«النكد الزوجي» من المسئول؟.. خبراء يضعون «روشتة علاجية» لمنع خراب البيوت

«النكد الزوجي» من المسئول؟.. خبراء يضعون «روشتة علاجية» لمنع خراب البيوت
«النكد الزوجي» من المسئول؟.. خبراء يضعون «روشتة علاجية» لمنع خراب البيوت

- دعاء: زوجي طيب وحنون لا أنكر لكنه يتحول.. و"حسام" يرد: أستاذة في النكد والحياة تحولت لجحيم

- خبيرة اجتماعية: الحرمان العاطفي السبب.. وإعادة الرومانسية للعلاقة الزوجية "ضرورة"

- أستاذ علم نفس: التغافل والروح الإيجابية ينعشان الطرفين.. واستشارة طبيب نفسي في "الحالات الصعبة"

 

"النكد الزوجي".. مشكلة تؤرق كثير من البيوت المصرية، فيشكو الزوج من أن زوجته نكدية، وأن بيته كئيب، فيما تلقي الزوجة اللوم عليه، على اعتبار أنه قليل الرومانسية، كثير الغضب الحاد النافر المتجاهل، وأحيانا يلجأ الطرفين إلى حالة من الصمت أو الخرس الزوجي التي تجتاحها برود المشاعر، وقد يصل الأمر إلى الانفصال بعد تفاقم المشكلات، ما قد يدق المسمار الأخير في نعش الزواج.

 

النكد الزوجي

وتناقش "بوابة أخبار اليوم" هذه المشكلة، ونرصد تجارب أزواج للتعامل مع هذه الأزمة، كما نقدم روشتة حلول من قبل خبراء مختصين في علمي النفس والاجتماع، كما نرد على السؤال المتكرر والاتهام الصريح: هل فعلا المرأة بطبيعتها نكدية؟ وهي من تخلق المشكلات وتفسد الأوقات السعيدة؟

 

المرأة النكدية.. وشكاوى الأزواج

في البداية، يروي "حسام" قائلا: "أنا زوجتي من النوع النكدي، الست دلوقتي مختلفة عن زمان، كانت زمان أقل نكدية، معرفش إيه اللي غيرهم، هي أستاذة في النكد والحياة تحولت إلى جحيم".

 

رفقا بالقوارير

فيما تحكي "هناء" عن أزمتها مع زوجها، قائلة: "أنا بطبعي لست نكدية، لكن زوجي كئيب، يشكو دائما هم الدنيا ولا يعجبه شيئا، كما يلعن الظروف الاقتصادية التي نمر بها، وأعتقد أن سبب النكد هي الظروف ولست أنا أو هو".

 

وأضافت: "المرأة تتميز بالحنان والعطاء، والاحتواء، ولكن ظروف الحياة الصعبة المحيطة تدفعها لتكون نكدية، والحل في يد الرجل إما أن يجعلها نكدية أو سعيدة، لأن المرأة عاملة ومسئولة أيضا أكثر من الرجل".

 

أريد الطلاق.. زوجي نكدي

أما "دعاء" فردت قائلة: "زوجي نكدي.. أريد الطلاق"، مضيفة: "مشكلتي تكمن كلها في زوجي، هو إنسان طيب وحنون لا أنكر ولكنه أحياناً يتحول كأنه إنسان آخر، فهو إنسان نكدي لدرجه كبيرة ويصاب بحالات اكتئاب تصبح الحياة معه مستحيلة، نحن في أغلب الأوقات متخاصمان".

وأضافت: "يغضب مني لأتفه الأسباب حتى لو أحد من أهلي فعل شيئا في حياته هو ويخصه هو ولم يأخذ بنصيحة زوجي، فينقلب عليّ ويخاصمني وأظل أياما أحاول أن أفهم ما الخطأ الذي ارتكبته يجعله يخاصمني ولا أفهم، ثم أكتشف بعد فترة أنه مثلا غاضب من أمي أو أبي لسبب ما".

