دول إفريقيا.. شـــــــــركاء فــــي التنميـــــــــة 

التنمية في أفريقيا
التنمية في أفريقيا

بقلم: محمد محمود

منذ توليها رئاسة الاتحاد الإفريقى العام الحالى تعمل مصر على دعم تنمية العلاقات الاقتصادية بين الدول الإفريقية فى مختلف الأنشطة وتعزيز جهود تحقيق التكامل الإقليمى فى أفريقيا بهدف تطوير البنية التحتية الأفريقية، من خلال تعظيم المشروعات العابرة للحدود، وتشجيع الاستثمارات فى هذا المجال، لا سيما فى إطار المشروعات المدرجة ضمن أولويات الاتحاد الأفريقي.


وشهدت الأعوام الخمسة الماضية اهتماما واضحا بتعزيز الشراكات الاقتصادية والاستثمارية بين مصر ودول القارة السمراء من خلال إبرام العديد من الاتفاقيات خلال الزيارات التى قام بها الرئيس السيسى لعدد كبير من الدول الإفريقية بما ساهم فى زيادة العلاقات الاقتصادية والتجارية لمصر مع دول القارة السمراء، فعلى سبيل المثال تأتى إريتريا فى المركز الـ103 من حيث الدول الأجنبية المستثمرة فى مصر، بإجمالى رؤوس أموال نحو 1.5 مليون دولار، وتمثل نسبة السلع المصرية الموجودة بالسوق الإريترى نحو 10% من إجمالى السلع، كما تصدر مصر بعض مواد البناء للسوق الإريترية والمواد الأساسية المرتبطة بمشروعات التنمية.

و شهد حجم التجارة بين مصر وجنوب إفريقيا زيادة فى الفترة من عام 2013 إلى عام 2017، حيث ارتفع من 132،3 مليون دولار فى عام 2013 ووصل إلى ما يقرب من 314.7 مليون دولار فى عام 2017، بنسبة زيادة بلغت نحو 17.5 %، كما تصدر مصر عدداً من المنتجات الرئيسية إلى جنوب أفريقيا، وبلغت قيمة الصادرات المصرية إلى جنوب إفريقيا فى عام 2017 نحو 134.1 مليون دولار، ووصل عدد الشركات الجنوب إفريقية فى مصر 60 شركة باستثمارات تبلغ 2.8 مليار دولار، فيما وصل حجم الاستثمارات المصرية بجنوب إفريقيا إلى ما يقرب من 10.2 مليار دولار.

كما يشهد حجم التبادل التجاري والعلاقات الاقتصادية بين مصر وأنجولا ازدهاراً، والتى تعتمد على عقد مجموعة من الصفقات التجارية بين البلدين، خاصة فى مجالات الطاقة والكهرباء، وتم توقيع مذكرة تفاهم للتعاون الثنائى بين مصر وانجولا فى مجال الكهرباء والطاقة المتجددة عام 2018، تضمنت المذكرة عددا من المجالات من بينها تقديم الجانب المصرى المساعدات الفنية لإقامة محطات طاقة شمسية للقرى النائية بالإضافة إلى تبادل الخبرات وتقديم الدعم فى مجالات إنتاج ونقل وتوزيع الكهرباء والطاقة المتجددة. 

و تسعى مصر إلى تعزيز التعاون الاقتصادى مع زامبيا من خلال تكثيف المعاملات الاقتصادية وتبادل انعقاد اللجنة المشتركة بين البلدين، حيث بلغ حجم التبادل التجارى بين البلدين 30 مليون دولار، وتعتبر زامبيا سوقًا مفتوحة للاستثمار، وفى يناير الماضى تم افتتاح أول صوبة زراعية لإنتاج شتلات الخضر من الهجن والأصناف المصرية من الطماطم والكرنب والبطيخ والبصل بمنطقة شانياما بزامبيا، حيث تتم الاستفادة من الخبرات المصرية فى نقل تكنولوجيا الإنتاج الزراعي، وتم توقيع مذكرة تفاهم لإنشاء مزرعة مشتركة جديدة على مساحة 6 كيلومترات لإنتاج تقاوى الأصناف والهجن المصرية بمنطقة موكوشى بعد النجاحات التى حققتها المزرعة الأولى بمنطقة مومباشي، كما أقامت إحدى شركة المعدات الكهربائية المصرية مصنعاً لإنتاج العدادات الكهربائية فى زامبيا بالاشتراك مع وزارة الكهرباء الزامبية، كما تقيم حالياً مصنعاً آخر لإنتاج المحولات الكهربائية باستثمار مشتركا مع وزارة الكهرباء الزامبية. 

وشهدت العلاقات بين مصر وتنزانيا تعاونا على مختلف المستويات باعتبارها إحدى دول حوض النيل، من خلال لجنة عليا مشتركة بين البلدين تجتمع دورياً لتدعيم أواصر العلاقات التجارية والاقتصادية والثقافية، وبلغ حجم التبادل التجارى بين البلدين 29.6 مليون دولار، كما بلغ حجم الصادرات المصرية إلى تنزانيا 28.2 مليون دولار، بينما بلغت صادرات مصر من تنزانيا 1.4 مليون دولار، وفى ديسمبر الماضى تم توقيع عقد انشاء مشروع سد لتوليد الطاقة الكهرومائية فى حوض نهر روفيجى بتنزانيا، بقيمة 9.2 مليار دولار، وفى شهر نوفمبر تم افتتاح منتدى الاعمال المصرى التنزانى، وتم التوقيع على مذكرتى تفاهم للتعاون بين اتحاد الصناعات المصرية وكل من اتحاد الصناعات التنزانية وغرفة التجارة والصناعة والزراعة التنزانية، بالإضافة إلى التوقيع على عقد مشروع إنشاء مصنع للأسمدة فى تنزانيا.

وتشهد مؤشرات التعاون الاقتصادى بين مصر والكونغو تقدماً ملحوظاً خاصة فى ملف المياه، حيث تقدم القاهرة منحة قدرها 10.5 مليون دولار إلى الكونغو، بهدف وضع الخطة القومية لإدارة الموارد المائية، فضلا عن قيام مصر بحفر 30 بئرا جوفيا مزودة بشبكات توزيع تعمل بطلمبات لتوفير مياه الشرب لخدمة السكان والثروة الحيوانية، والتى تم إسنادها إلى 4 شركات حفر لضمان سرعة التنفيذ، وعقدت وزارة الموارد المائية والرى مع الحكومة الكونغولية اتفاقاً لتنفيذ مشروع إعداد دراسة جدوى لإنشاء بنية تحتية كهرومائية، كما تم الاتفاق على اقامة مزرعة مصرية نموذجية على مساحة 100 فدان قريبة من العاصمة كنشاسا لنقل الخبرات الزراعية المصرية للكوادر الكنغولية والاتفاق على استقبال القاهرة لـ 12 من الكوادر الفنية الكنغولية للتدريب بالفرنسية على التطبيقات التكنولوجية المتطورة فى مجال المياه.. وتعد مصر من أوائل الدول التى بادرت بإقامة علاقة دبلوماسية مع ناميبيا، وتضخ شركات الاتصالات المصرية استثمارات كبيرة فى نامبيا، كما أن هناك استثمارات مصرية فى مشروعات الرى بشمال نامبيا بقيمة 60 مليون دولار، فضلاً عن وجود رجال أعمال مصريين يعملون فى مجال الاستيراد والتصدير والاستشارات الهندسية.