إستراتيجية إخوانية لإلهاء المصريين وتشويه الإنجازات

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

أمير لاشين- محمد العراقي


- مختار نوح: المرض النفسى تمكن من أعضاء الجماعة ونظرة الحاقد سيطرت على أفعالهم
- عبده ماهر : إن تصب مصر حسنة تسؤهم..ويسلكون منهج منافقى عهد النبوة
- الإخوان هاجموا السد العالى والإصلاح الزراعى وتأميم القناة نكاية فى عبد الناصر وسيواصلون حربهم ضد أى نجاح للسيسى


على مدار 6 أعوام مضت على ثورة الشعب المصرى على حكم الإخوان رفضت الجماعة رفضا قاطعا أن تكون جزءا من هذا الوطن بل وضعت نفسها كعائق رئيسى أمام أى تقدم للشعب المصرى وانحازت تجاه تدميره وجندت كل إمكانياتها وإمكانيات داعميها لإسقاط مصر فحاولوا نشر الإحباط والإساءة إلى أى انجاز.. وابتعدوا وداعموهم فى حربهم على مصر عن استخدام العقل والمنطق واعملوا بدلا منه ما يسمى بـ «فقه التفاهات» ليشغلوا الناس عن القيمة الحقيقية لأى مشروع ويغيبوهم عن طريق النهضة الحقيقى فلا يمر يوم إلا وتجد شائعات الإخوان «التافهة» تشغل رواد الفيس ولم يمر افتتاح مشروع مها كانت أهميته دون تصيد مشهد «خزعبلى» لا قيمة له حتى يبعدوا المواطن عن إدراك عظمة ما ينجزه..هى دوامة من الصغائر أراد الإخوان أن ندور فى فلكها فأسسوا لها فقها إخوانياً يجيز تضليل الناس والكذب عليهم وخداعهم وإلهائهم عما ينفع بما لا يسمن ولا يغنى..واعتمدوا فى ذلك تأويلات إخوانية لقواعد شرعية لعل أبرزها «الضرورات تبيح المحظورات» و «ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب».. مستحلين بذلك الدين والوطن والمواطن.


تفاهات الإخوان قديمة بقدم صراعهم مع الشعب فقد طالت الإصلاح الزراعى فيعهد عبد الناصر وتأميم القناة وحرب 67وكذلك انتصار 73 وما تبعها من أحداث مهمة فى تاريخ مصر لكنها تضاعفت مؤخرا ووضعت لها الجماعة تأصيلا إخوانياً وتأويلا شرعيا وخصصوا له مليارات الدولارات واشرف على تدريبهم على ذلك 7شركات كبرى برعاية مخابرات دولية يجزم المفكر الإسلامى والقيادي الإخواني المنشق ثروت الخرباوى أنها رعاية صهيونية ويعلق الخرباوى على فقه التفاهة عند الجماعة قائلا:إن الموضوع يتعلق بالمنهج الحركى للجماعة في الإدارة النفسية لعقول الجماهير والإدارة الجمعية للعقول عادة ما تحاول لفت الأنظار من أصل الموضوع إلى أشياء جانبية وقد برع الإخوان في ذلك لأنهم يتعاملون مع أجهزة مخابرات وأجهزة إعلامية دربتهم تدريبا عاليا على ذلك فهم لن يناقشوك فى قيمة العمل وأهميته وعائده على الوطن لكنهم سيهتمون بالأمور التافهة التى يمكن أن تشغل العامة وتثير انتباههم وقد مارسوا هذا المنهج منذ ظهور الجماعة فهاجموا الاصلاح الزراعى نكاية فى عبد الناصر وقالوا انه مخالف للشرع رغم أن الأئمة الأربعة أعطوا حقا للحاكم لتنظيم الثروة وهاجموا كذلك مشروع السد العالى وزعموا انه سيدمر الأرض الزراعية ويمنع وصول الطمى إليها وتغافلوا عن أهميته العظيمة فى منع الفيضان وتنظيم موارد المياه وإنارة مصر بالكهرباء.
وهاجموا كذلك تأميم قناة السويس وادعوا أن الانجليز كانوا سيتركونها بعد 9سنوات للمصريين وقالوا ان قرار التأميم تسبب فى العدوان الثلاثى على مصر .
وكرروا الهجوم على حرب أكتوبر واتفاقية السلام وفرحوا بهزيمة 1967 وسيواصلون ذلك مع كل انجاز وسوف يستمرون في شغل الناس بالتفاهات التي لا تنفع الناس لكنها تشوه صورة الوطن وأي حاكم يخالفهم.
ويضيف الخرباوى أن الجماعة لكى تحلل لنفسها فعل الموبقات تعتمد على قاعدتين شرعيتين لكنها توظفهما فى غير محلهما القاعدة الأولى وهى «الضرورات تبيح المحظورات « فمن خلالها تبيح لنفسها ارتكاب أية جرائم رغم أن هذه القاعدة الفقهية هدفها الحفاظ على حياة الإنسان وليس تدميره كما يفعلون .
أما القاعدة الثانية فهى «ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب» فالجماعة تحاول أن تقنع أتباعها أنها تريد تطبيق الشريعة الإسلامية وهو أمر واجب من وجهة نظرهم وأنها لن تستطيع إقامة الشريعة الا بهذه الطريقة حتى لو كانت كذبا وقتلا وخداعا.
ويؤكد الخرباوى على أهمية التصدى لتلك المخططات من خلال خبراء ومتخصصين فى الحرب النفسية لمواجهة الطرق الشيطانية للجماعة ومن يدعمها.
مرض نفسى
مختار نوح القيادى الإخوانى السابق والخبير فى شئون جماعات الإسلام السياسى يؤكد أن الإخوان ينظرون إلى أى انجاز يكون فى صالح الوطن والمواطن نظرة الحاقد ومرجع ذلك هو وجود خلل نفسى وتربوى كبير أصاب أعضاء الجماعة فكل من يتبعها مصاب بمرض نفسي جعله يهاجم أى انجاز أو خير أو نفع للوطن بضراوة.


