صور| صناعة الكتان بالغربية.. حرفة تواجه الاندثار وضياع لـ ثروة قومية

الكتان
الكتان


تعتبر زراعة وصناعة الكتان بالغربية، حرفة وصنعة أكثر من كونها زراعة كأي محصول حيث إنها تحتاج الكثير من المراحل، بداية من الزراعة وحتى الحصاد والتصنيع.

وتحدث علاء داوود - صاحب مصنع كتان -  بقرية شبراملس التابعة لمركز زفتى، أكد أن الكتان من أهم المحاصيل التي تعود بالنفع على الدولة إذا ماتم توفير الآلات والمعدات التي تساعدهم على تصنيعه حتى آخر مرحلة إلى أقمشة.

وأضاف: " نمتلك مهنيين محترفين في هذا المجال والذين لا يوجد مثلهم في أي مكان في العالم، لكننا لا نملك الماكينات والمعدات التي تمكننا من تحويل الكتان إلى أقمشة حيث نضطر إلى تصديره نصف تصنيع (شعر) ثم نستورده مرة أخرى على هيئة قماش مصنع وهو ما يكبد الدولة خسائر كثيرة".

ونوه بتصدير الكتان بسعر1700دولار للطن تقريبا وهو ما يعتبر سعر زهيد للغاية بالنسبة لسعر الاستيراد والذي يبلغ 22000 دولار للطن بعد تصنيعه أقمشة، مطالبًا الدولة بالاستفادة من الكتان وتوفير مصانع لغزل الكتان وتصنيعه أقمشة.

وعن مراحل زراعة وتصنيع الكتان، قال: "في البداية يجهز المزارعون الأراضي التي يمتلكوها واستئجار مساحة إضافية كبيرة في محافظات البحيرة أو الشرقية أو كفر الشيخ، ومن ثم تتم الزراعة في شهري أكتوبر ونوفمبر، ويتم متابعته ورعايته رعاية متقنة حتى يتم حصاده أو تمليخه، كما يطلقون عليه في شهر مارس".

واستطرد: "بعد ذلك يتم تجميع أعواد الكتان وتربيطه ونقله إلى المصانع للبدء في رحلة التصنيع، حيث يتم تشوين الكتان ثم دهسه بالجرارات الزراعية حتى يتم فصل البذور عن أعواد الكتان وتسمي هذه المرحلة مرحلة الهدير حيث تجمع هذه البذور فيما بعد لتدخل في صناعة الزيت الحار والأعلاف الخاصة بالمواشي والطيور".

وتأتي بعد ذلك مرحلة العطين وهي عبارة عن نقع أعواد الكتان في المعطنة وهي عبارة عن ما يشبه بركة المياه لمدة تصل إلى 10 أيام وفائدة هذه المرحلة أنها تساعد فصل الخشب عن شعر الكتان".

وأكمل: "تأتي بعد ذلك مرحلة التنشير لكي يتم تجفيف الكتان من المياه، وبعدها يدخل الكتان إلى الماكينات ليتم التجزئة إلى 3 أجزاء (كتان شعر) و(العوادم) و(الساس)".

وبالنسبة للكتان الشعر، قال: "هو آخر مرحلة بالنسبة للكتان ومن ثم يتم تصديره إلى الصين وأوروبا لكي يتم تكملة الجزء الثاني من تصنيع الكتان وتحويله إلى أقمشة".

وأوضح: "أما العوادم والساس فهو ما يتم به صناعة الخشب الحبيبي أي أنه كل جزء في أعواد الكتان يتم الاستفادة منها واستغلالها على أكمل وجه".

فيما طالب متولي إمارة صاحب مصنع، الدولة بتوفير 5 سيارات مطافي بفنطاس لسرعة إنقاذ هذه الثروة من الضياع إذا تفاجأ أصحاب المصانع بكروه "حريق الكتان"، مؤكدا أنه سريع الاشتعال وهو ثروة قومية يجب على الدولة أن تساعد أصحاب هذه المهنة في الحفاظ عليها.

وأضاف أن قرية شبراملس بها أكثر من 100 مصنع، بالإضافة للقرى المجاورة "ميت هاشم – مركز سمنود" وكفر العزيزية وششتا، موضحًا أن هذه البلاد مجاورة وبها حوالي 150 مصنعا، وهذه المصانع في حاجة إلى حماية لأن الكتان ثروة قومية يجب النظر اليه وحمايته.

والتقط الحديث، الموافي عصر- مهندس بمحطة البحوث بالجميزة – صاحب مصنع ايضا- مطالبا الحكومة ممثلة في وزارة الصناعة باستغلال تصنيع الكتان في شركة غزل المحلة وذلك عن طريق تطوير ماكينات غزل القطن – بعد تلاشي زراعة القطن – وتحويلها إلى ماكينات غزل كتان وتصنيعه أقمشة وتصديرها بدلا من تصديره خام لكي يعود علي الدولة بالنفع وجلب عملة صعبة للدولة.