وتابعت: "بصراحة لم أعد أطيق هذه الحياة فهو دائما غاضب من كل شيء وأي شيء وكاره لحياته مع أن الله أنعم علينا بالكثير من النعم التي يتمناها الكثير من الناس، يطلق عليه فعلاً لفظ بطران، أفكر كثيرًا في الطلاق ولكني أخاف على أولادي، فهم لا يزالوا صغارًا، وهو تعامله مع كل الناس هكذا سريع الغضب جدًا يخاصم الناس على أتفه الأسباب ويقاطع الناس حتى لو كانوا أهله لأتفه الأسباب".

واستطردت: "أحياناً أخاف منه وأتوقع منه الغدر رغم أنه لا أحد له في الدنيا غيري أنا والأولاد، لأن أهله أغلبهم متوفين، وليس له سوى أخ واحد يسكن بعيد عنا، لا أعرف كيف أتعامل معه فلقد سئمت من جو النكد الدائم في البيت".

 

رد علم الاجتماع

في هذا السياق، ترد الدكتورة سامية خضر، أستاذة علم الاجتماع بجامعة القاهرة، قائلة إن العلاقة الزوجية مثل الزرع أو الوردة تحتاج إلى عناية واهتمام ولا تحتاج إلى تجاهل متعمد أو نكد، لأنها تعبر عن مشاعر الزوجين تجاه بعضهما، مضيفة أنها من المفترض أن تكون علاقة سوية لا تعاني من الحرمان العاطفي، تتوسطها العقل.

وذكرت "خضر" لـ"بوابة أخبار اليوم"، أن قد يكون أحد أطراف العلاقة الزوجية يعاني من اضطرابات السلوكية قد تتسبب في اضطراب علاقته بالطرف الأخير، وقد تكون الأعباء الاقتصادية ثقيلة على الأسر، ما يؤدي إلى شيوع حالة من الغضب واختلاق المشكلات والخلافات وإفساد لحظات السعادة، مشددة على ضرورة تحكيم العقل، وإبعاد كل الطاقة السلبية عن الطرف الآخر، لأنها قد تتسبب في دمار الأسرة، أو لجوء الزوج أو الزوجة إلى شخص آخر يحكي له.

وقدمت أستاذة علم الاجتماع وصفة لعلاج النكد بين الزوجين، مؤكدة أنه من المهم إعادة التفكير في مراحل العلاقة القوية، والصبر والتكيف مع الظروف، بالإضافة إلى مراعاة طبيعة معاناة كل طرف في يومه خارج المنزل، واعتبار أن المنزل جنة رومانسية للزوجين أمر ضروري، مع التجديد بشكل دائم في العلاقة الزوجية، فهذه مسئولية مشتركة للطرفين.

 

الروح الإيجابية.. واستشارة طبيب نفسي

أما الدكتور جمال فرويز، الخبير النفسي، فأكد أن النكد في البيت المصري أمر عادي، لأن هناك اختلاف في وجهات النظر ومحاولة التسيد من قبل أحد الأطراف، فيختلف الأمر باختلاف الشخصيات ومعايير الاختيار، لكن في العلاقة الزوجية، من المفترض أن يحاول أحد الأطراف "التغافل"، وعدم الوقوف على المشاكل، بل يتعامل بمنطق "دعه يمر"حتى لا تتفاقم المشكلات.

"فرويز" أوضح لـ"بوابة أخبار اليوم"، أن بعض الأزواج يعانون من "نكد الزوجة"، لكنها أغلب السيدات "معذورة" لأنها تعمل وتطبخ وتغسل وترعى الأولاد، وعليها المسئولية الكبرى في البيت، بينما هناك بعض السيدات "المتسلطة" التي تشعر زوجها بالكبت، ما قد يتسبب في حالة من النكد داخل البيت، مشددًا على ضرورة أن تكون العلاقة معتدلة ومتوازنة، ومحاولة إبعاد المشاكل عن طريق "عدم التصيد"، بجانب احتواء الطرف الآخر، وتذكر المواقف الرومانسية له مع خلق روح من الإيجابية داخل المنزل لإعادة إنعاش الحياة الزوجية.

 

وأشار إلى أنه في حالة عدم نجاح الزوجين في هذا الأمر، فعليهم اللجوء إلى طبيب نفسي لإعادة الهدوء مجددًا إلى عش الزوجية.