- القضاء على الفقر ومكافحة الأمراض المتوطنة وتشغيل الشباب تتصدر مباحثات السيسى مع كونتى وميركل وترامب وجونسون

مشاركة ناجحة للرئيس في قمة السبع الكبار بفرنسا.. السيسي يوحد «صوت أفريقيا» أمام زعماء العالم

الرئيس عبد الفتاح السيسي مع ماكرون
الرئيس عبد الفتاح السيسي مع ماكرون

نشاط مكثف شهدته زيارة الرئيس الأخيرة لفرنسا تلبية لدعوة نظيره الفرنسى إيمانويل ماكرون، للمشاركة فى قمة الدول الصناعية السبع الكبرى، بمدينة بياريتز- بمشاركة ٢٤ وفداً فى القمة من بينهم الرئيس الامريكى دونالد ترامب والمستشارة الألمانية انجيلا ميركيل ورؤساء وزراء اليابان وكندا وبريطانيا- حيث تم بحث عدد من الموضوعات التى تحتل مركزا متقدما فى اجندة الاهتمام الدولى، من بينها قضايا الأمن الدولى ومكافحة الإرهاب والتطرف، ومواجهة استخدام الإنترنت للأغراض الإرهابية، وسبل مواجهة الاتجار بالبشر والهجرة غير الشرعية، ومكافحة عدم المساواة ودعم تمكين المرأة خاصة فى أفريقيا، فضلاً عن قضايا البيئة والمناخ والتنوع البيولوجى، وتطورات النظام الاقتصادى والمالى العالمى.


 وأكد السفير بسام راضى المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية ان مشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسى فى قمة بياريتز تكتسب اهمية خاصة فى ظل رئاسة مصر الحالية للاتحاد الأفريقى.


وكان الرئيس السيسى قد بدأ نشاطه بمدينة بياريتز فور وصوله بعقد مباحثات ثنائية مع رئيس الوزراء الإيطالى جوزيبى كونتى أكد خلالها على الأهمية التى توليها مصر لتطوير مختلف أطر التعاون المشترك بين مصر وإيطاليا فى مختلف المجالات، فضلًا عن التنسيق والتشاور إزاء القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، كما أشاد خلال اللقاء بالعلاقات المتميزة تاريخياً بين البلدين فى مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والتنسيق والتعاون للتصدى للعديد من التحديات فى منطقة المتوسط.


كما جدد الرئيس تأكيده باستمرار الجهود للكشف عن ملابسات قضية مقتل ريجينى للوصول إلى الجناة وتقديمهم للعدالة.


وشدد الرئيس على ثوابت الموقف المصرى القائم على التوصل لتسوية سياسية فى ليبيا تضمن الحفاظ على وحدة ليبيا وسلامتها الإقليمية، وتمنع التدخلات الخارجية فى ليبيا، مع دعم دور مؤسسات الدولة الوطنية وعلى رأسها الجيش الوطنى الذى يقوم بمحاربة الإرهاب والمليشيات المسلحة، بهدف تلبية طموحات الشعب الليبى الشقيق نحو عودة الاستقرار والأمن.


ومن جانبه، أعرب رئيس الوزراء الإيطالى عن حرص بلاده على تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين على شتى الأصعدة، فى ضوء التطورات الاقتصادية الإيجابية التى تشهدها مصر خلال الفترة الأخيرة، وكذلك مواصلة التشاور حول مستجدات الأوضاع الإقليمية، فى ضوء جهود مصر فى مكافحة الإرهاب وتعزيز الأمن والاستقرار فى منطقة الشرق الأوسط.


 وفى ثانى أيام الزيارة استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسى بمقر إقامته كلا من رئيس رواندا "بول كاجامي"، ورئيس السنغال "ماكى سال"، ورئيس جنوب أفريقيا "سيريل رامافوزا"، ورئيس بوركينا فاسو"روك كابوري"، بالإضافة إلى رئيس المفوضية الأفريقية "موسى فقيه"، وذلك خلال غداء عمل استضافة الرئيس باعتباره رئيس الاتحاد الأفريقى، وتنسيقاً للمواقف الأفريقية خلال قمة مجموعة الدول السبع وأفريقيا، والتوافق على الرسائل العامة التى سيتم طرحها، وبحيث تتحدث الدول الأفريقية المشاركة بصوت واحد متناغم خلال أعمالها، لإيصال رسالة قوية بشأن التحديات التى تواجه دول القارة وسبل معالجتها.


