الطيب: رجال الدين مسؤولون أمام الله لمواجهة محاولات التربص بالوطن 2013- م 02:53:19 الاربعاء 06 - مارس الإمام الأكبر د. أحمد الطيب ضياء أبو الصفا أكد شيخ الأزهر فضيلة الإمام الأكبر د. أحمد الطيب، الأربعاء 6 مارس، أن علماء الأزهر الشريف ورجال الدين المسيحي عليهم مهمة جسيمة أمام الله ثم أمام الضمير الإنساني في نشر الوعي الديني السليم. وأضاف أن عليهم تعميق جذور ثقافة التسامح في المجتمع المصري، لمواجهة ما يتربص بالوطن داخليًا وخارجيًا. جاء ذلك في لقاء فضيلته الإمام الأكبر بالمشاركين في الدورة التدريبية التي ضمت عددًا من وعاظ الأزهر الشريف ورجال الدين من القساوسة، في إطار جهود بيت العائلة المصرية، من أجل العمل على ترشيد الخطاب الديني، والتركيز على القيم العليا في الإسلام والمسيحية وتفعيلها في خطب المساجد ووعظ الكنائس، درءًا لأسباب الاحتقان وتجسيدًا لوحدة الوطن . كما أشار فضيلته إلى أن هذا الجمع المتجانس المتعايش مع بعضه في هذه الدورة يؤكد على قوة النسيج الوطني الذي يشهد له التاريخ المصري عبر القرون الأربعة عشر السابقة، حيث لم يقف أحدهما في مواجهة الآخر بالسلاح، وما يجري بين الحين والآخر من بعض التوترات إنما هو سلوكيات فردية نتيجة مواقف عاطفية أو اجتماعية أو سياسية يُلبسها البعض عباءة الدين، وهي بعيدة كل البعد عنه، فالإسلام والمسيحية دينا الرحمة والمحبة، ولا يمكن لدين يتسم بالرحمة والمحبة أن ينتج متطرفًا. ومن جانبه قال الأنبا أرميا ممثلًا عن البابا تواضروس: إن التاريخ سيسجل بأحرف من نور للإمام الأكبر هذا اللقاء التاريخي الذي جمع بين أبناء الوطن، وعلى رأسهم دعاته من الأئمة والقساوسة، والذي كان يمثِّل حلمًا راودنا من زمن بعيد فحوَّله الإمام الأكبر إلى حقيقة ماثلة، لنروي جذور المحبة والمودة والألفة التي جمعت بين أبناء الوطن على مدار العصور والأزمان. وفي ختام اللقاء قام علماء الأزهر والقساوسة بصياغة بيان  بعنوان"معا من أجل مصر "أكدوا فيه تدعيم وثائق الأزهر الشريف، ونبذ الفرقة والانقسام، والتأكيد على حرمة إراقة الدماء، والحفاظ على الممتلكات الوطنية العامة والخاصة، والعمل الجاد من أجل مصلحة الوطن، وضرورة حماية النسيج الوطني الواحد من الفتن الطائفية، ونبذ كل من يهدد سلامة الوطن، والتأكيد على أهمية الخطاب الديني الواضح والوسطي لتحقيق هذا الغرض ،وتدعيم المواطنة واحترام الآخر وتقدير كل مواطن مصري يعيش على أرض الوطن وحث رجال الدين الإسلامي والمسيحي على تدعيم القيم المشتركة، ونشر الوعي والفكر المستنير في مجالات تنمية المجتمع من خلال خدمة فئات المجتمع المختلفة على أرض الواقع. وأجمع الحاضرون على أن يكون الحوار دائمًا حول الأخلاق والمعاملات والقواسم المشتركة بعيدًا عن العقائد والعبادات ،واتفق الجميع على مواصلة العمل بعد انتهاء الدورة وحتى بداية الدورة المقبلة، والخروج بخطة للعمل المشترك، والطلب من الأزهر الشريف والكنيسة وبيت العائلة المصرية متابعة نشاط المشاركين لتحسين الأداء في الدورات القادمة .