عين على الحدث

هل ينجح العالم فى إنقاذ الأمازون

آمال المغربى
آمال المغربى

آمال المغربى

رغم انها ليست المرة الاولى التى تتأجج فيها النيران فى غابات الامازون بفعل فاعل او بفعل التغيرات المناخية الا انها المرة الاولى التى يبدى فيها العالم اهتماما فعليا بحرائق الامازون التى اثارت انتباه العالم بعد انتشار وسم # حرائق _ الأمازون فى أنحاء الدنيا.


وكان المعهد الوطنى لأبحاث الفضاء الذى يتتبع إزالة الغابات فى البرازيل وجد أن 1330 ميلا مربعا من الغابات المطيرة قد أُتلفت فقط منذ يناير بزيادة قدرها 40% عن الغابات التى أُبيدت العام الماضي.


وبعيدا عن الحرب الكلامية التى تصاعدت بين الرئيس الفرنسى ماكرون ونظيره البرازيلى بولسونارو.. فان الحرائق، التى أُضرمت عمدا لتوسيع الأراضى الزراعية بفعل فاعل وهى الشركات القوية التى حصلت على تشجيع من الرئيس اليمينى المتطرف بولسونار لتشعل تلك الحرائق فقد سبق ان اعلن بولسونارو قبل انتخابه «إنه من العار أن فرسان البرازيل المحاربين لم يكونوا بنفس كفاءة الأمريكيين الذين أبادوا الهنود.» منذ ذلك الحين وهو يشبه الشعوب الأصلية فى غابات الامازون بـ «حيوانات الحدائق».


وبعد انتخابه، مدعومًا من تحالف قوى من الشركات الزراعية والجيش والكنائس الإنجيلية، بدأ فى تنفيذ وعده بإنهاء الحماية لأراضى السكان الأصليين فى غابات الامازون، والتى يعتبرها عائقًا أمام التنمية الاقتصادية للموارد الطبيعية فى البلاد. وخلال فترته القصيرة فى الحكم، أقال عالِما بارزاً حذر من إزالة الغابات، وعيّن وزيراً جديداً للبيئة يفتقر للمصداقية أدين عام 2018 بتغيير خريطة بيئية لصالح شركات المناجم. كما شنّ الرئيس حرباً حقيقية على المهمشين فى البرازيل، من السكان الأصليين وأحفاد العبيد من أصول إفريقية، وقال إنه لن يترك «سنتيمترا واحدا من أراضى السكان الأصليين.


والكل يعرف ان هذه الشركات العملاقة التى احرقت فى القرن الماضى خُمس مساحة الأمازون، أى حوالى 300،000 ميل مربع، فى البرازيل لا تؤثر فقط على سياسات السياسيين البرازيليين، بل لها وجود مؤثر أيضا فى عواصم بعض دول مجموعة السبع. على غرار شركات الوقود الأحفوري. وان قادة مجموعة السبع ليسوا أبرياء من تدمير الأمازون. فسياساتهم الليبرالية الجديدة هى التى أسهمت فى التسبب بما ألمّ بغابات الامازون من خسائر، وذلك من خلال منحهم الشركات الكبرى صلاحيات غير محدودة ضحوا خلالها بالكوكب وسكانه من أجل الأرباح.


ولو أن ماكرون جاد بشأن أزمة المناخ، لكان هو وزعماء مجموعة السبعة الآخرين قد أوقفوا منذ زمن طويل دعمهم لشركات الوقود الأحفوري، والشركات الزراعية الكبرى، ولكانوا قد التزموا بخفض انبعاثات الكربون بحلول عام 2030. وبينما تحترق غابات الأمازون، لن يفيد كل الكلام الفارغ الصادر عن مجموعة السبع سوى فى المزايدات.