الوصل والفصل

البحث عن اسم للعاصمة الجديدة

محمد السيد عيد
محمد السيد عيد

فى 5 مارس 2017 كتبت فى مقالى الأسبوعى بصفحة الرأى أطالب بتشكيل لجنة لاختيار اسم لعاصمتنا الجديدة، وأخيراً أعلنت العاصمة عن مسابقة لاقتراح اسم مناسب وتصميم شعار لها. ودون الدخول فى مسابقات أو جوائز أعيد طرح الأسماء التى طرحتها من قبل، وأضيف إليها أسماء جديدة، لعلها تفى بالغرض.
اقترحت من قبل أن نسميها باسم أقدم عاصمة لمصر: منف، وهو اسم له ظلاله فى الثقافة العالمية، لأن منف هى العاصمة الأولى لمصر، وقد ظلت عاصمة للبلاد لأزمان طويلة، حتى بعد إنشاء عاصمة أخرى فى الأقصر الحالية، ظلت منف عاصمة إدارية لمصر. واقترحت أن نسميها طِيبة، وقد كانت طيبة، أو الأقصر الحالية، هى عاصمة الدنيا ذات يوم، وشبهها جمال حمدان فى كتابه «شخصية مصر» بواشنطن الآن، كما أن طيبة أيضاً هو اسم مدينة رسول الله، صلى الله عليه وسلم، لذلك فهذه تسمية مزدوجة الدلالة. كما اقترحت أن نسميها الفسطاط الجديدة، لأن الفسطاط هو اسم أول عاصمة إسلامية فى مصر وإفريقيا، وهى المدينة التى يتجاور فيها حتى الآن المسجد والكنيسة والمعبد اليهودى، دلالة على التسامح وعدم التعصب.
اليوم أضيف لهذه الاقتراحات ثلاثة أسماء جديدة، هى: مدينة 25 يناير، أو مدينة 30 يونيو، أو مدينة السيسى، علماً بأن كثيراً من حكامنا سموا المدن بأسمائهم، مثل الإسماعيلية التى سميت بهذا الاسم نسبة للخديو إسماعيل، وبور سعيد، نسبة للخديو سعيد بن محمد على باشا، وبور فؤاد، نسبة للملك فؤاد، ومدينة السادات، التى سماها السادات باسمه أسوة بمن ذكرتهم، أى أنه لا توجد حساسية فى تسمية العاصمة الجديدة باسم الرجل الذى بنيت فى عصره. ترى هل تضع لجنة المسابقات هذه الأسماء فى اعتبارها؟
وقبل أن أترك هذا الموضوع أكرر: لابد من تشكيل لجنة لتسمية أحياء وشوارع العاصمة الجديدة، بدلاً من تسمية أحيائها وشوارعها بالأرقام كما هو الحال فى المدن الجديدة، فتجد الحى الثانى مثلاً، ثم ينقسم الحى لمجاورات ذات أرقام، وكذلك الشوارع لا تجد لها أسماء، وكأن مصر تعانى من ندرة فى أسماء العظماء الذين يستحقون أن تُطلق أسماؤهم على الشوارع والأحياء.