ويضيف نوح أن الجماعة تقدم الخصومة النفسية على الخصومة الموضوعية لذلك تجدهم يبحثون عن أى شيء لا قيمة له فى انجاز ضخم ليحاولوا شغل الناس عن الانجاز فلا تتصور إطلاقا انهم سيحكمون بموضوعية على الأمور وستجدهم دائما يوظفون كل طاقاتهم وأموالهم لتشويه كل شىء وقد تدربوا على ذلك على أيدى مخابرات دولية وأجزم أنها مخابرات صهيونية وللأسف تجد أتباعهم ينقلون عنهم تلك الأمور دون وعى أو فهم رغم أن الأمر واضح لمن لديه مثقال ذرة من تفكير فالعبارات التى تستخدم تجدهم يكررونها بنفس الطريقة ونفس المصطلحات ويتداولونها فى توقيت واحد لأنها كتائب إليكترونية منظمة وحسنا فعل الأمن المصرى عندما أغلق عددا من المواقع والصفحات التابعة للجماعة.


ويؤكد نوح أن الخصومة النفسية تمكنت من الجماعة فتجدهم يعادون من خرج منهم أو اختلف معهم هجوما شديدا ويكنون له كرها وبغضا عميقا لمجرد أنه فكر واختلف مع منهجهم وطريقتهم.


ويضيف نوح للأسف الشديد تجد أن عددا كبيرا من الشخصيات العامة الشهيرة التى تختلف مع الإخوان ترتدى ثوب الجماعة فتردد أكاذيبهم وتأخذ من قنواتهم وتردد نفس الكلام لكن الشىء الايجابى الذي حدث هو تكون جيوش إليكترونية تلقائية من الشباب المصرى لمواجهة تضليلهم وأفكارهم.


إفلاس وهزيمة
ويفسر منير أديب،الباحث فى شئون جماعات الإسلام السياسى لجوء الإخوان إلى نشر التفاهات قائلا إن إقدام الجماعة الإرهابية على تصيد الأخطاء والحديث عن صغائر الأمور مقصود ومخطط له لضرب استقرار الدولة المصرية والنيل منها تمهيدا لإسقاطها.
ويوضح أن السبب فى هذا يعود إلى أن الجماعة فقدت القيم الفكرية بالإضافة إلى إدراكهم أن المصريين فقدوا الثقة فيهم لذا فهم بداخلهم يعرفون أن خطابهم لا جدوى منه عند المصريين فحاولوا إحداث اختراق حائط الصد الذى أقامه المصريون ضدهم من خلال الحديث فى صغائر الأمور مستغلين فكاهة المصريين وأحيانا قلة الوعى لدى بعض الناس.
ويشير أديب إلى أن الأمر لا يتوقف عند هذا بل أنهم يستخدمون بعض الشعارات الدينية لاستغلال عاطفة المصريين الدينية بما يخدم أطماعهم لإسقاط الدولة.
ويضيف أن هذه الجماعة وما يشابهها من تنظيمات لا يعملون جزافا بل إنهم يستخدمون الأسس العلمية كعلم النفس لضرب نقاط الضعف فى الطبيعة البشرية ناهيك على أنهم فى هذا المضمار يستخدمون الخطوط غير المرئية وما بين السطور ومع أسلوب التكرار الذى يستخدمونه قد ينجحون في تحقيق مرادهم.


أخلاق منعدمة
الشيخ إبراهيم رضا، عالم من علماء الأزهر الشريف يرى أن الجيل الحالى للجماعة الإرهابية هو الاسوأ خلقا وقيما على مر عصور الجماعة ويوضح أنه نتاج هذا السوء المنعدم للقيم والذى لا يعرف المبادئ السمحة وبعيد كل البعد عن قواعد الدين القويم فإن هؤلاء المتأسلمين يستخدمون المبدأ الميكافيلى «الغاية تبرر الوسيلة» فى حربهم ضد الدولة.


ويضيف أن الجميع يعرف غاية هؤلاء ممن باعوا أنفسهم لأجهزة المخابرات المعادية لمصر ومعروف أن مرادهم هو إسقاط الدولة المصرية مهما كان الثمن حتى وان كان بالأساليب الرخيصة البعيدة عن مبادئ الدين القويم.


