كلام على الهواء

هجرة.. وتوبة

احمد شلبى
احمد شلبى

احمد شلبى

كل عام ونحن طيبون بحلول عام هجرى جديد.

تأخذنى الذاكرة بعيدا لأعيش لحظات هجرة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وكيف هاجر مع صاحبه الصديق.. إنها معجزة بكل المقاييس حيث خرج سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم على الكفار الذين حاصروا بيته ليقتلوه بمكر شيطانى بأن يؤخذ من كل قبيلة فتى جلد فيتفرق دمه بين القبائل دون أن يروه.

الله رد على مكرهم بأن أصابهم غشاوة أمام بيت الرسول وخرج عليهم وألقى عليهم حفنة من التراب ليتأكدوا بعد ذلك أنه خرج من بين صفوفهم. إن الله ينصر من ينصره.

أين نحن من هذا الإيمان حيث صاحبه الصديق فى رحلة الهجرة إلى المدينة وفى طريق به الكثير من الأعداء الذين قصوا أثرهما حتى يقتلوه ولكن هيهات، ورد الله على كيدهم بأضعف الكائنات العنكبوت والحمام.

قال سيدنا محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ لا هجرة بعد الفتح وإنما جهاد.. والمهاجر هو من هجر ما نهى الله عنه.

وبنظرة بسيطة أو ثاقبة نجد أن دنيانا مليئة بالفساد والرشوة والظلم على مستوى الوطن الواحد وعلى مستوى العالم وحسابات إقليمية ودولية تجعل الشعوب تستسلم لما نهى الله عنه.

الأمة الإسلامية فى حالة تفتت بأيديها وأيدى أعدائها الذين صاروا فى غمضة عين أصدقاء اليوم فإسرائيل تكن كل كراهية لما هو عربى ومسلم ولكننا الآن صرنا نتحدث عن صداقة إسرائيل؟!
عندما نسينا منهج الله وشرائعه وتحقيق التكامل والتكافل بين شعوب الأمة الإسلامية صرنا لقمة سائغة فى فم الأعداء ولا يجدون صعوبة فى مضغها ثم إلقائها على الأرض.

من عجائب ما نحن فيه أننا صرنا أكثر عددا وأكثر مالاً وسلاحاً ولكن لا نستطيع أن نتحرك قيد أنملة نحو تحرير الأقصى لأننا ضعاف إيمانيا ونحن لا نكسب المعارك بقوتنا وإنما بإيماننا وسيظل العدو متفوقاً علينا فى العدد والعدة حتى نشعر بإيماننا فى مواجهة أعدائنا مثلما حدث فى موقعة بدر وحرب أكتوبر حديثاً.

ليت عامنا الهجرى الجديد يكون عام هجر ما نهى الله عنه حتى تعود للأمة قوتها وعزتها، ولنبدأ بالتوبة عما فعلناه والندم وتحقيق التكافل والتكامل العربى الإسلامى إن أردنا العودة إلى فتح الأقصى ودخوله مرة أخرى.