"عزيزة" تتحرر من  الجهل وتساهم في تعليم غيرها 2012- م 09:27:46 الاثنين 03 - سبتمبر الإسكندرية – مصطفى إسماعيل   "إذا كان اسم نبوية موسى سيظل في ذاكرة الأجيال كرائدة في التعليم ومناضلة ، فإن عزيزة عبد العاطي إبراهيم اسم رائع لمعلمة استطاعت أن تحفر اسمها في سجلات تاريخ التعليم وأصبحت معلمه بهيئة محو الأمية بعد أن كاد قطار التعليم يتركها " . عزيزة قد تكون أول فتاة سكندرية تحصل على البكالوريوس وتسعى للحصول على الماجستير والدكتوراه لتساهم في تطويرالحياة التعليمية للفتاة والمرأة المصرية .. مؤمنة أن الأعمال الكبيرة هى التي تلقى الضوء على أصحابها فتظل أسماؤهم لامعة متألقة على صفحات التاريخ .. فقد انتصرت عزيزة عبد العاطى فى صراعها مع الحياة الصعبة فوصلت إلى ماكانت تتطلع إليه ومازالت تحاول الحصول على الدرجات العلمية بالجهد وليس بالدموع على الظروف حتى تحقق أمنياتها الخاصة والعامة في التعليم .    وعن المشاكل التي واجهتها في رحلة تعليمها تقول عزيزة: المشكلة الأولى التى واجهتني هى عدم القدرة على الالتحاق بالمدارس الحكومية .. لعدم وجود أوراق رسمية لديّ سواء بسبب الظروف الاجتماعية أو الاقتصادية أو للإهمال وعدم الاهتمام بتعليم الأبناء عموما والبنات خصوصا .. خاصة أنني من مواليد الريف الذي لا يهتم كثيرا بالتعليم . وتضيف:رفضت الاستسلام للظروف كما فعل شقيقي  وشقيقتي الكبرى واللذان لم يحصلا على أية شهادات واكتفيا بتعلم القراءة والكتابة فقط .. فالتحقت بمركز محو الأمية بجمعية القرداحى التابعة لفرع الهيئة العامة لمحو الأمية وتعليم الكبار.. حتى حصلت على الشهادة الإعدادية بمجموع 233 من 280 درجة دون الحصول على أية دروس خصوصية . وتوضح عزيزة :التحقت بمدرسة ايزيس الثانوية العامة بالسيوف وتخصصت فى علمى علوم وحصلت على مجموع 91.5 % .. لألتحق بكلية التربية التى عشقتها حبا فى مهنة التعليم .. وتخرجت منها عام 2006 بتقدير عام جيد . هل اكتفيت بهذا القسط من التعليم ؟  لم أتوقف عند ذلك كغيري من الخريجات ولكنى بدأت بتثقيف نفسي بالحصول على دورات في الكمبيوتر واللغة الانجليزية .. تمهيدا لاستكمال المشوار العلمي في الدراسات العليا حيث أستعد للحصول على دبلومه .. ليس هذا فحسب بل قمت بتطوير نفسي في العمل الذي أقوم به حاليا .. كمعلمة بفرع الهيئة منذ عام  2010فى محاولة لرد الجميل لجمعية القرداحى .. لما قدموه لى من دعم مادي بمنحى الكتب الدراسية مجانا وتوفير أفضل المعلمين من المرحلة الابتدائية حتى الحصول على الإعدادية .. مع الدعم المعنوي والتكريم والحصول على شهادات التقدير. ماذا تشعرين الآن وهل تغيرت نظرة المجتمع تجاهك ؟ أشعر بفارق كبير حدث لي من خلال التعليم سواء في حياتي الشخصية أو العامة واستضافت القنوات الفضائية لي على شاشاتها  .. وكذلك أفخر وأعتز بنفسي وكذلك يفخر جميع أفراد أسرتي بى بعد أن أصبح لي قيمة فى المجتمع الصغير والكبير .. وكذلك نظرة الزملاء من المعلمين والمعلمات الذين كانوا يقومون بتعليمي والتدريس لي بعد أن أصبحت زميله لهم . ماهى الشخصيات التى كان لها دورا بارزا في حياتك ؟ لن أنسى فضل الله على أولا ثم بعد ذلك كل من ساهم ولو بشيء ضئيل في تعليمي .. كما لم أنسى الدعم من المعلمين والمعلمات لمساندتهم لي سواء وأنا طالبة أو حي الآن .. ودور جمعية كرداحى لما قدمته لي ولكثير مثلى ومازالت تقدم لأبناء المنطقة .. حتى أن كثيرا من أولياء الأمور يسعون لتحويل الأبناء من المدارس الحكومية للجمعية .. نتيجة لجودة التعليم ولما يقدمه الحاج محمد فتحي العشماوى  صاحب الجمعية المقيم في أمريكا ويحضر كل عام من أجل دعم المادي والمعنوي للجمعية .. كما أن الجمعية استمرت في دعمي حتى بعد التخرج .. بتوفير فرصة العمل فيها كمعلمة فى ظل الظروف الصعبة التي تقف عائقا أمام الخريجين حاليا .. ولم أنسى الدور المهم والكبير الذي قامت ومازالت تقوم به أمي رغم أنها لم تتعلم ولكنها كانت حريصة على تعليمي . ماذا تقولين لأولياء الأمور الذين يرفضون تعليم الأبناء وخاصة البنات ؟ أناشدهم بتوفير فرص التعليم لهم لأن ذلك سيعود علي الأبناء والأسرة بالأفضل في كل شيء .. ولا يجب أن ننسى أن كلمة اقرأ أول من نزل على رسولنا في القرآن الكريم  .