ويشير إلى أن لجوء هذه الجماعة إلى تسطيح الأمور وتتفيهها ليس غريبا ولا جديدا عنهم أولا لان هذه الجماعة فى الأساس هى جماعة سطحية لم تعرف يوما معنا للعمق والفهم ويتسترون بالدين لإيهام العامة بأنهم المختارون وما دونهم العدم والدليل على ذلك انك لن تجد لهم رمزا عالما مبتكرا على مر تاريخهم أفاد البشرية سواء دينيا أو مجتمعيا برغم أن قوام الدين هو التعمير والبناء.


ويكمل قائلا : أما بالنسبة للشق الثانى فى هدفهم من نشر الصغائر وتسطيح الأمور هو ان هذه الجماعة تعلم علم اليقين بداخلها أنها على ضلال وان الدولة المصرية فى طريقها الصحيح لتحقيق التقدم المرجو لذا فاستخدامهم لهذا الأسلوب الركيك غرضه صرف نظر العامة عن حجم الانجازات بتشتيت انتباههم بمثل هذه الأمور مستغلين ضعف الوعى العام لدى البعض وعدم علمهم ببواطن الأمور وافتقادهم لبعض المعلومات نتاج الكسل فى البحث للوصول للحقائق التى يقومون بتزييفها.


ويطالب رضا جموع المصريين بعدم الالتفات إلى مخططاتهم الخبيثة وان يتدبروا ويتحققوا الأمور قبل الحكم عليها وان يعوا ان هذه الجماعة لا تعرف سوى السمع والطاعة ليسوا سوى أعداء وعملاء يريدون بنا شرا لا خيرا وعلينا ان نحذرهم ونحبط مخططاته.


ويشدد على ضرورة ان نعمل العقل قبل ترديد أى من شائعاتهم حتى وان كان ترديدها على سبيل الفكاهة لأنها من الممكن أن تسبب بعض المشاكل.


آخر الأنبياء!
وفي نفس السياق يوضح د. محمد وهدان رئيس قسم الإعلام بجامعة الأزهر أن جماعة الإخوان المسلمين جماعة سياسية لا تهتم سوى بمصالحها ولا يوجد بينها وبين الدين أدنى علاقة والشيء الوحيد الذى يربط بينهم هو أن هذه الجماعة تستخدم الدين كستار وكلمة سر للعب على مشاعر وأوتار العامة والمصريين.


ويشير إلى أن جماعة الإخوان لا تعرف للدين طريقا ومنهاجهم وتفكيرهم لا يخضع لأى فقه دينى ومنهاج إسلامى صحيح بل يخضعون إلى تعاليم حسن البنا البعيدة كل البعد عن الدين الإسلامى وهم عندما يستخدمون الدين فإنهم يحاولون تطويعه لما يخدم مصالحهم وعندما يصطدمون بنصوص قرآنية تعارض هذه الأفكار سرعان ما يحاولون تأويلها بطريقة مبتذلة وزائفة لتخدم مصالحهم.


ويدلل د. وهدان على ذلك قائلا: الدليل على ان الدين عندهم ليس سوى لعبة يلعبون بها لخدمة أهدافهم انظر ماذا قالوا فى وفاة محمد مرسى ووصفهم له بأنه آخر الأنبياء وعندما تناقشهم بالحجة بأن الله أكد أن سيدنا محمد هو خاتم الأنبياء ولا نبى بعده تصدم بتأويلهم للكلمة وردودهم وجدالهم فى الباطل.


ويناشد رئيس قسم الإعلام بجامعة الأزهر المصريين بضرورة عدم الانسياق وراء ترهات الإخوان التى أضحت أضحوكة خاصة أنهم فى الآونة الأخيرة يلعبون على وتر الصغائر على أمل ضرب الوحدة والتماسك الوطنى وتشتيت انتباه مواطنيها وإثارة الشكوك بداخلهم لصرفهم عن المشاركة والاستمرار في النهوض الذي يحققونه الآن.


تصيد ونفاق
ويؤكد المفكر أحمد عبده ماهر، المحامى بالنقض والباحث فى شئون جماعات الإسلام السياسي، أن وصف الجماعة الإرهابية بأنها جماعة تنتمي للإسلام ظلم كبير للدين لان هذه الجماعة نشأت على العنصرية والكذب والقتل وهو ما يخالف ثوابت الدين وأصوله.


ويضيف أن الوصف الأدق لهذه الجماعة هى جماعة المنافقين الذين يكرهون الخير للأمة ويمكن وصفهم بقوله تعالى «إِن تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا وَإِن تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا،إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ».


ويشير الباحث في شئون جماعات الإسلام السياسى إلى أن اتجاه هذه الجماعة إلى تصيد الصغائر من الأمور إنما يؤكد أن هذه الجماعة الآن تعيش فترة من الإفلاس الفكرى وهذا يعنى أنها إلى زوال ولكن علينا الا ننجرف وراء ترهاتهم حتى لا يحققوا ما يريدون.