رؤية شخصية

خلطة الموت!!

جميل چورچ
جميل چورچ

جميل چورچ

الاستروكس والفودو اصناف جديدة مدمرة دخلت السوق المصرية بكثافة فى الفترة الماضية رغم الجهود المكثفة لقوات حرس الحدود ومكتب مكافحة المخدرات والعيون الساهرة فى الموانئ والمطارات التى ضبطت الاطنان منها ومعها الملايين المستخدمة فى غسيل الاموال، وهو ما يؤكد ان هناك من يستهدفون شبابنا بل واطفالنا الذين لم تتجاوز اعمارهم خمسة عشر عاما ودون أن يعلم مستخدموها آثارها المدمرة على المخ والكبد، واصابة من يتعاطاها فقدان التركيز والهلاوس السمعية والبصرية، والمعاناة من سرعة ضربات القلب والتشنجات لأن القتلة تجار الموت يخلطون المخدر ببودرة الصراصير ومخلفات الفئران والمبيدات الحشرية.. ومن اجل ذلك اطلق الاطباء وعلماء النفس «خلطة الموت» ويتخذ هؤلاء التجار من الاحياء الشعبية وبقايا العشوائيات سوقاً رائجة لهذه التجارة ويتمركزون فى الحوارى والازقة واسفل العمارات المهجورة وتشير التقارير الامنية الى ان من لايحصلون على تلك الانواع يبحثون عن «الترامادول» وماشابهه.. وامام هذا التعدد من لا يحصلون عليها يلجأون للسرقة وبيع أغلى ما يملكون ويصل بهم الأمر الى قتل اطفالهم، وامهاتهم ووالديهم وحرق جثثهم بحثا عن المال بأى ثمن بعد ان ضاع العقل.. والمأساة تبلغ ذروتها فى حالة تعاطى الاستروكس الذى لايفيد معه العلاج.
وحماية لابنائنا اعد نائب البرلمان جون طلعت تشريعا اقترح فيه استبدال عقوبة سجن المدمن بعلاجه فى مصحة متخصصة تحت اشراف وزارة الصحة لمدة تتراوح بين ثلاثة وستة اشهر بديلا عن تحمل الدولة الكثير اثناء مرحلة سجنه، وفى الوقت نفسه حماية للمدمن من الانضمام لعتاة الإجرام وسألت الصديق عمرو عثمان مدير صندوق مكافحة الادمان التابع لرئاسة الدكتورة غادة والى وزيرة التضامن عن رأيه عن استهداف اطفالنا وشبابنا بهذه الاصناف الجديدة التى اغرقت السوق.
قال انه ليس فى ايدينا الا التوعية بالاضرار الخطيرة، وعلاج من يسقط منهم.. وقد نجحت المراكز فى علاج 655 ألف مريض العام الماضى وقد من الله عليهم بالشفاء الكامل.. وهم من 13 محافظة بعد أن استخدموا الخط الساخن الذى استنجدوا به وتم التعامل معهم فى سرية كاملة، وبلغ الامر بالكثيرين منهم أن تحولوا الى نماذج بشرية للمتعافين..
وفى الوقت نفسه استفاد اكثر من 30 ألف مريض من قروض بنك ناصر الذين اقاموا مشروعات صغيرة بعد ان تم تدريبهم ليسجلوا بداية حياة جديدة.. وقد تلقى هؤلاء المرضى هذا الدعم من بنك ناصر الاجتماعى.
وقال عمرو عثمان ان الصندوق قام باجراء مسح شامل لحصر المدمنين بهدف تأهيلهم وإعادة دمجهم فى المجتمع، كما كثفنا الحملات على السائقين فى المدارس.. وكشفت النتائج ان تعاطى الترامادول يحتل المرتبة الأولى. حيث بلغت نسبتهم 60٪.. كما يقوم الصندوق باجراء الكشف على العاملين فى الدولة وعلاج من يثبت تعاطيه المخدرات، ومنحه مهلة لاعادة الكشف.. ويتم التركيز فى مواقع الخدمات التى تقدمها الدولة، أما من يصمم على استمرار التعاطى سيتم فصله.