إلهان عمر وترامب.. الحرب على من يملك «حق الكلام»

دونالد ترامب وإلهان عمر
دونالد ترامب وإلهان عمر

في انتخابات التجديد النصفي للكونجرس نوفمبر من العام الماضي أصبحت الفتاة النحيفة ذات الـ37 عامًا إلهان عمر أول امرأة مسلمة ترتدي الحجاب تفوز في الانتخابات، حدث احتفى به أغلب العرب والديمقراطيين إلا أن معاناة النائبة مع الرئيس ترامب لم تتوقف.

اقرأ أيضًا: «مسلمة لاجئة وترتدي الحجاب».. إلهان عمر تصنع التاريخ بالكونجرس

هجوم كبير على مدار الأيام الماضية، وكثيرا من الشد والجذب بين الرئيس دونالد ترامب والنائبة المسلمة بسبب حديثها عن المسلمين والإسلاموفوبيا في أمريكا عقب هجمات 11 سبتمبر، والتي دفعت لحد مطالبة ترامب باستبعادها.


بداية القصة


مقطع فيديو قصير لإلهان عمر وهي تتحدث في مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية الشهر الماضي كان السبب وراء اشتعال غضب ترامب على توتير وبداية الهجوم عليها.


وقالت عمر خلال مقطع الفيديو للكلمة التي ألقتها أمام أعضاء الجمعية التي تأسست عقب هجمات 11 سبتمبر، «بعض الأشخاص قاموا بعمل ما في 11 سبتمبر .. وبعدها كل واحد منا – في إشارة للمسلمين- بدأ في فقدان جزء من حريته الشخصية».


وجاء الرد سريعا من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عبر نشر مقطع فيديو قصير لحديث النائبة المسلمة، وأرفق الفيديو بصور من ومقاطع من هجمات 11 سبتمبر علق عليه قائلا «لن ننسى».

 

 

وخرجت سارة ساندرز ، السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض هي الاخرى لتدافع عن تغريدة الرئيس وتهاجم النائبة المسلمة بعدما قالت «إن تصريحاتها مخزية، ولا تليق بأعضاء الكونجرس.. ومن حق الرئيس أن ينادي بإخراجها».


ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل دخلت صحيفة نيويورك بوست الأمريكية على خط الهجوم، وخصصت الصفحة الأولى لأحد أعدادها لوضع اقتباس من حديث إلهان عمر أمام مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية على خلفية لبرجي مركز التجارة العالمي وهما ينهاران.


تهديدات لحياتها


لم يتوقف مسلسل التحريض على النائبة المسلمة عند هذا الحد بل كشفت عن أنها بدأت في تلقي عدد من التهديدات التي تتعلق بحياتها منذ التغريدة الخاصة بالرئيس الأمريكي، وذلك بحسب صحيفة الجارديان.


وقالت عمر «منذ تغريدة الرئيس مساء الجمعة الماضية، واجهت زيادة في التهديدات المباشرة على حياتي - العديد منهم كانوا يشيرون مباشرة إلى فيديو الرئيس أو يردون عليه».


وأضافت «الخطاب العنيف وكل أشكال خطاب الكراهية ليس لها مكان في مجتمعنا.. كلنا أمريكيون.. وتعريض أروحنا للخطر يجب أن يتوقف».


وتابعت عبر حسابها بموقع تويتر «لم أترشح للكونجرس كي أصمت.. سأواصل القتال بلا هوادة من أجل تكافؤ الفرص في سعينا لتحقيق السعادة لجميع الأميركيين».

 

 


عاصفة تأييد


عاصفة شديدة من التأييد تلقتها النائبة المسلمة من جانب عدد كبير من النواب الديمقراطيين للوقوف معها أمام هجوم دونالد ترامب عليها، بل وانضم لهم أيضا 10 من المرشحين السابقين لرئاسة أمريكا الذي أعلنوا دعمهم لها.


بداية التضامن مع إلهان عمر كانت بالطبع من النائبة المسلمة الأخرى بالكونجرس رشيدة طاليب التي طالبت النواب الديمقراطيين بدعم النائية المسلمة. 

وكتب طاليب عبر حسابها بموقع تويتر قائلة « هذا يكفي.. لم يعد هناك صمت.. نيويورك بوست وترامب يأخذان كلمات إلهان خارج السياق للتحريض على العنف تجاهها.. لا يمكننا الوقوف وتجاهل هذا الأمر».

 


ووصف السناتور بيرني ساندرز – المرشح السابق لرئاسة أمريكا في 2016- الهجمات التي تعرضت لها إلهان عمر على عمر بأنها مثيرة للاشمئزاز والخطيرة في نفس الوقت.


وشدد ساندرز على أن النائبة المُسلمة لن تتراجع أو تصمت أمام عنصرية ترامب وكراهيته، مضيفا «وكذلك لن نفعل نحن».

 


السناتور إليزابيث وارين هي الأخرى دافعت عن إلهان عمر قائلة «الرئيس يحرض على العنف ضد عضوة بالكونجرس ومجموعة كاملة من الأمريكيين على أساس دينهم. هذا مخز.. وأي زعيم منتخب يرفض إدانته يتقاسم المسؤولية عنه».


وقال ندرو غيلوم ، عمدة تلاهاسي السابق «من الواضح أن إلهان عمر أصبحت هدفًا سهلاً للبيت الأبيض، ولهذه الإدارة، لكني 'لكنني أعتقد أن هجوم الرئيس يتجاوز عضو الكونجرس».


وتابع «إنها امرأة ملونة – في إشارة إلى لون بشرتها- وتصادف أنها مسلمة، ويهدف الرئيس من هذه الحملة إثارة الأميركيين ضد الأمريكيين».