وأشار الرئيس إلى أهمية التأكيد على جوهر العلاقة بين القارة الأفريقية وشركائها الدوليين، كونها شراكة قائمة على الندية والمساواة وتحقيق المصالح المشتركة للجانبين، وشدد على أهمية إبراز الأولويات التنموية للدول الأفريقية أمام الشركاء، ومن بينها القضاء على الفقر، والتصدى لتغير المناخ، ومكافحة الأمراض المتوطنة، وتشغيل الشباب، وتمكين المرأة وغير ذلك من القضايا، فضلاً عن العلاقة العضوية بين تحقيق التنمية والحفاظ على الأمن والاستقرار، والتركيز على الأهداف المتضمنة فى أجندة التنمية الأفريقية 2063.


 وفى كلمة أفريقيا أمام قمة السبع الكبار ضمن جلسة عمل "الشراكة بين مجموعة الـ٧ وأفريقيا"، بحضور الرئيس الفرنسى ايمانويل ماكرون وقادة دول مجموعة الـ٧ ورؤساء جنوب افريقيا والسنغال ورواندا وبوركينا فاسو، والتى بحثت اطلاق شراكة متوازنة بين الجانبين لتعزيز القدرة على مواجهة التحديات السكانية والاقتصادية والمناخية، ومناقشة القضايا التى تؤثر على الاستقرار السياسى والاقتصادى فى القارة الافريقية والاوضاع فى منطقة الساحل والعمل على اطلاق مبادرة لتعزيز ريادة أعمال المرأة فى أفريقيا، أكد السيسى أننا لسنا فى حاجة لاستعراض التحديات التى تواجه قارتنا.

 

وإنما نحتاج للعمل سويا وفق أولوياتنا ودون مشروطيات، مشددا على ان التنمية المستدامة لن تكتمل دون تحقيق المساواة وتمكين المرأة، وقال ان الطريق للخروج من الأزمة فى ليبيا معروف.. ولا يحتاج سوى للإرادة السياسية وإخلاص النوايا، وان دولنا الأفريقية تمتلك بنفس القدر فرصاً واعدة وإمكانات متنوعة.. تؤهلها لتكون شريكاً موثوقاً للمجتمع الدولى.


وفى لقائه مع المستشارة الألمانية أعرب الرئيس عبدالفتاح السيسى عن تقدير مصر لما تشهده العلاقات المصرية الألمانية من تطورات إيجابية مستمرة والتزام مشترك بتطويرها فى جميع المجالات ذات المنفعة للبلدين والشعبين الصديقين، كما أكد حرص مصر على مواصلة تعزيز أطر التعاون الثنائى كافة، وكذلك تعزيز التشاور السياسى بين البلدين إزاء مختلف القضايا الإقليمية والدولية، وذلك فى ضوء رئاسة مصر الحالية للاتحاد الأفريقى وعضوية ألمانيا فى مجلس الأمن الدولى.. من جانبها، أشادت المستشارة الألمانية بالروابط والعلاقات المتينة التى تجمع بين مصر وألمانيا، وثمنت قوة الدفع الكبيرة التى تشهدها العلاقات بين البلدين مؤخراً، خاصة فى مجال العلاقات الاقتصادية والتجارية، مؤكدةً فى هذا الإطار أن مصر تعد أحد أهم شركاء ألمانيا بالشرق الأوسط.


وشهد ثالث وآخر أيام القمة والزيارة برنامجا حافلا بالمباحثات الثنائية جاء اولها وأبرزها اللقاء مع الرئيس الأمريكى دونالد ترامب والذى أكد الرئيس السيسى خلاله على قوة وعمق العلاقات الاستراتيجية التى تربط بين مصر والولايات المتحدة، وأشاد بما تشهده تلك العلاقات من تطور إيجابى متواصل خلال إدارة الرئيس "ترامب"، وأشار إلى حرص مصر على الاستمرار فى الارتقاء بأطر التعاون المشترك فى جميع المجالات، فضلاً عن مواصلة التنسيق والتشاور مع الإدارة الأمريكية حول سبل ترسيخ السلام والاستقرار بمنطقة الشرق الأوسط، فى ضوء تعدد الأزمات التى تعانى منها المنطقة وخطورتها.. واعرب الرئيس الأمريكى من جانبه عن تقديره لمصر ولشخص الرئيس، وما حققته مصر تحت قيادته من أمن واستقرار وكذلك تطورات تنموية بالرغم من المحيط الإقليمى غير المستقر وما يفرضه ذلك من تحديات ضخمة.

