الإيطالي كلاوديو بوتزاني: جئت إلى مصر محملا بالحلم وسأعود غارقا في الإلهام

الشاعر الإيطالي كلاوديو بوتزاني
الشاعر الإيطالي كلاوديو بوتزاني

تحدث الشاعر الإيطالي كلاوديو بوتزاني، عن ظاهرة ما تسمى بكثرة الشعراء وقلة القراء، وقال «الشعر ارتبط بالإلقاء الشفاهي وليس الكتابة التحريرية في إيطاليا وفرنسا وربما في معظم دول أوروبا الغربية، يكتبون القصائد لكن لا أحد يقرأ هذه القصائد، ربما كان هذا هو النموذج الشائع في العالم اليوم، قلة فقط من الجمهور الذين يودون أن يسمعوا للآخر وكثيرون يودون أن يتحدثوا عن أنفسهم».

جاء ذلك خلال اللقاء الفكري الثاني بالقاعة الرئيسية الذي يستضيف الشاعر الإيطالي كلاوديو بوتزاني، أحد أبرز الشعراء الإيطاليين المعروفين بنشاطهم الثقافي في إيطاليا لخدمة الشعر، فهو شاعر وقصاص، درس الموسيقى ومارسها وهو مشهور بتقديم أشعاره التي تسمي بالإيطالية، الاستعراض الشعري، هو من مواليد 1961 ولد بإيطاليا، وترجمت أعماله إلى عشر لغات، وقريبًا تصدر الطبعة العربية عن الهيئة العامة المصرية للكتاب لأحد دواوينه.


كما أسس «بوتزاني» مهرجانًا شعريًا كبيرًا في إيطاليا منذ 25 عامًا، استضاف خلاله مئات الشعراء من كافة أنحاء العالم، ويدير بيت الشعر في إيطاليا الذي ينظم ما تزيد على ١٥٠ فعالية في العام الواحد.


وأضاف« القصيدة هي وسيلة الاتصال والتواصل الأكثر مباشرة وفعالية، يكفي أن الإعلانات تستخدم الحيل الشعرية والصور البلاغية لكي تصل أسرع إلى المستهلك، وحتي اليوم السياسيون يستعينون بالشعر للتواصل الأسرع مع الجمهور».


وقال «الشعر ليس في أزمة، وإنما الإنسانية هي التي في أزمة، فهو الأداء الأكثر ثورية لأنها لا تحتاج إلا فم مرتبط بالقلب يصل للأذن فيصيب القلب مرة أخرى».


ورأى أن اللغة ليست عائقًا كبيرًا في تواصل الشاعر مع جمهوره؛ وقال «لاحظت من مهرجانات الشعر حتى في مهرجان الشعر الدولي الذي أنظمه، ألاحظ أن المستمعين يقولون شعر بلغة لا يفهمها الجمهور لكنها في نفس الوقت تصل إليهم»،أذكر أن استعادة من التراث على قدر كبير من الأهمية، الوزن والقافية  «الراب» وهم عنصران هامان للقصيدة، هي دائرة الشعر تكتمل باستعادة عناصر


ويرتبط اسم الشاعر الإيطالي بالرحلة وأسس جمعية «السفر في الزمن»، قال في ذلك «النظرة إلى الرحلة»..تغيرت فلم تعد مجرد انتقال جغرافي الرحلة هي رحلة العاطفة والحماس والوجدان، وبالتالي فإن القصيدة هي في نهاية الأمر رحلة.


الرحلة في رأيه قوامها الصوت والموسيقي والإيقاع وكل ما يمكن أن يقوله الشاعر ليصل وجدان المتلقي، كما يؤمن بالمقولة التي تقول إن الشعر يجب أن ينقب عن المعادن، وقال "أعتقد أن الرحلة الحقيقة للشعر هي البحث عن الأفكار، هي الدموع كل ما يعتري الإنسان من مظاهر فيزيائية إذن هي رحلة داخل جسم الشاعر".


وأكمل: النصيحة الوحيدة التي أنصحها للشعراء الشباب هي أن يقرأوا، وكثيرا ما أقول إن هناك الكثير من الشعراء والقليل من القراء، وكلنا بنا بذور الشعر ومع رعايتها بالماء والهواء والشمس تخرج ربما يتحول الإنسان إلى مجال الموسيقى أو الشعر أو الكتابة على حسب اهتماماته.
وتابع هناك مسار طويل ينبغي أن يقطعه الشاعر قبل أن يصبح شاعرا، فليس كل من يغني في الحمام مطربا وبالتالي ليس كل من كتب عدة أوراق أو عدة كتب شاعرا..الشعر يتناول الواقع ويسمو به، ولا يقتصر دوره على نقل ما يحدث في الواقع من أحداث.


وواصل: القصيدة يمكن أن تكون أداة من أدوات السلام والعنف يبدأ عندما ينتهي الكلام، ونحن نعيش في عصر مليء بالتلوث وهناك أيضا تلوث لغوي والقصيدة تبقى وتدوم ولها وظيفة أن تنقي اللغة من الشوائب العالقة بها.


وختم بقوله: في دراسة إيطالية وجدوا أن الشاعر الإيطالي يستخدم متوسط ٤٠٠ مصطلح وهو رقم ضئيل ويعبر عن فقر في الأفكار لأن قلة المصطلحات تعبر عن قلة الأفكار.

تحدث عن شغفه بمصر والحضارة المصرية، وقال "مصر كانت الحلم منذ أن قرأت عنها قديمًا، جئت إليها حالمًا واليوم أنا بين الحلم والواقع، وسأعود إليها محملًا بالأشواق والإلهام".


وقال "الناس والشعب يتنفس ثقافة حتى في الحواري الفقيرة ثمة عبق للتراث والتاريخ والثقافة، وزورت بعض الأماكن التاريخية منها المتحف المصري وغدًا سأزور الأهرامات، فالروح المصرية مختلفة عن أي روح في بلد آخر".


وأضاف "جئت من بلد هي إيطاليا بها عمق تاريخي مثل مصر، وأشعر أن هذا البلد في طريقه إلى التقدم على عكس إيطاليا التي تتراجع، وبالنسبة لإيطاليا هناك ما أسميه بالكسل الفكري والخمول وليست هناك روح استكشاف جديدًا وخصوصا جيل الشباب، لذلك نجد هنا حيوية ونهم بالمعرفة والاستكشاف، سأعود إلى ايطاليا محملًا بهذه المعرفة والإلهام".