل على سفره إلى السعودية بهذه الوسيلة، ويظهر ذلك في المنازل العتيقة في الصعيد.

وأشار الباحث الأثري إلى أن الكلمات المكتوبة على الجدران، تعبر أيضًا عن هل صاحب المنزل ذهب لأداء العمرة أو الحج، بالإضافة إلى الأدعية والآيات القرآنية منها "ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلًا"، و"حج مبرور وذنب مغفور، ومن زار قبري وجبت له شفاعتي".

وأوضح مدني، أن هذا الفن له مذاقه الخاص، وإن كانت التكنولوجيا الحديثة، أثرت عليه، بشكل واضح، إلا أنه ما زال يحافظ على هويته من الاندثار، ويرغبه المواطنون خاصة كبار السن، الذين ما زالوا يحافظون على الفنون القديمة.