 

وتطرق اللقاء إلى ملف مكافحة الإرهاب، حيث أعرب الرئيس الأمريكى عن دعم الولايات المتحدة الكامل للجهود المصرية فى هذا الصدد، وأشاد الرئيس الأمريكى بجهود مصر والرئيس لتعزيز مبادئ وقيم التسامح الدينى وحرية العبادة فى مصر.. وفى هذا الإطار أكد الرئيس السيسى أهمية تضافر جهود المجتمع الدولى لتقويض خطر الإرهاب ومنع وصول الدعم لتنظيماته سواء بالمال  أو السلاح أو الأفراد.


وتناول اللقاء بين الرئيس السيسى والرئيس الأمريكى تطورات مختلف القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، ومن بينها القضية الفلسطينية، حيث أكد الرئيس السيسى دعم مصر لجميع الجهود المخلصة التى تهدف لإيجاد حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، على أساس مرجعيات وقرارات الشرعية الدولية، بما يسهم فى إعادة الاستقرار وفتح آفاق جديدة تستفيد منها جميع شعوب المنطقة.


وخلال لقائه الأول مع رئيس الوزراء البريطانى الجديد بوريس جونسون أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى ضرورة تكثيف جهود المجتمع الدولى فى التصدى للإرهاب، من خلال مقاربة شاملة تتضمن قطع تمويل الإرهاب ووقف دعمه بالسلاح والأفراد والغطاء السياسى، فضلاً عن نشر وتعزيز الفكر الدينى الوسطى ودحض الفكر المتطرف، كما تم التوافق والتطلع المتبادل خلال اللقاء لأن تشهد الفترة المقبلة خطوات فعالة لتطوير العلاقات الثنائية بين مصر وبريطانيا وتفعيل أطر التعاون المشترك فى مختلف المجالات خاصة الاقتصادية والسياسية والأمنية والسياحية. فضلاً عن مواصلة التشاور والتنسيق السياسى حول قضايا المنطقة وتطورات الأزمات بها فى ضوء التحديات والتهديدات المتعددة التى تموج بها المنطقة خلال هذه المرحلة.


وأكد بوريس جونسون عزم حكومته الارتقاء بمختلف أوجه العلاقات الثنائية مع مصر، لاسيما فى المجالات الاقتصادية والتنموية والاجتماعية، ومشيداً فى هذا الصدد بما تحقق فى مصر على المستوى الاقتصادى من تطورات إيجابية ملموسة.


وأمام جلسة "المناخ والتنوع البيولوجى والمحيطات": أوضح الرئيس السيسى ان التناول السياسى لقضايا البيئة يشكل مصلحة متبادلة والتزاماً أخلاقياً وجزءاً لا يتجزأ من منظومة التنمية، مؤكدا أن أفريقيا تظل المتضرر الأكبر من آثار التغيرات المناخية، ولفت إلى ان مصر لم تدخر جهداً خلال رئاستها لمجموعة الـ 77 والصين والمجموعة الأفريقية لإنجاح اتفاق باريس.


وقبل مغادرته إلى مدينة يوكوهاما اليابانية للمشاركة فى قمة التيكاد التقى الرئيس نظيره الفرنسى حيث أشاد بقوة وتميز العلاقات المصرية الفرنسية وما تتسم به من خصوصية تاريخية، معربا عن شكره للرئيس الفرنسى على حسن الاستقبال وكرم الضيافة خلال مشاركته فى قمة مجموعة الدول السبع.. ومن جانبه رحب الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون بالرئيس مثمناً مشاركته فى أعمال القمة، وكذلك بالعلاقات الثنائية بين مصر وفرنسا والروابط الحضارية والثقافية التى تربط بين الشعبين المصرى والفرنسى الصديقين.. كما أعرب الرئيس الفرنسى عن حرص فرنسا على تعزيز آليات التعاون المشترك ومواصلة تطوير العلاقات الثنائية والتشاور والتنسيق حول القضايا السياسية ذات الاهتمام المشترك.